بنطاق جناحين يصل إلى ثلاثة أمتار، يُعد النسر الملتحي أكبر طيور أوروبا. كان قد انقرض في ألمانيا، لكنه عاد مجدداً بفضل برنامج حماية. يقود عالم الأحياء توني فيغشايدر منذ عام 2021 مشروعاً لإعادة توطين النسر الملتحي في جبال الألب البافارية لصالح الجمعية البافارية لحماية الطيور. في كل صيف يتم إطلاق اثنين من صغار النسور من محطات تربية أوروبية خاصة في منتزه بيرشتيسغادن الوطني، وهناك يعمل الموظفون في مشاريع أخرى في أوروبا.
بالقرب من بلدة كاثورلا الإسبانية، يشهد توني فيغشايدر فقس صغار النسر الملتحي. وفي فرنسا، يتبادل بيانات نظام تحديد المواقع العالمي حول النسور المتلحية مع زميله باسكال أورابي، حيث تُزود جميع الحيوانات التي يتم إطلاقها بأجهزة إرسال تحدد مواقعها يوميا. بعض النسور تطير في رحلات طويلة، ووصل بعضها إلى ألمانيا. فيما جاءت أنثى نسر ملتحي من ألمانيا واستقرت في فرنسا. هنا بدأت الأزواج الأولى من النسور الملتحية بالتكاثر في البرية مجددا.
كما تحسنت أعداد النسور السمراء والسوداء ونسور الرخمة من جبال سيفينن وحتى جبال البرانس. كما ازداد عددها في إسبانيا بشكل خاص. لكن إرنستو ألفاريس، رئيس منظمة الحفاظ على الطبيعة GREFA، يشعر بالقلق أيضا من المخاطر القديمة والجديدة التي تهدد الطيور آكلة الجيف في كل مكان. في مستشفى الحيوانات البرية التابعة لمنظمة GREFA يعالج عدد كبير من النسور وغالبا بسبب اصطدامها بتوربينات رياح أو اسلاك كهرباء. كما تهدد هذه الطيور مخاطر أخرى من السموم الموجودة في مكبات النفايات والذخيرة المحتوية على الرصاص في جيف الحيوانات البرية النافقة.