فرنسا تحلُم بالفوز بلقب كأس العالم للمرة الثانية
٥ يوليو ٢٠٠٦أثار الفوز غير المتوقع الذي حققه الفرنسيون على البرازيل موجة عارمة من الفرحة عمت المدن والقرى الفرنسية حيث خرج الملايين في مرسيليا وشتراسبورغ ليلة الأحد إلى الشوارع للاحتفال بفوز فريقهم الأزرق مرددين عبارات: "زيزو، زيزو، زيزو .... يعيش الفريق الأزرق". وهكذا قلب الفوز على البرازيل كافة أنحاء فرنسا رأساً على عقب. فعلى شارع " الشانزيليزي" وحده احتشد ما بين 500 ألف إلى مليون شخص للاحتفال بالإنجاز العظيم لفريقهم الأزرق. وبعد منتصف الليل سالت الشامبانيا على "الشانزيليزيه" وأُطلقت الألعاب النارية وسط بحر من الأعلام الفرنسية بالألوان الأزرق والأبيض والأحمر يُلوّح بها الجميع، سواء من الفرنسيين أو الجزائريين أو الأفارقة السود. وأدى هذا الفوز الكبير إلى توحيد الجميع تحت راية واحدة بعيداً عن الأعمال العنصرية والكراهية للأجانب التي شهدتها فرنسا قبل عدة أشهر.
ساحر الكرة زين الدين زيدان
قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي تابع المباراة من على منصة كبار الشخصيات في ملعب فرانكفورت: "أقدّم التهاني للفريق على هذا الفوز العظيم". ومضى شيراك في مدح اللاعبين الذين قدّموا أداء قوياً ورائعاً يستحق التقدير. بعد الأداء القوي الذي قدمه الفريق الفرنسي أمام إسبانيا في الدور ثمن النهائي استعاد المشجعون الفرنسيون ثقتهم بفريقهم بقيادة ساحر الكرة زين الدين زيدان الذي قدّم أداءً قوياً ورائعاً أعد إلى الأذهان أيام المجد حين كان زيدان في أوج مشواره الرياضي.
وبهذا الفوز لم ينته المشوار الرياضي لهذا اللاعب الفريد من نوعه. قال زيدان البالغ من العُمر 34 سنة عقب المباراة: "الآن وبعد هذا الفوز الكبير لا أرغب بالطبع في الخروج من البطولة قبل خوض المباراة النهائية والفوز بها للظفر بلقب كأس العالم للمرة الثانية في تاريخ كرة القدم الفرنسية". وتلقى النجم الكبير المديح من شخصيات عديدة وهامة من بينهم أسطورتا كرة القدم البرازيلية بيلي والألمانية فرانتس بيكنباور اللذين أعربا عن أسفهما لقرار زيدان إنهاء مسيرته الاحترافية بعد مونديال ألمانيا 2006.
البرتغال تأمل في بلوغ النهائي والفوز باللقب
كذلك البرتغاليون بدأوا يحلمون بالفوز بلقب كأس العالم بعد فوزهم الكبير على الفريق الإنجليزي في الركلات الترجيحية في الدور ربع النهائي. وهذه هي المرة الأولى التي تبلُغ فيها البرتغال المربع الذهبي في نهائيات كأس العالم لكرة القدم منذ عام 1966. وهذا ما يعتزم البرتغاليون استغلاله جيداً لأن مثل هذه الفُرصة ربما لا تتكرر كثيراً. ويعود الفضل في هذا الإنجاز العظيم إلى حارس المرمى المتألق ريكاردو الذي نجح في التصدي لثلاث ركلات ترجيحية مسجلاً بذلك رقماً قياسياً جديداً في التصدي للركلات الترجيحية في نهائيات كأس العالم.
سكولاري على بُعد خطوتين من لقبه الثاني كمدرب
بما أن الفريق البرتغالي بقيادة ديكو وفيغو بلغ هذه المرحلة المتقدمة من بطولة العالم لكرة القدم، بدأ مدرب الفريق لويس فيليبي سكولاري البرازيلي الأصل يحلُم بتحقيق لقب كأس العالم للمرة الثانية كمدرب. كان سكولاري قاد الفريق البرازيلي في بطولة العالم السابقة في كوريا الجنوبية واليابان إلى منصة التتويج بعد أن تغلب البرازيليون في المباراة النهائية على المنتخب الألماني بثنائية نظيفة للمهاجم البرازيلي رونالدو.
غير أن تخطي عقبة الفريق الفرنسي لن يكون أمراً سهلاً، لا سيما بعد العروض القوية التي قدمها في آخر مبارتين أمام إسبانيا في الدور ثمن النهائي والبرازيل في ربع النهائي. لكن هناك حافرٌ آخر يدفع سكولاري إلى بذل كل جهد مُمكن من أجل هزيمة الفرنسيين، ألا وهو الثأر من فرنسا لهزيمة منتخب بلاده البرازيل الذي ودّع البطولة في ظل موجة كبيرة من استياء مشجعيه وأنصاره في كافة أنحا العالم. إذاً هل سينجح الفرنسيون في الظفر بلقب كأس العالم للمرة الثانية في تاريخ كرة القدم الفرنسي؟ أم ستكون الكلمة الأخيرة لسكولاري الذي يسعى إلى إحراز لقبه الثاني كمدرب ويرغب في الثأر لمنتخب بلاده البرازيل؟ هذا ما سنشاهده يوم الأربعاء ( الخامس من يوليو ) على أرض ملعب "أليانس أرينا" في العاصمة البافارية ميونيخ.
علاء الدين موسى