ماديرا، الجزيرة التابعة للبرتغال والتي تقع في المحيط الأطلسي، معروفة بلقب "جزيرة الربيع الأبدي". وتعتبر قرية بونتا دو سول مقصدًا شائعًا بين الشباب العاملين لحسابهم الخاص، بفضل مناخها المعتدل وأسلوب الحياة المجتمعي. نينا وهايكو، اللذان قررا كسب العيش في الجزيرة، يواجهان تحديات بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة والإيجارات، التي أصبحت تقارب أسعار المدن الكبرى في البر الرئيسي الأوروبي. حتى أن أسعار المنازل والشقق أصبحت مرتفعة للغاية بالنسبة للعديد من السكان المحليين. وصلت نينا إلى ماديرا في عام 2021، وكان هدفها هو ما يُسمى "القرية الرقمية" في بونتا دو سول، وهي منطقة خاصة بالشباب العاملين لحسابهم الخاص. ما تزال نينا، ابنة مدينة ميونيخ، تقيم هناك حتى اليوم، لكن شعورًا بالوحدة ونقص الانتماء يراودها منذ بداية إقامتها، خاصةً أن معظم العاملين لحسابهم الخاص لا يقيمون هناك لفترة طويلة، مما يجعل من الصعب بناء صداقات حقيقية. القرية التي تُسمى "القرية الأولى للرحل الرقميين" والتي يتم الترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، توفر مساحة عمل مشتركة لأصحاب الأعمال الحرة حيث يمكنهم العمل مجانًا. وقد ألهم الإقبال الكبير من المسافرين نينا لابتكار فكرتها التجارية، وهي إدارة شقق مشتركة توفر للعاملين المستقلين "بيوتًا مؤقتة". أما هايكو، فيحلم بالعيش في ماديرا ويصفها بأنها "وجهة أحلامه". يعشق مصمم الغرافيك هذه الجزيرة منذ طفولته، والآن يسعى لتأسيس حياته هناك بمساعدة المجتمع الرقمي.