عشرون عاما على تأسيس برنامج "إيراسموس" للتبادل الأكاديمي
١٥ مايو ٢٠٠٧من أجل تحفيز طلاب الجامعات الأوروبية على متابعة بعض فصول دراستهم الأكاديمية في جامعات أجنبية وكذلك من أجل تقديم الدعم للفكر الحر، لجأت المفوضية الأوروبية قبل 20 عام إلى إنشاء مؤسسة "إيراسموس" للتبادل الأكاديمي. ووقع الاختبار حينها على اسم "إيراسموس" نسبة إلى الاسم الأول للعالم الهولندي الشهير "إيراسموس فون نوتردام" الذي عاش في القرن السادس عشر (1466-1536) وساهم آنذاك إلى حد كبير في تجديد الفكر الأوروبي، فضلا عن اشتهاره بكثرة الترحال وفكره النقدي وإلمامه بمجالات علمية كثيرة.
دعم مالي إضافي
يحق لكل طالب اجتاز فصلين دراسيين في إحدى الجامعات الأوروبية أن يُسجل اسمه في برنامج "إيراسموس" للحصول على منحة التبادل الأكاديمي. ومع ازدياد نشاط هذا البرنامج منذ تأسيسه عام 1987 ظهرت عدة مؤسسات وأنشطة مرتبطة به من جملة ذلك ما يُعرف بشبكة طلبة "إيراسموس" التي تضم نحو 10000 عضو ولها فروع في 240 جامعة. وينصب اهتمام فروع هذه الشبكة بالأساس على تقديم الرعاية اللازمة للطلبة إيراسموس الجدد وتوجيههم أثناء زيارتهم للجامعات الأجنبية. غير أن برنامج "إيراسموس" للتبادل الأكاديمي يحتاج على مزيد من الدعم المالي بعد أن أصبح يستقطب مزيد من الطلبة الراغبين في متابعة قسم من دراستهم الأكاديمية في بلدان أجنبية. لذلك قرر الاتحاد الأوروبي زيادة حجم ميزانية البرنامج من مليار يورو إلى ثلاثة مليارات، لكي يتمكن من دفع منح شهرية للطلبة تتراوح قيمتها بين 140 يورو و200 يورو. ورغم هذه الزيادة المهمة في الأموال المخصصة للتبادل الأكاديمي، إلا أنها لا تكفي بعد لتخصيص منحة لكل طالب يرغب في الاستفادة من برنامج "إيراسموس". ويكمن سبب ذلك في ارتفاع عدد الطلبة الذين يحق لهم المشاركة في البرنامج. فقد زاد عدد هؤلاء الطلبة بصورة كبيرة منذ أن أصبح بإمكان طلبة جامعات دول المعسكر الشرقي سابقا والمنضمة حديثا للاتحاد الأوروبي الاستفادة أيضا من مختلف برامج "إيراسموس".
مشاكل في انتظار الحلول
بغض النظر عن الميزات العديدة التي يوفرها برنامج "إيراسموس" للطلبة الأوروبيين وبغض النظر أيضا عن الجهود الحثيثة التي يبذلها من أجل دعم التواصل الحضاري والمعرفي داخل القارة الأوروبية، مازالت هناك ثمة صعوبات تواجه هذا البرنامج. ويعد الاعتراف بالتحصيل الجامعي والشهادات المحصل عليها في الجامعات الأجنبية من قبل الجامعات الوطنية إحدى أهم العقبات التي يحاول القائمون على برنامج "لإيراسموس" التغلب عليها. لكن الاتحاد الأوروبي يضل بدوره عاجزا عن التدخل أو عن ممارسة أية ضغوط على الدول الأوروبية لدفع بعض جامعاتها للاعتراف بالشواهد التي يحصل عليها طلبتها خلال قضائهم بعض الفصول الدراسية في جامعات أجنبية. فالسياسة التعليمية تعد شأنا وطنيا بحتا.