ريال مدريد وبايرن وليفربول..فك شفرة الألوان
٢٦ أغسطس ٢٠٢٥تقترن كلمة "الريدر" بنادي ليفربول الإنجليزي في دلالة على لون قميص الشياطيين الأحمر. وفي إسبانيا، يرتبط اسم ريال مدريد بلقب "لوس بلانكوس" نسبة إلى ألوان قميص الفريق الأبيض.
وفي إيطاليا، يُلقب أحد أعرق الأندية ميلان باسم "النيراتزوري" وتعني بالإيطالية الأسود والأزرق في إشارة إلى لون قميص الفريق الذي سطر اسمه بأحرف من ذهب داخل الملاعب الإيطالية والأوروبية.
ويثير ذلك تساؤلات حيال أسباب اختيار ليفربول اللون الأحمر والملكي لونه الأبيض والإيطالي ميلان اللون الأزرق.
يكشف تقريرشبكة "إي إس بي إن" المتخصصة في الأخبار الرياضية، أسباب وراء ذلك.
بايرن ميونيخ.. نبض بافاريا
عندما تأسس نادي بايرن ميونيخ عام 1900، اختار اللونين الأزرق والأبيض تكريما لعلم ولاية بافاريا، رغم أن مؤسسيه لم يكونوا من أبناء الولاية بل شدو الرحال إلى بافاريا من مدن مثل برلين ولايبزيغ وبريمن.
وبعد اندماجه مع نادي "ميونخ الرياضي" عام 1906، بدأ الفريق يرتدي قمصانا ذات اللون الأبيض وسراويل حمراء ليشتهر بلقب "دي روتن" وتعني بالألمانية "الأحمر".
ومرور السنوات، أصبحت القمصان الحمراء أكثر حضورا من البيضاء، لكن في الثمانينيات، طغى اللون الأحمر بالكامل، قبل أن يظهر اللون الأزرق بشكل متزايد في التسعينيات، ليعود النادي لاحقا إلى لونه الحمراء المميز.
ليفربول..سر الريدز
باستثناء السنوات الأربع الأولى من تاريخ ليفربول، ارتدى لاعبو ليفربول قمصانا نصفها أزرق ونصفها أبيض مع سراويل زرقاء.
ومنذ عام 1896، ارتبط ليفربول باللون الأحمر لون إحدى أعرق المدن الإنجليزية.
بيد ان التحول الحقيقي نحو القميص الأحمر الكامل لم يحدث إلا في عام 1964، حين اتخذ المدرب الأسطوري بيل شانكلي قرارا غيّر هوية قميص الفريق.
وفي ذلك، قال شانكلي إن اللون الأحمر الكامل سيمنح اللاعبين مظهرا أكثر هيبة وقوة ويجعلهم أكثر حيوية.
ومنذ ذلك اليوم، بات ليفربول يُلقب لقب "الريدز" في إشارة إلى لون الفريق.
ريال مدريد..البياض الدائم
وفي إسبانيا، تعود اختيار ريال مدريد إلى لونه الأبيض الشهير إلى قصة بسيطة.
فعند تأسيس النادي عام 1902، كان لاعبو الفرق يرتدون ملابس بيضاء كانت في الغالب ملابس داخلية يرتدونها تحت ملابسهم اليومية. لكن مع شروع الفرق في ارتداء ملابس أكثر تنوعا مستوحاة من إنجلترا، تمسك ريال مدريد باللون الأبيض ليحافظ على طابعه الفريد.
شهد تاريخ النادي بعض التجارب المحدودة، مثل ارتداء سراويل سوداء اللون في عشرينيات القرن الماضي أو جوارب زرقاء وسوداء.
بيد أنه منذ خمسينيات القرن الماضي، بات اللون الأبيض سمة فريدة في النادي الملكي وأصبح يٌلقب بـ "لوس بلانكوس" وتعني بالإسبانية "البيض".
ألوان برشلونة.. قلب كتالونيا
يرتبط الحديث عن ريال مدريد، بالضرورة بتسليط الضوء على الوان عدوه وخصمه اللدود برشلونة.
بحسب الصحافي الرياضي سام مارسدن في شبكة "إي إس بي إن"، فلا يوجد رواية مؤكدة تشرح مصدر ألوان نادي برشلونة وهي الأزرق الممزوج بالأحمر القرمزي.
وقال إن ثمة لنظرية تُرجع ذلك إلى إحدى المدارس الإنجليزية.
وأضاف أن الشقيقين آرثر وإرنست ويتي، وهما من أوائل لاعبي النادي الكتالوني، درسا في مدرسة قرب ليفربول. وكان فريق الرغبي في هذه المدرسة يرتدي نفس الألوان قميص برشلونة الحالي.
ويُقال إن الأخوين ويتي اقترحا اعتماد هذا اللون عندما كان النادي بصدد اختيار زيه الأول. وبالنسبة للزي برشلونة الاحتياطي، فيعود اللون الأصفر والأحمر ضمنيا إلى علم كتالونيا.
ميلان وسر النيراتزوري
تعود جذور الألوان الحمراء والسوداء لنادي ميلان إلى مؤسسه الإنجليزي هيربرت كيلبين، الذي انتقل إلى إيطاليا عام 1891 للعمل.
وفي عام 1899، أسّس كيلبين برفقة مجموعة من اقرانه الإنجليز ممن يعيشون في إيطاليا نادي "ميلان" الخاص بلعبتي كرة القدم والكريكيت".
وفي إحدى اللقاءات، قال كيلبين إنه استلهم لون الفريق من ناديه الأول في نادي "نوتس أوليمبيك" في نوتنغهام، موضحا أن الأحمر يرمز إلى "نار شياطين ميلانو"، بينما يجسد الأسود "الخوف في قلوب الخصوم".
ومنذ ذلك الحين، بات الفريق يُعرف بلقب "الروسونيري" – أي الحمر والسود.
وعلى مدار السنوات، شهد تصميم القميص تغييرات طفيفة، أبرزها سماكة الخطوط السود على القميص حتى وصلت إلى الخطوط العريضة الحالية.