عرض عسكري في واشنطن تزامنا مع تظاهرات ضد ترامب
١٥ يونيو ٢٠٢٥حضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت (14 يونيو/ تموز 2025)، في العاصمة واشنطن، عرضا عسكريا طالما سعى لتنظيم مثيل له، وتزامنت إقامته مع عيد ميلاده الـ79، في حين خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الرافضين للعرض في جميع أنحاء البلاد متهمين الرئيس الجمهوري بـ"الديكتاتورية".
وأدى ترامب التحية العسكرية مع صعوده والسيدة الأولى ميلانيا إلى منصة ضخمة أمام البيت الأبيض، قبل أن تمر الدبابات وتحلق الطائرات فوق رؤوس الحاضرين ويسير نحو سبعة آلاف جندي في شوارع واشنطن.
وأقيم العرض احتفالا بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي والذي صادف أيضا يوم عيد ميلاد ترامب.
تظاهرات مناهضة
تزامن العرض مع خروج تظاهرات "لا ملوك" إلى الشوارع في نيويورك ولوس أنجليس وشيكاغو وفيلادلفيا وهيوستن وأتلانتا ومئات المدن الأميركية الأخرى للتنديد بما يقولون إنه تجاوزات "استبدادية" لترامب.
وقال منظمو احتجاجات "لا ملوك" إنّ التظاهرات تأتي كردٍّ مباشر على عرض ترامب المبالغ فيه، والذي "يموله دافعو الضرائب، فيما يُقال للأمريكيين إنه لا يوجد أموال". يأتي ذلك بعدما ركزت تقارير محلية عدة على تكاليف العرض، قدر بعضها مبلغ 16 مليون دولار، كميزانية ضرورية لإعادة ترميم الطرقات بعد مرور أطنان المركبات العسكرية عليها خلال عرض لساعات.
وكشف استطلاع للرأي أجرته شبكة إن بي سي نيوز ونشرت نتائجه السبت، أنّ حوالى اثنين من كل ثلاثة أميركيين شملهم الاستطلاع، أي 64 في المئة، يعارضون استخدام أموال الحكومة في العرض العسكري.
وقد رفض البيت الأبيض تظاهرات "لا ملوك" ووصفها بأنها "فشل كامل"، زاعما أن أعداد المشاركين فيها "ضئيلة".
واستهدف بعض المتظاهرين منتجع مارالاغو الذي يملكه ترامب في بالم بيتش بولاية فلوريدا. واتهم المنتقدون ترامب بالتصرف كخصوم الولايات المتحدة المستبدين.
والعروض العسكرية أكثر شيوعا في عواصم مثل موسكو وبيونغ يانغ مقارنة بواشنطن، لكن ترامب طالما أعرب عن رغبته لإقامة عرض عسكري منذ حضوره العرض بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في باريس بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون عام 2017.
وقال ترامب عبر تروث سوشل "عرضنا العسكري العظيم قائم سواء أكان الطقس ممطرا أم مشمسا. تذكروا أنّ العرض في يوم ممطر يجلب الحظ السعيد. أراكم جميعا في واشنطن العاصمة".
ويعد هذا العرض العسكري الذي قلّما يحدث، الأكبر في الولايات المتحدة منذ نهاية حرب الخليج في العام 1991.
حلم ترامب كلّف أمريكا 45 مليون دولار
وبلغت التكلفة الإجمالية للعرض نحو 45 مليون دولار. وبدأ بإطلاق 21 طلقة مدفعية تحية لترامب، تلاها تقديم علم وطني له من قبل فريق مظليين تابع للجيش هبط من السماء. وتمركزت دبابتان ضخمتان من طراز أبرامز أمام المنصة التي كان يجلس عليها ترامب.
ومر بعد ذلك جنود بأزياء وأسلحة تمثل عصورا مختلفة من تاريخ الولايات المتحدة، وكان المذيع يروي الانتصارات على القوات اليابانية والألمانية والصينية والفيتنامية في الحروب الماضية.
من جانبه، قال حاكم كاليفورنيا الديموقراطي غافين نيوسوم الذي انتقد ترامب لنشره قوات الحرس الوطني في لوس أنجليس من دون موافقته، إنه "عرض مبتذل للضعف". وأضاف الخميس أن العرض "من النوع الذي تراه مع كيم جونغ أون وبوتين والديكتاتوريين حول العالم. الاحتفال بعيد ميلاد القائد العزيز؟ يا له من أمر مُحرج".
حادث قتل مشرعة أمريكية يطغى على الحفل
لكن طغى على العرض العسكري في العاصمة نبأ مقتل مشرّعة ديموقراطية السبت في ولاية مينيسوتا الشمالية. وسارع ترامب إلى إدانة "إطلاق النار المروّع" الذي أودى بحياة ميليسا هورتمان، العضو في مجلس نواب ولاية مينيسوتا وزوجها.
ووفق حاكم الولاية تيم والز، فقد قتلت هورتمان وزوجها "بالرصاص في وقت مبكر من صباح اليوم فيما يبدو أنه اغتيال بدوافع سياسية"، مضيفا أن مسؤولا منتخبا ثانيا وزوجته أصيبا أيضا بجروح بعد استهدافهما.
وتبحث السلطات عن شخص يدعى فانس بولتر يبلغ 57 عاما يعتقد أنه انتحل صفة شرطي ويشتبه بأنه على صلة بإطلاق النار في مينيسوتا. وعثر في سيارته على منشورات تحمل شعار "لا ملوك" وعلى بيان ترد فيه أسماء عدد من المسؤولين.
وشهدت الولايات المتحدة مؤخرا هجمات عدة استهدفت قادة سياسيين. ترامب نفسه نجا من محاولة اغتيال في تموز/يوليو خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا.