تي موبايل الألمانية تدخل السوق الأمريكي باستثمارات ضخمة

يأتي اهتمام شركة الهاتف الجوال تي موبايل T- Mobile التابعة لشركة الاتصالات الألمانية دويتشه تيليكوم بالاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية ضمن استراتيجيتها الجديدة الرامية إلى توسيع استثماراتها في أسواق خارجية جديدة ومربحة. ومما يدفعها إلى ذلك المنافسة الشديدة في قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية في ألمانيا خاصة وأوروبا عموما.

استثمارات كبيرة

استطاعت شركة تي موبايل زيادة مبيعاتها بنسبة 11 في المائة في النصف الأول من العام الجاري، وهو الأمر الذي ساعدها على استثمار 4.2 مليار دولار لشراء رخص جديدة لشبكة الخليوي في الولايات المتحدة الأمريكية. ومن المنتظر أن يحصل الفرع الأمريكي للشركة على ما يناهز 120 رخصة بموجب تلك الصفقة. ويأمل خبراء الشركة الألمانية أن تساهم هذه الرخص في توسيع خدماتها داخل مناطق شاسعة في الولايات المتحدة وكسب زبائن جدد في وقت تشهد فيه سوق الاتصالات الأمريكي تحولات مهمة من جملتها توسيع الشبكات الخلوية والخدمات المرتبطة بها.

على صعيد آخر، فإن سعر الرخص جاء بشكل أقل مما توقعه المحللون الذين قدروا تكلفتها بحدود 7 مليار دولار. وكان العرض الذي تقدمت به تي موبايل بقيمة 4.2 مليار دولار الأعلى بين الشركات المتنافسة. وقد جاء بعده عرض شركة فيريزن، التي تمتلك شركة الاتصالات البريطانية فودافون 45 في المائة من أسهمها. ودفعت هذه الأخيرة نحو 2.8 مليار دولار لشراء 13 رخصة في المزاد الذي أشرفت عليه اللجنة الفدرالية للاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية لبيع زهاء 1122 رخصة بسعر يصل إلى 13.9 مليار دولار.

السوق الأمريكية الواعدة

توفر سوق الاتصالات الأمريكية فرص استثمار جيدة بالنسبة للشركات الأجنبية، ويسهد قطاع الاتصالات الخلوية في هذه السوق نموا سريعا حسب تقديرات الخبراء، مما يسمح بعقد صفقات مربحة على غير ما هو عليه الحال في السوق الأوروبية المشبعة. وتعول الشركة الألمانية للاتصالات الخلوية على معدلات النمو العالية التي يسجلها القطاع المذكور لجني أرباح عالية. ومن المتوقع أن تساهم الرخص الجديدة في تعزيز حضورها في قطاع الاتصالات الأمريكي، لاسيما وأنه يتوقع حصولها على رخص جديدة في مناطق غرب أمريكا بما قيمته 900 مليون دولار. أما الشركة المنافسة فيريزون فقد استثمرت نحو 1.3 مليار دولار للحصول على رخص في منطقة الشمال الشرقي.

طارق أنكاي