غزة ـ الجيش يستولي على مساحات واسعة ويوسع "المناطق الأمنية"
٩ أبريل ٢٠٢٥أعلنت إسرائيل الأربعاء (التاسع من نيسان/أبريل 2025) استيلاءها على "مساحات واسعة" من قطاع غزة بما يجعله "أصغر مساحة وأكثر عزلة"، بعد مقتل 23 شخصا على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة الأربعاء، بينهم أطفال ونساء، وفق الدفاع المدني الفلسطيني.
يأتي الإعلان الذي جاء على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بعد اسابيع على استئناف الجيش الإسرائيلي القصف المكثّف على غزة بعد خلافات بشأن مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير، إثر حرب مدمّرة استمرّت 15 شهرا بين الدولة العبرية وحماس.
وقال كاتس خلال زيارة لمحور "موراغ" الذي أقامته إسرائيل مؤخرا لفصل مدينتي خان يونس ورفح في جنوب قطاع غزة "يتم الاستيلاء على مساحات واسعة ودمجها في المناطق الأمنية الإسرائيلية، ما يقلل من مساحة غزة ويعزلها بشكل أكبر".
إسرائيل تعمل على تنفيذ خطة ترامب
وأضاف كاتس أن سكان غزة "يخلون مناطق القتال" ودعا الغزيّين إلى الإطاحة بحماس وإعادة الرهائن. وقال أيضا "هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب"، متوعّدا بـ"مزيد من القتال العنيف في كل أنحاء قطاع غزة طالما لم يتم تحرير الرهائن وإلحاق الهزيمة بحماس". وأشار إلى أن إسرائيل تعمل على تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "للهجرة الطوعية" لسكان غزة.
وواصلت إسرائيل الأربعاء قصف القطاع الفلسطيني. وقتل 23 شخصا على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مدينة غزة الأربعاء، بينهم أطفال ونساء، وفق الدفاع المدني الفلسطيني، بينما أعلنت إسرائيل أنها استهدف قياديا في حركة حماس.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس أن الضربة استهدفت "مربعا سكنيا" في حي الشجاعية المدمّر في مدينة غزة. وقال بصل إن الضربة أسفرت عن سقوط 23 قتيلا وأكثر من 50 جريحا، "غالبيتهم من الأطفال والنساء"، مشيرا إلى أن عمليات البحث بين الأنقاض لانتشال الجثث ما زالت مستمرة.
وقال الجيش الإسرائيلي، ردّا على سؤال لوكالة فرانس برس، إن الضربة "استهدفت إرهابيا كبيرا من حماس كان مسؤولا عن تخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية" انطلاقا من المنطقة، من دون ذكر اسمه. وأكد أنه "تمّ اتخاذ العديد من الخطوات للحدّ من الأضرار التي قد تلحق بالمدنيين".
ونقل القتلى والمصابون الى مستشفى المعمداني في البلدة القديمة في مدينة غزة بشمال القطاع المحاصر.
وحذّر متحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة من "وضع كارثي"، و"نقص في الدم في مستشفى المعمداني"، بعد قصف الجيش حي الشجاعية "بصواريخ ضخمة".
واستأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها العسكرية على قطاع غزة في 18 آذار/ مارس، منهيةً بذلك هدنة هشة مع حماس صمدت شهرين. ومنذ ذلك الحين، أصدر الجيش الإسرائيلي مجموعة من أوامر الإخلاء لمناطق في الشمال والجنوب ووسط قطاع غزة، محذرا السكان من هجمات وشيكة. وغالبا ما يلي الإنذارات قصف عنيف.
وقالت الأمم المتحدة الاثنين إن ما يقرب من 400 ألف من سكان غزة نزحوا في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
حماس: العملية الإسرائيلية في مخيم بلاطة "تصعيد جديد"
وفي الضفة الغربية، اعتبرت حركة حماس الفلسطينية اليوم الأربعاء أن العملية العسكرية التي شنتها قوات الجيش الإسرائيلي في مخيم بلاطة بمدينة نابلس، "تمثل تصعيدا جديدا في عدوانه المتواصل على شعبنا الفلسطيني".
وجاء في بيان للحركة على صفحتها على منصة تليغرام أن هذه العملية تعد"امتدادا لحرب الإبادة المستمرة منذ عام ونصف في قطاع غزة، ولحملة التهجير الممنهجة التي تستهدف جنين وطولكرم منذ عدة أشهر".
ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية إلى "هبة شعبية واسعة، والوقوف صفا واحدا في وجه الاحتلال، وتعزيز روح التكافل والدعم والإسناد للمناطق التي تتعرض لعدوان صهيوني".
وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت مخيم بلاطة فجر اليوم الأربعاء، وسط انتشار واسع داخل المخيم وإغلاق مداخله، وأجبرت عددا من العائلات على النزوح من منازلها، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقالت الوكالة إن ستة مواطنين فلسطينيين قتلوا برصاص قوات "الاحتلال الإسرائيلي" الحي والمطاطي مساء اليوم الأربعاء، خلال الاقتحام المستمر لمخيم بلاطة شرق نابلس بالضفة الغربية.
ماذا عن جهود الهدنة؟
وحتى الآن، باءت الجهود المبذولة لاستئناف الهدنة بالفشل. وقال عضو المكتب السياسي في حماس حسام بدران لفرانس برس الثلاثاء إنه "من الضروري الوصول إلى وقف لإطلاق النار". وأضاف "التواصل مع الوسطاء لا يزال مستمرا وقائما حتى هذه اللحظة"، مؤكدا "حتى الآن، لا توجد مقترحات جديدة". وشدّد على أن حماس "منفتحة على جميع الأفكار التي من شأنها أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار ووقف الإبادة الجماعية التي تُمارس ضد شعبنا".
وتحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين عن مفاوضات جديدة جارية تهدف إلى الإفراج عن مزيد من الرهائن المحتجزين في غزة.
ويشار إلى أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
خ.س/ع.ش (أ ف ب، د ب أ)