رسوم ترامب الجمركية..خبير ألماني يحذر من أزمة اقتصادية دولية
١٢ أبريل ٢٠٢٥قال رئيس معهد "إيفو" الألماني، الرائد في البحوث الاقتصادية، كليمنس فوست، إنه لا يمكن استبعاد حدوث أزمة اقتصادية عالمية بسبب الرسومالجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال فوست في مقابلة مع صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية إن الخطر الكبير يتمثل في انتشار الحمائية بشكل أسرع من أي وقت مضى، لتشمل أيضا الصينو أوروبا. وأضاف فوست أنه "إذا ذهب الجميع في الاتجاه الخاطئ، فقد يؤدي ذلك إلى أزمة كبيرة".
وبينما تراجع ترامب في البداية عن فرض رسوم جمركية على معظم البلدان وعلق بعض الرسوم الجمركية الإضافية لمدة 90 يوما، على الأقل، فقد اتخذ إجراءات أكثر صرامة ضد بكين.
وتعتزم الولايات المتحدة الآن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 145% على الواردات من الصين، في حين تعتزم بكين من جانبها فرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع الأمريكية.
ويرى فوست أنه في ضوء استمرار التصعيد مع الصين واستمرار حالة الغموض هذه لا يمكن استبعاد حدوث أزمة اقتصادية عالمية، مشيرا إلى خطورة خاصة تتمثل في أن الولايات المتحدة - باعتبارها أهم قوة اقتصادية في العالم - عمل حاليا على تدمير سمعتها كشريك تعاقدي موثوق.
وقال فوست إن "أسعار الفائدة في الولايات المتحدة ترتفع، و الدولار ينخفض... هذه إشارة إنذار"، مضيفا أن ثلثي القيمة السوقية للأسهم في العالم موجودة في سوق الأسهم الأمريكية، والدولار هو العملة الرئيسية في العالم.
وأضاف أنه "إذا انهار كل هذا، فإنه لن يمكن التنبؤ بالعواقب"، مشيرا إلى أنه من المحتمل أن يكون الانخفاض المفاجئ في سندات الحكومة الأمريكية هو السبب وراء تراجع ترامب الآن. وقال إن هذا يدل على أن نطاق عمل السياسيين محدود، مضيفا أنه "من بين أمور أخرى، بسبب قوة الأسواق المالية، وبالتالي بسببنا جميعا... عندما تتصرف الحكومات بشكل عشوائي ومدمر، فإنها تحرم من المال والثقة".
تفاؤل أمريكي
تزامن هذا مع حديث البيت الأبيض عن "تفاؤل" بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، رغم فرض أكبر اقتصادين في العالم رسوما جمركية متبادلة.
وأعلن ترامب أن الدولار سيظل "العملة المرجعية"، وذلك في وقت تشهد العملة الخضراء تراجعا في الأسواق متأثرة بسياسة الرسوم الجمركية. وقال الرئيس الأمريكي على متن الطائرة الرئاسية "نحن العملة المرجعية. وسنظل كذلك دائما... أعتقد أن الدولار عظيم".
من جهتها قالت المتحدثة باسم الرئاسة الأمريكية كارولاين ليفيت "أوضح الرئيس أنه منفتح على التوصل إلى اتفاق مع الصين"، مضيفة "إنه متفائل".
في هذا الأثناء، ذكرت رويترز أن إدارة ترامب تريد إبرام 90 اتفاقية تجارية خلال 90 يوما، لكن التحديات أمام إنهاء الحرب التجارية سريعا جلية بالفعل.
وأضافت أن مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شفتشوفيتش الاثنين (14 أبريل/نيسان 2025) من بين أوائل مسؤولي التجارة الخارجية الذين سيأتون إلى واشنطن لإجراء مفاوضات عاجلة بشأن الرسوم الجمركية الباهظة التي أعلنها ترامب في الثاني من الشهر الجاري.
ويعد التكتل الأوروبي من بين أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين إذ بلغ حجم التجارة بينهما نحو تريليون دولار العام الماضي.
لكن عندما يصل شفتشوفيتش إلى واشنطن، سيكون كبير مفاوضي الرسوم الجمركية في إدارة ترامب، وهو وزير الخزانة سكوت بيسنت، في بوينس أيرس لإظهار الدعم للإصلاحات الاقتصادية في الأرجنتين، على الرغم من أن إجمالي قيمة تجارتها السنوية مع الولايات المتحدة يبلغ 16.3 مليار دولار فقط.
ويعزز غياب بيسنت شكوكا لدى خبراء التجارة في مدى قدرة الإدارة الأمريكية على تنظيم هذا العدد الكبير من المفاوضات المتزامنة وفرص التوصل إلى 90 اتفاقية في 90 يوما بوجه عام.
ونقلت رويترز عن ويندي كاتلر، كبيرة المفاوضين السابقة لدى الممثل التجاري الأمريكي، وترأس الآن معهد سياسات مجتمع آسيا "الاستعداد لاتخاذ هذه القرارات سيتطلب مفاوضات جادة... من المستحيل أن نتوصل خلال هذه الفترة إلى اتفاقية شاملة مع أي من هذه الدول".
ورد مستشار البيت الأبيض للتجارة بيتر نافارو في تصريحات لشبكة فوكس بيزنس قائلا إن بيسنت والممثل التجاري الأمريكي جيميسون جرير ووزير التجارة هوارد لوتنيك يمكنهم إنجاز المهمة.
وتابع "لذا، سنبرم 90 اتفاقا خلال 90 يوما. هذا ممكن"، مضيفا أنه في نهاية المطاف، فإن ترامب "القائد.. سيكون كبير المفاوضين. لن يتم إنجاز شيء دون أن ينظر فيه بعناية شديدة".
وبدأ ترامب العد التنازلي للتسعين يوما الأسبوع الماضي عندما علق تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها على العديد من الدول بعدما شهدت الأسواق المالية انهيارا بسبب المخاوف من الركود والتضخم، من بين عوامل أخرى. وقال إن تعليق الرسوم لمدة 90 يوما سيسمح للدول بالتوصل إلى اتفاقيات ثنائية مع الولايات المتحدة
تحرير: خ.س