خطوة جديدة لتعزيز التعاون المؤسساتي بين ألمانيا والإمارات
١ يوليو ٢٠٠٩في مبادرة هي الأولى من نوعها في منطقة الخليج افتتحت مؤسسة كونراد أديناور الألمانية مكتبا جديدا لها في إمارة أبو ظبي أوائل الشهر الماضي يونيو/ حزيران 2009. وسيقوم الفرع حسب مديره توماس بيرينجر بالمساهمة في نشر ثقافة الديمقراطية المبنية على أسس التعددية و الانفتاح الاقتصادي في المنطقة. وذكر بيرينجر في مقابلة خص بها موقعنا "إن الفرع الجديد سيكون بمثابة القاعدة التي تنطلق منها أنشطة المؤسسة في شبه الجزيرة العربية برمتها، وتم اختيار إمارة ابوظبي لمكانتها الإستراتيجية في المنطقة، بالإضافة إلى تمتعها بالبنى التحتية الجيدة بشكل يساعدنا على القيام بعملنا على أحسن وجه".
فرصة للتعرّف على الأخر عن قرب
وسيوفر المكتب الجديد لمؤسسة كونراد أديناور في أبوظبي الفرصة لتبادل المعلومات والمعارف عن طريق تنظيم ندوات مشتركة بشأن القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية التي تهم الجانبين، بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية للأطر الخليجية لرفع مستوى المهارات العملية والعلمية، لاسيما في ميادين تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني ، فضلا عن إمكانية القيام ببحوث معمقة ومشتركة تخص مشاكل المنطقة للبحث عن حلول ملائمة تخدم مبادئ الديمقراطية والتعايش السلمي.
تزامن افتتاح الفرع مع التوقيع على اتفاق تعاون بين المؤسسة الألمانية ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية. و يقول الدكتور احمد محمد الأستاذ مدير دراسات المركز إن اختيار المؤسسة كشريك جاء بناءا على عراقتها وسمعتها العلمية. وأضاف الأستاذ بأن "التعامل مع مؤسسة ألمانية يضمن لنا انفتاحا ثقافيا وفكريا أوسع على الغرب، وبدورنا سنتيح للغرب الفرصة لرؤيتنا بصورة أشمل وأدق بعيدا عن الصورة التي تسوقها وسائل الإعلام عن المنطقة".
دعم اقتصاد السوق الاجتماعي في منطقة الخليج
وسيكون لمؤسسة كونراد آديناور أنشطة في مجال التعاون الاقتصادي حيث ستساعد من خلال دراسات متخصصة على إعادة هيكلة السياسات الاقتصادية بما يتماشى مع اقتصاد السوق الاجتماعي. وفي هذا السياق يقول بيرينجر: "نرى أن الاقتصاد العالمي يحتاج إلى إطار سياسي ملائم لإعادة ترتيبه، فاقتصاد السوق لا يمكن أن يكون فعالا إلا إذا أُوجدت الأسس التي يحتاجها، و هذا الأمر في نظري ليس من مهمة الحكومات المحلية لوحدها بل من مهام المجتمع الدولي ككل". ويأتي اهتمام المؤسسة بالجانب الاقتصادي على ضوء تنامي التعاملات الاقتصادية بين ألمانيا والإمارات، إذ تتحدث الإحصائيات عن وجود أكثر من 4500 شركة ووكالة ألمانية تعمل في الإمارات لوحدها. وبالمجمل تعد دول الخليج الغنية بالنفط أحد أهم الأسواق للمنتجات الألمانية.
الاهتمام بأمن واستقرار المنطقة قضية أساسية
و من بين المشاريع الأساسية التي سيتم التركيز عليها أيضا موضوع الأمن في دول الخليج، باعتبار أن هذه الدول تقع في منطقة ساخنة، ففي الشمال لا يزال الملف النووي الإيراني يهدد استقرارها، بالإضافة إلى استمرار أعمال العنف في العراق، أما في الجنوب فنجد اليمن التي تعاني من المواجهات الداخلية و الجماعات المسلحة التي تنتمي إلى القاعدة، و غير بعيد عن المنطقة نجد أفغانستان و باكستان، في هذا الإطار يقول بيرينجر: "إن المشاكل السياسية و الأمنية في هذه المنطقة تهمنا كثيرا في أوروبا، وعليه فإننا سنهتم بمحور السلم و الاستقرار عن طريق الدراسات والندوات المتخصصة".
الكاتب: حسن زنيد/ يوسف بوفجلين
تحرير: ابراهيم محمد