فرنسا - غضب عوائل "حركيين" جزائريين نقلت رفاتهم سرا قبل عقود
٢١ فبراير ٢٠٢٥في ريفسالت (جنوب غرب فرنسا)، أعربت عائلات "حركيين"، تبحث عن جثث أقارب لها، عن غضبها اليوم الجمعة (21 شباط/فبراير 2025)، بعدما كشف رئيس بلدية ريفسالت أمام تلك العائلات، أن رفات 60 حركياً، معظمهم أطفال، دفنوا بين عامي 1962 و1964 بعد وصولهم من الجزائر، نُقلت في عام 1986 إلى مقبرة أخرى.
ويذكر أنه بعد استقلال الجزائر عام 1962، مرّ 21 ألفاً من الحركيين، وهي التسمية التي تطلق على أشخاص جُنّدوا لمساعدة الجيش الفرنسي أثناء الحرب الجزائرية، (مرّوا) وعائلاتهم عبر معسكر ريفسالت قرب مدينة بربينيان.
وتمّ في الخريف الماضي اكتشاف قبور أطفال توفوا بين عامي 1962 و1964 أثناء أعمال بحث طلبتها العائلات، لكنها كانت خالية من الرفات.
واعتذر رئيس بلدية المدينة أندريه باسكو الذي يتولى المنصب منذ عام 1983، الجمعة للعائلات التي تحاول معرفة مكان دفن نحو ستين جثة، بينها 52 جثة لأطفال، و"دفنها بشكل لائق".
وقال رئيس البلدية الثمانيني: "في الفترة ما بين 15 و19 أيلول/سبتمبر 1986، تم استخراج الجثث ودفنها في مقبرة سان ساتورنين. لا أعرف بالضبط أين هي"، معرباً عن أسفه لعدم الاتصال بالعائلات "في ذلك الوقت".
وفي قاعة بلدية ريفسالت، أعرب نحو ثلاثين من أقارب الأطفال المتوفين عن غضبهم، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.
ورحّبت الوزيرة المنتدبة المكلّفة بالذاكرة والمحاربين القدامى باتريسيا ميراليس التي دعت في تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى إجراء حفريات في معسكر ريفسالت، بعقد الاجتماع، لكنها طالبت رئيس البلدية بتسليط "الضوء على كل ما حدث، من خلال الأرشيف الذي وجدناها بأنفسنا في وزارة القوات المسلحة". وأضافت "الرفات موجود اليوم في مقبرة ريفسالت، وأعتقد أننا في مرحلة الاعتراف".
بين عامي 1962 و1965، فرّ نحو 90 ألفاً من الحركيين وعائلاتهم من الجزائر إلى فرنسا. وأُنزل عشرات الآلاف منهم في معسكرات يديرها الجيش، في ظروف معيشية مزرية ومعدلات عالية من وفيات الرضع.
خ.س/ص.ش (أ ف ب)