غارة جوية على حلب ومعارك متواصلة في سوريا وتضاؤل الامل في هدنة
٢٣ أكتوبر ٢٠١٢قال نشطاء من المعارضة السورية إن قوات الحكومة قتلت 20 شخصا على الأقل اليوم الثلاثاء (23 أكتوبر تشرين الأول 2012) عندما قصفت مخبزا في حي يقع تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب بشمال البلاد. وأضافوا أن القتلى بينهم نساء وأطفال. وأوضحت لقطات فيديو لم يتسن التأكد من صحتها على الفور جثثا مقطوعة الرأس وسط أرغفة خبز متناثرة. كما شن الطيران الحربي السوري اليوم غارة جوية على حلب شمال سوريا، بينما تابعت القوات النظامية عمليات الدهم في دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اعمال العنف الثلاثاء حصدت 121 قتيلا هم 73 مدنيا و24 مقاتلا و24 جنديا.
وفيما تزداد معاناة المدنيين من حدة الصراع الدائر في البلاد، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الثلاثاء ان لبنان أصبح ثالث دولة مجاورة لسوريا بعد تركيا والأردن يتم فيها تسجيل أكثر من 100 ألف لاجيء نتيجة للحرب الأهلية في سوريا.
تضاؤل الأمل في الهدنة
من ناحية أخرى أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة الثلاثاء أن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي "يدفع بقوة كبيرة" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في هذا البلد وسيقدم تقريرا عن اتصالاته الأربعاء أمام مجلس الأمن عبر دائرة فيديو مغلقة. وقد وصل الإبراهيمي اليوم الثلاثاء إلى القاهرة لإجراء مباحثات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بشأن الأزمة السورية. وينتظر أن تتناول المباحثات نتائج محادثات الإبراهيمي في دمشق.
واقترح الابراهيمي الذي اختتم زيارة استمرت أربعة أيام لدمشق أجرى خلالها محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد أن تقوم قوات الأسد ومقاتلو المعارضة بوقف إطلاق النار أثناء عطلة عيد الأضحى التي تستمر ثلاثة أيام. لكنه لم يحصل على التزام علني بهدنة في محادثاته مع الأسد وبالرغم من ذلك وصفت الحكومة السورية زيارة الإبراهيمي لدمشق "بالناجحة". غير أن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان قال لوكالة فرانس برس "لا اعتقد ان هناك الكثير من الامل في التوصل الى هدنة" معتبرا انه "لا يبدو ان الثوار ولا النظام يرغبون في وقف اطلاق النار". واضاف "قبل ثلاثة ايام من عيد الاضحى، لاشيء يدعو للاعتقاد بان اطلاق النار سيتوقف" مشيرا الى ان "حصيلة القتلى يوميا لا تزال فوق المائة قتيل".
وأصدر الأسد عفوا محدودا عن جرائم ارتكبت حتى اليوم الثلاثاء لكنه لا يشمل المتورطين في "تهريب أسلحة والأعمال الإرهابية".
ومن جانبه أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا الثلاثاء انه لا توجد نية لاجتثاث حزب البعث الحاكم في سوريا على غرار ما حصل في العراق. وقال سيدا ان الذين سيحالون إلى القضاء هم المقربون من الرئيس السوري الأسد وليس أعضاء ومناصري حزب البعث باستثناء " الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري".
باريس: اتهامات دمشق"غير واقعية"
وفي تطور آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن اتهامات النظام السوري الذي اعتبر الثلاثاء أن فرنسا تدعم "الإرهابيين" في سوريا و"تمنع وقف أعمال العنف" "غير واقعية". وأضاف لاليو لوكالة فرانس برس أن "النظام السوري مسؤول عن أكثر من 35 ألف قتيل ... ونزوح اكثر من مليون شخص. وهذا الفريق نفسه يقوم بعمليات قصف كثيفة ضد شعبه، ويلقي تي.ان.تي وقنابل عنقودية. ويسعى إلى تصدير الفوضى التي أحدثها في داخل البلاد إلى الدول المجاورة".
وكان بيان لوزارة الخارجية السورية طالب "المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن بالتعامل بجدية تامة مع الدور الفرنسي الذي يحول دون وقف العنف والإرهاب في سوريا". وتعتبر فرنسا من الدول الغربية الداعمة للمعارضة السورية المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
ي ب/ م س (د ب أ، رويترز، أ ف ب)