"توقّف!" - ترامب يهاجم بوتين بعد ضربات عنيفة على أوكرانيا
٢٤ أبريل ٢٠٢٥بعد ضربات جديدة أودت بحياة 12 شخصا على الأقل وأسفرت عن إصابة حوالى مئة في كييف، هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الروسي، الخميس (24 أبريل/ نيسان 2025). وقال ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" في إشارة إلى الرئيس الروسي "لست سعيدا بالضربات الروسية على كييف، لم تكن ضرورية، وتوقيتها سيء جدا، فلاديمير.. توقف! يموت 5000 جندي كل أسبوع، دعنا ننتهي من اتفاق السلام!".
وبعد حثه لبوتين في منشوره على وقف الهجمات، قال الرئيس ترامب إنه يعتقد أن الرئيس الروسي سيستمع إليه بشأن وقف الضربات على أوكرانيا. ولدى دخول ترامب للبيت الأبيض برفقة رئيس وزراء النرويج، سأله أحد الصحفيين عما إذا كان يعتقد أن بوتين سيستمع إليه، فأجاب "بالتأكيد".
وندّدت لندن بـ"حمام دم ارتكبه بوتين" و"مشاهد صادمة" رأى فيها الاتحاد الأوروبي دليلا على أن الكرملين هو "العائق الأكبر في وجه السلام".
هجوم هو الأعنف منذ شهور
واستهدفت سلسلة الهجمات التي شنّتها روسيا ليل الأربعاء الخميس، ست مناطق أوكرانية وعدّة مدن، من بينها العاصمة كييف. وأفادت القوات الجوية الأوكرانية عبر تلغرام بأن روسيا أطلقت 145 طائرة مسيرة و70 صاروخا، منها 11 باليستيا، في الهجوم ليلا. وأسقطت وحدات القوات الجوية 112 هدفا.
وفي كييف أفاد شهود بمشاهد خراب لمبانٍ ينخرها الرصاص وجثث منتشرة في شوارع حيّ سكني.
ويتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا في العاصمة إثر هذا الهجوم الذي يعدّ الأعنف منذ أشهر، مع رفع الأنقاض. وأفادت أحدث حصيلة صادرة عن خدمة الإسعاف بسقوط 90 جريحا.
واضطر الرئيس الأوكراني من جهته إلى اختصار زيارة كان يجريها إلى جنوب إفريقيا بسبب الضربات الأخيرة. وقال زيلينسكي اليوم الخميس إن معلومات أولية تشير إلى أن روسيا استخدمت صاروخا باليستيا من كوريا الشمالية في هجوم استهدف منشأة سكنية في كييف الليلة الماضية. وأضاف في منشور على موقع التواصل إكس "إذا تأكدت المعلومات التي ذكرت أن ذلك الصاروخ تم تصنيعه في كوريا الشمالية، فسيكون ذلك دليلا جديدا على الطبيعة الإجرامية للتحالف بين روسيا وبيونغيانغ".
وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع الروسية أن القوّات المسلّحة الروسية "نفّذت هجوما واسعا بأسلحة دقيقة بعيدة المدى" استهدف عدّة شركات على صلة بالمجمّع العسكري الصناعي الأوكراني.
المسار التفاوضي في مرحلة حساسة
وأتت الضربات الجديدة بالصواريخ والمسيّرات المتفجّرة في لحظة حرجة لمسار المفاوضات الذي أطلقه دونالد ترامب لإنهاء الحرب التي شنّتها موسكو في شباط/فبراير 2022 وأودت بعشرات الآلاف على الأقلّ من الجهتين.
وتوقع مسؤول أمريكي أن يلتقي مبعوث ترامب الخاص مع بوتين غدا الجمعة لإجراء المزيد من المحادثات.
وأكد الرئيس الأمريكي الخميس أنه يضغط بشدة على روسياللموافقة على إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال ترامب، الذي يتهم بأنه يحابي روسيا في مساعيه الدبلوماسية لوقف الحرب: "نضغط بشدة على روسيا، وروسيا تعلم ذلك". وأكد ترامب أن روسيا قدمت" تنازلا رائعا" لوضع نهاية للحرب فى أوكرانيا بالتوقف عن المضي قدما في الاستيلاء على كامل البلاد. وأضاف ترامب اليوم الخميس أن الأيام القليلة المقبلة ستكون بالغة الأهمية لمساعيه للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين أوكرانيا وروسيا.
ولم يقدم ترامب مزيدا من التفاصيل، لكنه ومساعديه عبروا عن شكواهم من الطريقة التي تتعامل بها روسيا وأوكرانيا مع جهوده لوقف القتال.
أوروبا تدعم كييف في عدم الاعتراف بروسية القرم
وتداولت الصحافة معلومات تفيد بمباحثات روسية أمريكية بشأن الاعتراف بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو إلى أراضيها بقرار أحادي في 2014 كإقليم روسي. لكن الرئيس الأوكراني قال الثلاثاء "لا مجال للمناقشة (...) هذه أرضنا".
وحظيت كييف بدعم الاتحاد الأوروبي. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس إن التكتّل لن يعترف يوما بشبه الجزيرة على أنها روسية، مؤكّدة أن "القرم هي أوكرانيا".
وانضمّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الأصوات الرافضة للاعتراف بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وقال "هناك وضع بحكم الأمر الواقع"، لكن "هل ينبغي بسبب ذلك الاعتراف بأحقيّته؟ كلا"، مشيرا إلى أن وضع شبه الجزيرة ليس مطروحا "الآن على الأقلّ. وليس علينا أن نقوم بذلك".
وصرّح الرئيس الفرنسي على هامش زيارة دولة إلى مدغشقر أن "غضب الأميركيين ينبغي ألا يصبّ سوى على شخص واحد هو الرئيس بوتين"، معتبرا أنه يجدر بالرئيس الروسي التوقّف عن "الكذب" حين يدعي السعي إلى السلام.
ص.ش/ف.ي (أ ف ب، رويترز، د ب أ، أ ب)