رئيس ديوان المستشارية يؤيد ميرتس ويؤكد دعم ألمانيا لإسرائيل
١٩ يونيو ٢٠٢٥دافع رئيس ديوان المستشارية الألماني، تورستن فراي، عن التصريحات التي دعم فيها المستشار فريدريش ميرتس الهجمات الإسرائيلية على إيران. وقال السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي الذي يتزعمه ميرتس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "ما عبر عنه المستشار بكلماته هو أنه لا يمكن أن يكون من مصلحتنا جميعا أن يمتلك نظام إرهابي مثل نظام الملالي الإيراني أسلحة نووية".
وذكر فراي أن الأمر لا يقتصر على الأسلحة النووية، وقال: "تكنولوجيا الصواريخ الإيرانية تتيح إمكانية وصول صواريخ متوسطة المدى إلى أهداف بعيدة المدى، حتى في أوروبا. لذلك لا يمكننا التظاهر بأن أيا من هذا لا يعنينا".
وعلى هامش قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في كندا، قال ميرتس في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني "زد دي إف" بشأن الهجمات الإسرائيلية على منشآت نووية وقيادات في إيران: "هذا هو العمل القذر الذي تقوم به إسرائيل من أجلنا جميعا"، إلا أن المراسلة كانت قد استخدمت بالفعل مصطلح "العمل القذر" في سؤالها. وأعرب ميرتس عن "احترامه الكبير" لحقيقة أن الجيش والحكومة الإسرائيليين "تحليا بالشجاعة للقيام بذلك".
ميرتس تحت وابل الانتقادات
وتعرض ميرتس لاحقا لانتقادات بسبب اختياره للكلمات وأيضا لدعمه الهجمات. ورفض فراي تقييم ما إذا كانت الهجمات متوافقة مع القانون الدولي، وقال : "ببساطة، ليس لدينا المعلومات اللازمة اليوم لإصدار مثل هذا التصنيف بشكل قاطع فيما يخص القانون الدولي"، مضيفا في المقابل أن الحقيقة هي أن إسرائيل تصرفت بهذه الطريقة لأنها كانت تحت تهديد هائل، مشيرا إلى أن الهدف السياسي لإيران هو تدمير إسرائيل، وقال: "هذا هو أساس الحقائق الذي يجب تقييم كل شيء بناء عليه".
وأكد فراي أن ألمانيا - حتى بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران - لديها مسؤولية إزاء بذل كل ما في وسعها لضمان دفاع إسرائيل عن نفسها، وقال: "وقد شعرت الحكومة الألمانية بالتزامها بذلك في الماضي، وستظل ملتزمة به اليوم وفي المستقبل".
و قوبلت تصريحات ميرتس عن الهجوم الإسرائيلي على إيران بانتقادات حادة. وفي تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، قال رالف شتيغنر، السياسي البارز بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم في ألمانيا: "عندما يقول المستشار إن إسرائيل تقوم في إيران بالعمل القذر نيابة عنا، فإن هذا أكثر من مجرد أمر غريب".
كما صدرت اعتراضات عن حزب الخضر، وحزب اليسار، وحزب "تحالف سارا فاغنكنشت". وبدورها، انتقدت لويزه أمتسبرغ، مقررة شؤون الشرق الأوسط وإيران في الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، اختيار الكلمات وكذلك مضمون التصريح، قائلة : "بدلا من التصريحات الساخرة والجاهلة من المستشار، أنتظر منالحكومة الألمانية أن تبذل كل ما في وسعها لنزع فتيل التصعيد في هذا الوضع المتوتر".
من جانبها، وصفت سارا فاغنكنشت ، مؤسسة وزعيمة حزب "تحالف سارا فاغنكنشت"، تصريح ميرتس بأنه خروج عن المسار، وقالت : "ميرتس يشرعن، بشكل فاضح، حربا عدوانية مخالفة للقانون الدولي، راح ضحيتها بالفعل مئات المدنيين في إيران"، مضيفة أن ذلك يعد خرقا لتقاليد السياسة الخارجية المعتدلة.
وأشارت فاغنكنشت إلى أن ميرتس لا يبدو أنه يعارض انخراط الولايات المتحدة في الحرب، قائلة : "تهديد المنطقة بالاشتعال الكامل لا يبدو أنه يهم المستشار بكلمة واحدة. لا يمكن أن تكون هناك ازدواجية في المعايير الأخلاقية أكثر من ذلك". كما انتقد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب اليسار، زورين بيلمان، تصريحات ميرتس قائلا: "من الفضيحة أن يقوم المستشار ميرتس الآن بالتخلي عن القانون الدولي ويتبنى منطق "حق الأقوى" المدمر، ما يضر بشدة بسمعة ألمانيا في الأمم المتحدة وعلى المستوى الدولي". وأضاف أن تصريحات ميرتس تمثل رفضا للمعايير القانونية والدولية، محذرا: "معظمنا لم يدرك بعد إلى أين قد يقود هذا الأمر".
سفير إسرائيل في برلين يدافع عن ميرتس
من جانبه دافع رون بروسور، سفير إسرائيل لدى ألمانيا، عن ميرتس، بعد تعرضه لانتقادات بسبب تصريحه الذي قال فيه إن إسرائيل، التي شنت هجمات واسعة النطاق على إيران الأسبوع الماضي، تقوم بـ"العمل القذر" نيابة عن الغرب. ورحب بروسور بموقف ميرتس الداعم للهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، ودافع عنه ضد الانتقادات المتعلقة باستخدامه هذا الوصف. وقال بروسور لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الأربعاء: "المستشار فريدريش ميرتس وصف الواقع في الشرق الأوسط بوضوح من خلال كلماته".
يذكر أن الحكومة الألمانية وافقت على تسليم أسلحة ومعدات عسكرية أخرى إلى إسرائيل في العقود الأخيرة، على الرغم من كونها منطقة أزمات، وهو استثناء تطبقه حاليا أيضا مع أوكرانيا. كما أذنت الحكومة الألمانية الجديدة بتصدير أسلحة بقيمة نحو أربعة ملايين يورو إلى إسرائيل في الأسابيع الخمسة الأولى من ولايتها، حسبما أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية في رد على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار".
وبالمقارنة مع الربع الأول من عام 2025، الذي وافقت فيه الحكومة الألمانية السابقة على تسليم أسلحة بقيمة 28 مليون يورو إلى إسرائيل، تعتبر هذه النسبة منخفضة. ومع ذلك، قال فراي إنه من الصعب مقارنة هذه الأرقام، وأضاف: "يجب مقارنة فترات زمنية أطول لإدراك وجود استراتيجية كامنة وراء ذلك. ولكن هذا ليس هو الحال هنا صراحة؛ فموقف الحكومة الألمانية تجاه إسرائيل لم يتغير".