شركة اماراتية تسعى لشراء مسقط رأس البابا
لم يكن البابا الجديد بينيديكت السادس عشر يتوقع تهافت الزبائن في يوم من الأيام على شراء مسقط رأسه الواقع في قرية صغيرة تحمل اسم "ماركتل" في ولاية بافاريا الألمانية الجنوبية. وبعد الإعلان مؤخرا عن قرار بيعه، لم تتوقف الشركة العقارية المسؤولة عن البيت المتواضع عن تلقي الاتصالات الهاتفية للاستفسار عن شرورط شراء البيت. وهنا تجدر الإشارة إلى القول إن هذه الاتصالات تأتي من جميع أنحاء العالم، حتى أن سمسارة العقار كارين فريدلمير لم تستطع التستر على اسماء زبائنها، إذ تم الكشف عن أن شركة عقارات إماراتية يملكها أحد الشيوخ هي من الشركات التي تقدم أفضل العروض لشراء البيت.
حجاج من جميع أنحاء العالم
ومنذ انتخاب (يوسف راتسينغر سابقا) حبر أعظما، تحاول كلاوديا داندل بيعه. وعزت السيدة نيتها في بيع البيت إلى أنه أصبح قبلة للمسيحيين من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يسبب ضجيجا لا يحتمل. وتحاول صاحبة البيت دائما إقناع الزوار بأن بيتها ليس مزارا ولا منطقة سياحية وإنما هو ملك خاص. ولكن هذه الطلبات تذهب أدراج الرياح وتبقى دون جدوى.
"مشاريع البابا" تحقق نجاحات
وكانت السيدة داندل قد اشترت هذا البيت الذي يقم في محمية طبيعية وتم إنشاؤه في عام 1745 قبل ستة أعوام. وقد باشرت صاحبة البيت بترميمه بعناية فائقة. والآن تحاول التخلص منه ولكن بقيمة لا تقل عن المليون يورو. ومن جهتها اعتبرت فريدلمير أن الأمر ممكنا "نظرا لكثرة العروض الأجنبية المغرية." وأضافت السمسارة أنها تحدثت في الأسابيع القليلة الماضية مع أكثر من 20 زبوناً. وتقول إن أكثر من 400 شخص يرغبون في شراء البيت قد زاروا صفحة الانترنت المخصصة لهذا الغرض. وكان من بين هؤلاء صديق البابا المخلص هيلموت بروسمان ومدير الفرقة الموسيقة الشعبية كاستلروثر شباتسن. إلى جانب ذلك يفخر رجل الأعمال والقادم من منطقة ريغنز بورغ بشرائه سيارة البابا عن طريق الانترنت والتي كان قد دفع مبلغ 200 ألف يورو ثمنا لها. هذا العرض يشير إلى أي مدى قد تكون "مشاريع البابا"، كما يسميها جيل الشباب، ناجحة.
خطة لتحويل البيت إلى متحف
وبغض النظر عن الزبون الذي سيشتري البيت في النهاية، فإن سمسارة العقار تضع أمامهم خطة جيدة عن كيفية استخدامه بعد الشراء، إذ أنها تشير إلى أنه بإمكان صاحب البيت مستقبلا بيع حوائج البابا المستخدمة في أمور العبادة في الطابق الأرضي، إضافة إلى إمكانية تحويل الغرفة التي ولد فيها بينيديكت السادس عشر إلى متحف حقيقي. هذا إلى جانب تحويل البنايات الصغيرة المجاورة إلى مكان استراحة للزوار أو إلى صالات عرض وقاعات محاضرات. من جانب آخر يذكر أن عملية المزاد ستنتهي في يوم 22 آب/أغسطس القادم ليتم بعدها الإعلان عن صاحب بيت البابا.
وبعد هذا الموعد يحق للكنسية دخول العرض، خاصة وأن لها حق الشراء والبت النهائي بمصير هذا البيت. أما رئيس البلدية هوبرت غشفنتر فما زال يخوض مفاوضات مع أسقفية ومحافظة باساو، وذلك بهدف عدم رفع السعر وإبقاء العرض على ما هو عليه ليكون لدى البلدية المال الكافي لشراء البيت. هذا ويأمل البابا بينيدكت السادس عشر أن يستطيع قريبا افتتاح المتحف الذي كان قد ولد فيه قبل 78 عاما.
تقرير: زاهي علاوي