يخصص بيير هولبيرغ عشرة يورو للطعام يوميا. على هذا المبلغ أن يكفي لستة أشخاص. يعيش مع زوجته المصابة بإعاقة شديدة وأطفاله الأربعة في شقة فيها أربع غرف ومساحتها أقل من تسعين مترا مربعا. سرير الوالدين في غرفة المعيشة ولا يوجد مكان لطاولة طعام. تدعم حماته إيفى الأسرة الكبيرة بقدر استطاعتها وتذهب كل أسبوعين إلى بنك الطعام، وهي منظمة توزع الطعام مجانا.
هناك أسباب عديدة للفقر، وعلى ر أسها المرض والبطالة والانفصال، بينما الأمهات العازبات هن الأكثر تضررا. جيسيكا لاو، وهي أم لثلاثة أطفال من هيلرسدورف، ظلت عاطلة عن العمل لسنوات عديدة بعد انفصالها عن والد أطفالها، رغم إكمالها دورتين للتدريب المهني. وجدت مؤخراً عملاً بدوام كامل، لكنها تكسب أقل من مبلغ إعانة المواطنين التي كانت تتلقاها. مع ذلك فهي تعتبر عملها مهمًا لتكون قدوة حسنة لأطفالها. إنها تريد إنقاذهم من براثن الفقر.
منظمة آرشه، الممولة منذ ثلاثين عاما من التبرعات فقط، تسعى إلى منح أطفال هيلرسدورف الفرصة. كما فعلت مع باسكال هون أو "كالي". بعد أن عاش طفولة صعبة ونوبات عنف شديدة في مراهقته، وقضى عامين ونصف في مركز لرعاية الأحداث، يتدرب الآن ليصبح مرشداً اجتماعيا، ويريد، في منظمة آرشه، مساعدة الشباب كي يتجنبوا السير على الطريق الخطأ، كما فعل هو.
للفقر وجوه عديدة، ويمكن أن يؤثر على أي شخص. إنه يسلب الناس الكرامة والكبار الأمل والأطفال آفاق المستقبل. خطر الفقر يتزايد حتى في بلد غني كألمانيا.