قبل عقد من الزمن استقبلت ألمانيا نحو مليون لاجئ حين فتحت أبوابها لهم إثر إطلاق المستشارة السابقة أنغيلا ميركل ، عبارتها الشهيرة "نستطيع إنجاز ذلك".
في ذلك الحين انتشرت في ألمانيا ثقافة الترحيب باللاجئين وهب آلاف المتطوعين لمساعدتهم. بعد مرور عقد على ذلك، تغيرت الأمور وأصبحت سياسة اللجوء الألمانية والأوروبية عامة متشددة جدا، وثقافة الترحيب تلك كادت تختفي من المجتمع الألماني.
لكن ماذا بقي من إرث ميركل وتلك الثقافة، بعد عشر سنوات؟ على ذلك يجيب عضو مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى ، كريم الواسطي بأنه بقي الكثير على أرض الواقع، ولكن "وحسب الأجواء السياسية ومواقف الأحزاب اليمينية والشعبوية لم يبق منه شيء على الإطلاق".
أما الكاتبة والباحثة في شؤون الشرق الأوسط، مها الجمل، فقالت إن ميركل لم تندم على ما قالته وفعلته حينذاك، وأشارت إلى ذلك في مذكراتها التي صدرت العام الماضي. وأضافت لبرنامج ستوديو الحدث أن ميركل كانت ترى ذلك وضعا إنسانيا يستوجب "استقبال مئات آلاف اللاجئين السوريين تحديدا". وأشارت الجمل إلى أن الوضع قد تغير اليوم مع صعود اليمين الشعبوي وخاصة حزب البديل من أجل ألمانيا ، "فالصورة تغيرت وحتى المستشار الحالي، فريدريش ميرتس ، يتحدث عن قيود مشددة أكثر على سياسة الهجرة".
وأكد الواسطي أن قرار ميركل في ذلك الحين كان صائبا "باعتبارها تدخلت في وضع إنساني حرج، ولولا تدخل ميركل وموقفها كانت ألمانيا قد أخلّت بالتزاماتها الإنسانية والقانونية" وأضاف "أن تدخلها كان في الوقت المناسب".
ضيفا الحوار:
- كريم الواسطي: عضو مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلي الألمانية
- مها الجمل: باحثة مختصة في شؤن الشرق الأوسط من القاهرة
إعداد وتقديم:
عارف جابو وخلدون زين الدين