توتر بين موسكو وواشنطن، وبوتين "يحترم" وجهة نظر المتظاهرين
١١ ديسمبر ٢٠١١أبدى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين احتراما لوجهات نظر عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على نتائج الانتخابات التي جرت مطلع الأسبوع الماضي، حسبما ذكر المتحدث باسمه اليوم الأحد . وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين إنه من حق كل فرد أن يعبر عن رأيه، طالما أن ذلك يحدث بشكل سلمي ملتزم بالقانون. وأضاف بيسكوف :"نحترم وجهات نظر المتظاهرين، نسمع ما يقال وسنواصل الاستماع لهم".
وتظاهر ما يزيد على 100 ألف شخص أمس السبت في موسكو، في أكبر احتجاج تشهده العاصمة الروسية منذ أكثر من عقد من الزمن. أما الشرطة فقدرت عدد المتظاهرين بـ 25 ألفا فقط. كما خرج الآلاف إلى الشوارع في مدينتي سان بطرسبرج وفلاديفوستوك، فيما ذكرت تقارير أنه جرى إلقاء القبض على عشرات المتظاهرين في مدينة بيرم بمنطقة جبال الأورال ومدينة خاباروفسك في أقصى شرق روسيا.
ومن ناحية أخرى، ذكرت وكالة "انترفاكس" الروسية أن لجنة الانتخابات رفضت مطالب بإقصاء رئيسها فلاديمير تشوروف من منصبه، وهو ما لاقى تأييدا فقط من شيوعيين اثنين من أعضائها.ويلقي المتظاهرون بالمسئولية على تشوروف فيما يعتبرونه تلاعبا كبيرا في النتائج، جعل حزب بوتين "روسيا الموحدة" يفوز بنسبة 32ر49% من الأصوات في الانتخابات التي جرت في الرابع من كانون أول/ديسمبر الجاري، وهو ما يكفي للاحتفاظ بسيطرته على البرلمان.
توتر مع الولايات المتحدة
ويقول محللون إنه مع سعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما لانتخابه لفترة ولاية ثانية في نوفمبر تشرين الثاني وفي ظل التوقعات واسعة النطاق بترشح بوتين لانتخابات الرئاسة الروسية في مارس آذار، فمن المرجح أن يتسم الموسم السياسي بلهجة متشددة بين عدوي الحرب الباردة السابقين.
وأشار هجوم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين على وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لتشكيكها في صحة الانتخابات البرلمانية الروسية إلى نهاية محتملة لاتجاه تحسن العلاقات الذي وصفه معاونو اوباما بأنه أحد انجازاته في مجال السياسة الخارجية.
ودفع تأكيد هيلاري كلينتون أن الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة بوتين إلى اتهامها بالتحريض على التظاهر.واتهم بوتين كلينتون بتشجيع أعداء الكرملين الذين وصفهم بـ المرتزقة". وقال "لقد هيأت الأجواء لبعض ناشطي المعارضة وأعطتهم إشارة واستجابوا لهذه الإشارة وبدأوا العمل بهمة". فقد بات التوتر بين واشنطن وموسكو بشأن الانتخابات البرلمانية الروسية المتنازع عليها، يهدد سياسة "إعادة ضبط" العلاقات التي يتبناها الرئيس الأمريكي وقد يتصاعد التوتر في ظل وهج الانتخابات الرئاسية المقبلة في كلا الدولتين.
فقد يساعد اتباع الولايات المتحدة نهجا أقوي لأوباما في مواجهة اتهامات الجمهوريين بأن سياسته تجاه روسيا تصل إلى حد الاسترضاء، كما ستعزز موقفه بين أعضاء حزبه الديمقراطي الذين يريدون نهجا أكثر حزما بشأن حقوق الإنسان.
أما بوتين، الضابط السابق في المخابرات الروسية، فربما يأمل بأن يصرف حديثه الصارم، الانتباه عن مشكلاته السياسية الداخلية التي بدأت تطفو على السطح وأن تثير النزعة الوطنية لدى الناخبين.
ع. ع. (د ب أ ، رويترز)
مراجعة: حسن زنيند