Berliner-Theater Grupe Grotest Maru spielt in Damaskus
١ يوليو ٢٠٠٨عادة ما يتجمع الشاميون في قلب مدينتهم القديمة بمنطقة الحريقة أو في ساحة المسجد الأموي لحضور معرض ألبسة في الأسواق القديمة المجاورة. أما أن يتجمعوا هناك بانتظار عرض مسرحي لفرقة تتميز بعروض غريبة بالنسبة للجمهور السوري عامة والشامي خاصة، فهذا شيء كان ملفتا. بداية، وبينما كان يردد على مسامع الجمهور اسم فرقة غرويتيست مارو Grotest Maru البرلينية الألمانية، خُيِل للبعض البعض إنها فرقة تستخدم السحر في عروضها، غير إنه سرعان ما تبددت هذه الظنون، حيث استطاعت هذه الفرقة أن تثير فضول الشاميين الذي قصدوا الشارع بكثافة لحضور عرض مسرحي من نوع خاص جاء عبر الحدود والقارات: من العاصمة الألمانية برلين.
عروض غير مألوفة، إيحاءات ورسائل ذات مغزى
وما إن بدأت الفرقة عرضها حتى ازداد تدفق الناس غير آبهين بحرارة الطقس. "المسارح عندنا فارغة لا يرتادها إلا النخبة، لو كان لدينا هكذا فرقة لواظبت على حضورها" على حد تعبير نوران الزيتي، احد الحاضرين للعرض. يشار هنا إلى أن المسرح في سوريا تراجع في الفترة الأخيرة بفعل عوامل عديدة أهمها سطوة التلفزيون ومسلسلاته اليومية.
تميزت عروض هذه الفرقة بإيمائيتها وخروجها عن المألوف من خلال تركيزها على رموز من الأزياء وصور حية."خيل لي بأن الفنانين الخمسة سيصعدون إلى الفضاء بسبب قدراتهم على الوقوف على العصي والقيام بحركات في كل الاتجاهات" كما يقول ربيع قبلان.
وتعقيباً على ردة فعل الجمهور على العروض يقول بارتيل ماير، من فرقة غريتيست مارو: نهتم بالإيماءات أكثر من الكلام أو التوضيح وقد حاولنا إيصال رسالة من خلال عرض "النافورة الحية" مفادها إنه يجب الحفاظ على الماء الذي نحتاجه لتعيش"، وربما هذا ما يميز هذه الفرقة عن غيرها تربط عروضها بموضوعات وقضايا حيوية معاصرة مثل التغيرات المناخية التي تهدد الجميع على كوكبنا الذي نعيش عليه.
المتفرج أساس العملية المسرحية
يتطلع الفانون الخمسة، اعضاء الفرقة الألمانية، من خلال عرضهم إلى إثارة المشاركة والروح الجماعية. وقد نجحت الفرقة في الاقتراب من الجمهور والالتصاق به عبر الشارع الذي يشكل بالنسبة لها المكان الأمثل للخروج بالعروض المسرحية من اهتمام النخبة إلى اهتمام القاعدة العريضة من الجمهور، أو كما قال مروان عبد الوهاب، الخروج من على مدرجات المسرح إلى الوقوف في الشارع العام "دون كلل أو ملل".
وبدا واضحاًً على الفنانين إدراكهم بأهمية التفاعل مع الجمهور الذي يشكل بالنسبة لهم أساس العملية المسرحية، " ما أردنا الحصول عليه هو الابتسامة والفائدة من المشاهدين وقد لمسنا ذلك بعروضنا مما شجعنا على الاقتراب منهم والحديث معهم عبر حركات جسدية"، على حد تعبير بارتيل. ورغم بساطة الأدوات المستخدمة في العرض كالعصي والماء وثياب بيضاء، إلا أن العرض حقق نسبة حضور كبيرة وصلت في بعض الأماكن إلى ثلاثة آلاف مشاهد.