حرب أوكرانيا ـ مفاوضات روسية أمريكية في غياب كييف وأوروبا؟
١٣ فبراير ٢٠٢٥أكد وزراء خارجية ست دول أوروبية و أوكرانيا خلال اجتماع في باريس الأربعاء (12 فبراير/شباط) أن أوروبا وكييف ينبغي أن "تشاركا في أي مفاوضات" لوقف الحرب الروسية في أوكرانيا.
وجاء البيان على وقع توافق الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين على بدء محادثات "فورية" بهذا الشأن.
وفاجأ ترامب أوكرانيا وحلفاء واشنطن الأوروبيين بموافقته على بدء محادثات سلام في أول مكالمة هاتفية معلنة يجريها مع بوتين منذ عودته إلى البيت الأبيض.
وقال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا وأوكرانيا في بيان مشترك "نرغب في أن نتباحث مع حلفائنا الأمريكيين في الطريق الواجب اتخاذه" لوقف الحرب.
وأضاف الوزراء السبعة في البيان الذي أصدروه بعد اجتماع استمر ساعات "يجب أن تكون أهدافنا المشتركة وضع أوكرانيا في موقف قوة. يجب على أوكرانيا وأوروبا أن تشاركا في أي مفاوضات".
وشدد البيان على التزام الدول الأوروبية "استقلال وسيادة وسلامة أراضي أوكرانيا.. تحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا هو شرط ضروري لأمن قوي عبر الأطلسي".
شولتس يرفض "سلاما مشروطا"
من جلنبه قال المستشار الألماني أولاف شولتس الخميس (13 فبراير/شباط) إنه يرفض "سلاما مفروضا" على أوكرانيا.
وقال شولتس لموقع بوليتيكو الإخباري "المهمة التالية هي ضمان عدم وجود سلام مفروض" في أوكرانيا، مطالبا خصوصا بأن تتمكن البلاد من الحفاظ على "جيش قوي" بعد التوصل إلى اتفاق محتمل.
وأضاف "ليس من الواضح حتى الآن تحت أي شروط ستكون أوكرانيا مستعدة لقبول اتفاق السلام"، لكنه أضاف أنه رغم ذلك، يرى أن "المناقشات" التي أجراها مع ترامب وتلك التي دارت بين "مستشاريهما تسمح له بالافتراض أن الولايات المتحدة ستواصل دعم أوكرانيا".
من جهته، أعرب وزير الدفاع الألماني عن أسفه لما اعتبره "تنازلات" قدمتها واشنطن لموسكو "حتى قبل بدء المفاوضات"، قائلا: من وجهة نظري، كان من الأفضل التحدث عن عضوية محتملة لأوكرانيا في حلف شمال الأطلسي أو خسارة محتملة لأراض على طاولة المفاوضات".
"لا خيانة لأوكرانيا"
وعلى وقع التصريحات الأوروبية، خرج وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث ليؤكد أن محاولات دونالد ترامب للتفاوض على اتفاق سلام "ليست خيانة" للجنود الأوكرانيين.
وقال هيغسيث قبل اجتماع لوزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ليست هناك خيانة. ثمة اعتراف بأن العالم والولايات المتحدة مهتمان بالسلام، سلام عن طريق التفاوض، كما قال الرئيس ترامب، ووقف القتل".
وأضاف هيغسيث أن ترامب يعد "الرجل الوحيد في العالم القادر على جمع الأطراف معا لإحلال السلام".
وسبق ذلك، تأكيد العديد من دول الناتو على أنه يجب عدم استبعاد أوكرانيا وأوروبا من أي مفاوضات سلام.
وقال الأمين العام للحلف مارك روته إن أوكرانيا يجب أن تشارك في أي محادثات سلام وإن أي اتفاق نهائي يجب أن يكون "مستداما.. من المهم عندما نتحدث عن أوكرانيا أن تكون أوكرانيا منخرطة بشكل وثيق في كل ما يتعلق بأوكرانيا".
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي "دعونا لا ننسى أن روسيا ما زالت تمثل تهديدا يتجاوز أوكرانيا بكثير. لا يمكن أن تكون هناك مفاوضات عن أوكرانيا بدون أوكرانيا. ويجب أن يكون صوت أوكرانيا في خضم أي محادثات".
وقال وزير الدفاع السويدي بال جونسون إن الدول الأوروبية قدمت نحو 60% من الدعم العسكري لأوكرانيا العام الماضي ويجب أن تشارك، خاصة بالوضع في الاعتبار المطالب الأمريكية أن أوروبا يجب أن تتحمل المزيد من المسؤولية عن أمن أوكرانيا على المدى البعيد.
موسكو تجدد التأكيد على مراعاة مخاوفها الأمنية
وفي سياق متصل، قال الكرملين إنه يرغب في أن ينظم لقاء بين بوتين وترامب "سريعا" بعد الاتصال الهاتفي.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين "ثمة حاجة بالتأكيد لأن يعقد الاجتماع سريعا. ثمة أمور كثيرة على الرئيسين البحث فيها".
وبعد المحادثات مع بوتين ثم زيلينسكي، قال ترامب إنه من "المرجح" أن يلتقي شخصيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأشار إلى أن اللقاء قد يعقد في السعودية.
وأكد الكرملين اليوم أن المفاوضات مع الولايات المتحدة يجب ألا تقتصر على موضوع الحرب في أوكرانيا بل ان تشمل أيضا الأمن في أوروبا ومخاوف موسكو التي طالبت بتراجع حلف شمال الأطلسي في القارة الأوروبية إلى حدود العام 1997. وأوضح الناطق باسم الكرملين "من المؤكد أن كل المسائل المرتبطة بالأمن في القارة الأوروبية ولا سيما الجوانب التي تهم بلدنا روسيا الاتحادية، يجب أن تناقش مجتمعة ونتوقع حصول الأمور على هذا النحو".
م ف (رويترز، أ ف ب، د ب أ)