ضربات أمريكية مكثفة على الحوثيين وأنباء عن استعداد لهجوم بري
١٧ أبريل ٢٠٢٥شهدت اليمن موجة مكثفة من الضربات الجوية المشتبه بأنها أمريكية استهدفت مواقع خاضعة لسيطرة الحوثيين حتى صباح اليوم الخميس (17 أبريل/نيسان 2025)، وسط تقارير عن مقتل شخص واحد على الأقل في العاصمة صنعاء بحسب وسائل إعلام تابعة للحوثيين.
ووقعت أكثر من عشر غارات في عدة محافظات خلال الليل منها جنوب وشرق العاصمة صنعاء ومعسكر الحفا وجبلي النهدين ونقم (مواقع عسكرية يسيطر عليها الحوثيون)، بينما لم تقدم جماعة الحوثي سوى القليل من التفاصيل حول المواقع المستهدفة. كما لم يعلن الجيش الأمريكي (القيادة المركزية) عن تفاصيل محددة للأهداف التي تم قصفها.
القصف الأعنف
ويعد هذا القصف "هو الأعنف" منذ أن استأنفت الولايات المتحدة هجماتها على مواقع الحوثيين في اليمن منتصف مارس/آذار الماضي، وفقا لشهود العيان.
وأعلن تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين ووكالة سبأ عن سقوط "شهيد إثر غارة للعدوان الأمريكي استهدفت حي النهضة السكني بمديرية الثورة".
وتنطلق الضربات الأمريكية من حاملات الطائرات "يو إس إس هاري إس. ترومان" في البحر الأحمر و"يو إس إس كارل فينسون" الموجودة حالياً في بحر العرب. كما أن الولايات المتحدة نشرت قاذفات الشبح "بي2-" في قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، والتي يعتقد أنها تشارك أيضاً في هذه الهجمات.
وشنت الولايات المتحدة مئات الغارات على مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن منذ منتصف الشهر الماضي، أدت إلى مقتل أكثر من 124 مدنيا واصابة 256 آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، حسب تصريحات الحوثيين.
وفي سياق متصل، قال ستيفن فاغن، سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، في حساب السفارة على منصة "إكس"، "إن الحملة الحالية تستهدف الحوثيين وقدراتهم العسكرية فقط، وليس المدنيين في مناطق سيطرة حكمهم الاستبدادي".
وبدأت الولايات المتحدة حملتها العسكرية ضد الحوثيين "لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر"، بعد أن أعلنت الميليشا المدعومة من إيران استئناف حظر مرور السفن الإسرائيلية في البحرين الأحمر العربي، "مساندة ودعما للفلسطينيين في غزة"، حد وصفهم.
أنباء عن الاستعداد لهجوم برى
تجري قوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا محادثات مع الولايات المتحدة والحلفاء العرب الخليجيين بشأن شن هجوم بري محتمل لطرد الحوثيين من ساحل البحر الأحمر، حسبما أفادت مصادر مطلعة على المناقشات.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن المصادر المطلعة قولها إن الهجوم البري، والذي قد يشمل محاولة استعادة العاصمة صنعاء بعد أكثر من عقد من سيطرة الحوثيين عليها، سوف يؤدي إلى توسيع وتكثيف هذه الحملة بشكل كبير. وأضافوا أن القوات الأمريكية لن تشارك في هذا الهجوم.
وقد أصبح العمل الأمريكي والإقليمي لتصعيد الضغط العسكري على الحوثيين أكثر إلحاحاً بسبب القلق الدولي المتزايد بشأن الصلات بين الجماعة اليمنية وحركة الشباب، وهي فرع لتنظيم القاعدة في القرن الأفريقي، وفي الصومال. ويتآمر الحوثيون مع الشباب في التدريب وتهريب الأسلحة، وفقا للقيادة الأمريكية في أفريقيا.
الإمارات والسعودية تنفيان المشاركة
وفي سياق متصل، نفت الإمارات والسعودية يوم الأربعاء تقارير إعلامية عن مشاركتهما في محادثات مع الولايات المتحدة بشأن الهجوم البري المحتمل لفصائل في اليمن على الحوثيين.
ووصفت لانا نسيبة مساعدة وزير خارجية الإمارات للشؤون السياسية في تصريح لرويترز تلك التقارير بأنها مزاعم "غريبة لا أساس لها". كما نفى مصدر رسمي سعودي في وقت لاحق هذه التقارير، قائلا إنها زائفة.
كانت وول ستريت جورنال قد ذكرت يوم الاثنين أن فصائل عسكرية يمنية تخطط لهجوم بري بمحاذاة ساحل البحر الأحمر للاستفادة من قصف أمريكي استهدف الحوثيين، وأن الإمارات تناولت خطة تلك الفصائل مع مسؤولين من الولايات المتحدة.
وكانت الإمارات قد شاركت في تحالف قادته السعودية شن حملة عسكرية في اليمن منذ أوائل 2015 لمساندة الحكومة المدعومة من دول خليجية في مواجهة الحوثيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في 2014.
وأنهت الإمارات الكثير من العمليات باليمن في 2019 وتوقفت المواجهات الكبرى في الحرب الأهلية في 2022 بعد هدنة ومحادثات سلام، وهو ما جعل الحوثيين لا يزالون يسيطرون على شمال ومعظم غرب البلاد، حيث يتركز غالبية السكان.
وكان ساحل البحر الأحمر قد شهد هجوماً كبيراً شنته قوات مدعومة من التحالف على الحديدة، أكبر ميناء تحت سيطرة الحوثيين، لكنه لم ينجح في نهاية المطاف. وكان على التحالف أن يتعامل مع خلافات داخل الفصائل المتحالفة معه في اليمن، ومنها الموالية للحكومة والإسلامية السنية والانفصالية في الجنوب. ويقول محللون إن السعودية والإمارات دعمتا فصائل مختلفة.
وأنهت السعودية عمليتها العسكرية في اليمن عبر محادثات سلام وهدنة في 2022 قبل وقت قصير من موافقتها على تقارب دبلوماسي مع إيران.
ولم يرد متحدثون باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والحكومة السعودية بعد على طلبات للتعليق.
تحرير: عبده جميل المخلافي