رئيس وزراء اسبانيا يبحث في الرباط ملفات شائكة
١٨ يناير ٢٠١٢استقبل العاهل المغربي محمد السادس اليوم الأربعاء (18 يناير/ كانون الثاني 2012) في الرباط رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي الذي يقوم بأول زيارة رسمية له خارج بلاده. وكان راخوي قد وصل صباح اليوم إلى الرباط في زيارة رسمية تستغرق 24 ساعة برئيس الحكومة المغربية الجديد عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة. وتكتسي زيارة راخوي أهمية بالغة نظرا لعلاقات المد والجزر التي تربط بين البلدين الجارين بسبب حساسيات تاريخية والموقف من الصحراء الغربية ومدينتي سبتة ومليلية.
ومن بين القضايا المطروحة للنقاش أيضا الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والإرهاب فضلا عن القضايا الاقتصادية حيث تعتبر إسبانيا ثاني مستثمر في المغرب بعد فرنسا. إضافة إلى موضوع الصيد البحري حيث رفض الاتحاد الأوربي الشهر الماضي تجديد اتفاقية الصيد البحري مع المغرب لانها تشمل سواحل منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها.
راخوي: العلاقة بالمغرب إستراتجية
في سياق متصل أكد راخوي أن زيارته للمغرب تعد الأولى من نوعها وأنها تمهد الطريق لمزيد من التعاون مستقبلا. وأضاف بعد لقائه بالعاهل المغربي "كان لقاء مثمرا تطرقنا فيه لعدة قضايا هامة تتعلق بالعلاقات الثنائية.. إنها علاقات إستراتيجية". وأوضح أن بلاده تتابع باهتمام التطور الديمقراطي الذي يعرفه المغرب ومسيرة الإصلاحات معتبرا "إن المغرب بلد مستقر وبلد صديق، ونراهن على تعاون أكبر". وكشف راخوي اتفاق الجانبين على عقد لقاء رفيع المستوى مثل اللقاء الذي عقد أواخر عام 2008، "وذلك للارتقاء بالعلاقات الثنائية".
من جهته، أوضح رئيس الحكومة المغربي عبد الإله بن كيران أن زيارة نظيره الإسباني إلى المغرب هي بمثابة بداية لزيارات أخرى، وقال "لقد تحدثنا في عدة أمور وطبع حديثنا الصراحة والوضوح وعدم التكلف". ولم يخض بن كيران في تفاصيل المحادثات مع نظيره الإسباني، إلا أنه ثمن العلاقات القائمة بين البلدين، وقال لا بد أن تتطور "من الحسن إلى الأحسن، لأننا جيران، ولدينا عدة قواسم مشتركة". وفي نفس الموضوع كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني أن زيارة راخوي لم تكن زيارة عمل "فلم نتناقش القضايا بعمق واتفقنا على برمجة لقاءات بين وزراء معنيين ببعض القطاعات" على رأسها قطاع الصيد البحري، والهجرة وغيرها.
أول نشاط دبلوماسي لبنكيران
احترم ماريانو راخوي التقليد السائد في اسبانيا والذي أسسته أول حكومة اشتراكية في اسبانيا الديمقراطية، حيث يقوم رئيس الوزراء بأول زيارة رسمية له للخارج إلى المغرب. كما أن رئيس الحكومة المغربي يستقبل لأول مرة بعد تعيينه في هذا المنصب شخصية أجنبية. وسعى بنكيران الى إضفاء أجواء من عدم التكلف والحميمية على هذه الزيارة خصوصا وأن البلدين يشهدان مشاكل اجتماعية اقتصادية على خلفية البطالة، إضافة إلى الملفات الشائكة في العلاقات الثنائية.
وقال وزير الخارجية المغربي سعد الدين عثماني قبل الزيارة "نحتاج إلى حوار مطول وذي نفس طويل لحل جميع المسائل التي لا نتفق عليها". وإضافة إلى قضايا الأمن والهجرة وقضية الصحراء الغربية هناك ملف الصيد البحري والذي دفع اسبانيا إلى المطالبة بتعويض لأسطولها في حين هدد المغرب بإعادة النظر في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي. واسبانيا التي تستهلك كميات كبيرة من الأسماك هي المستفيد الأكبر من الاتفاق حيث تسعى إلى إعادة التفاوض عليه "في أسرع وقت ممكن" لإنقاذ قطاع الصيد لديها. أما المغرب فيريد مصادقة سريعة للاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول تبادل المنتجات الزراعية، الأمر الذي تبطئه مدريد لتجنب فائض في أسواقها.
(ح.ز/ رويترز، أ.ف.ب)
مراجعة: منصف السليمي