صحف ألمانية: زيارة ميرتس إلى إسبانيا تظهر مدى انقسام أوروبا
١٨ سبتمبر ٢٠٢٥يتوجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى مدريد الخميس (18 أيلول/ سبتمبر 2025) في زيارته الرسمية الأولى إلى إسبانيا. وعلى الرغم من أن العلاقات بين ألمانيا وإسبانيا تعتبر جيدة بشكل عام، إلا أن هناك اختلافات كبيرة في قضية معينة، وهي موقفهما من إسرائيل. فبينما ينتقد ميرتس، مثل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، بشدة العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، فقد رفضت ألمانيا حتى الآن فرض أي عقوبات على إسرائيل باستثناء تقييد صادرات الأسلحة.
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" ذات الخط التحريري الليبرالي الاجتماعي، علقت:
ينتقد كل من (المستشار الألماني فريدريش) ميرتس و (رئيس الوزراء الإسباني بيدرو) سانشيز بشدة العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. وبينما لا تؤيد ألمانيا أي عقوبات ضد إسرائيل عدا تقييد صادرات الأسلحة، اتخذت إسبانيا إجراءات ملموسة في وقت مبكر. ففي عام 2024، على سبيل المثال، أصبحت إسبانيا أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بشأن الإبادة الجماعية.
وفي بداية أيلول/ سبتمبر، أعلن سانشيز حظراً شاملاً على توريد الأسلحة وحظر سفر على "جميع المتورطين بشكل مباشر في الإبادة الجماعية وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب في غزة.
أما صحيفة "دير شبيغل" ذائعة الصيت فقد كتبت تحت عنوان "رحلة محفوفة بالمخاطر":
يتوجه (المستشار الألماني فريدريش ميرتس) اليوم بالطائرة إلى إسبانيا في زيارته الأولى للقاء رئيس الوزراء بيدرو سانشيز. ستشرق الشمس، ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 35 درجة مئوية. مع ذلك، من غير المرجح أن تكون الرحلة مريحة من الناحية السياسية. التوقيت دقيق؛ فسانشيز من أشد الداعين في أوروبا لاتخاذ موقفٍ أكثر صرامةً ضد الحكومة الإسرائيلية. وقد علق الاشتراكي صفقات الأسلحة مع القدس (إسرائيل) وفرض حظراً على سفر الوزراء الإسرائيليين. في أيار/ مايو 2024، اعترفت الحكومة الإسبانية رسمياً بدولة فلسطينية مستقلة.
(...) ترافق (الصحفية في دير شبيغل) مارينا كورمباكي المستشار إلى مدريد. وتعلق قائلة: "عندما يظهر ميرتس وسانشيز أمام الصحافة معاً مساء الخميس، سيتضح على الأرجح مدى انقسام أوروبا بشأن إسرائيل".
وتحت عنوان: "عقوبات على إسرائيل: يتعين أن تكون إسبانيا القدوة" كتب يومية "تاغستسايتونغ":
عندما أعلن سانشيز في أيار/مايو 2024 رغبته في الاعتراف بفلسطين كدولة، ردّت تل أبيب، وقوبل الإسباني بتشكك، بل وبعداء صريح، في العديد من العواصم الأوروبية.
وبعد عام، حذا الكثيرون حذوه، وتُلوح دول أخرى كفرنسا وبريطانيا بالاعتراف، إلا أن هذا الأمر أصبح اليوم عملاً رمزياً لا يرتقي إلى مستوى التطورات. فالمنطقة المُدمّرة لا أمل لها في أن تُصبح دولة، حتى لو سمح نتنياهو بذلك.
(...) ولذلك، يبقى أن نأمل أن تكون الخطوات التي قررها الآن رئيس الوزراء الإسباني سانشيز وائتلافه اليساري نموذجاً يحتذى به مرة أخرى ــ كما كان الحال عند الاعتراف بفلسطين ــ وأن تحذو دول أخرى حذوها قريباً.
أما مجلة "كوير" المدافعة عن حقوق مجتمع الميم فقد علقت على قرار هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية، المسؤولة عن اختيار المشاركين في مسابقة "يوروفيجن"، الخاص باحتمال امتناع مدريد عن المشاركة في المسابقة حال مشاركة إسرائيل:
تُعدّ الحكومة الإسبانية ذات التوجه اليساري من أشدّ منتقدي التدخل العسكري الإسرائيلي في غزة في أوروبا، الذي يصفه رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بأنه "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين. ورغم استقلالية هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية في اتخاذ القرارات، إلا أن حكومة مدريد تمارس نفوذاً كبيراً عليها. في الأسبوع الماضي، دعا وزير الثقافة الإسباني إرنست أورتاسون إلى استبعاد إسرائيل من المسابقة.
إعداد: ابتسام فوزي
ترجمة: خالد سلامة
تحرير: عماد غانم