تقرير: فصائل عراقية مسلحة "مستعدة" لنزع سلاحها خوفا من ترامب
٧ أبريل ٢٠٢٥نقل تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء الاثنين (السابع من أبريل/ نيسان 2025)، عن عشرة من كبار القادة والمسؤولين العراقيين، أن عدة فصائل مسلحة قوية مدعومة منإيران في العراق مستعدة ولأول مرة لنزع سلاحها لتجنب خطر تصاعد الصراع مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
ولم تكشف الوكالة عن هوية مصادرها، لكنها أفادت بأنها أجرت مقابلات مع قادة ستة فصائل في كل من بغداد ومحافظة جنوبية وكتائب "حزب الله" العراقي و "حركة النجباء" و "كتائب سيد الشهداء" وحركة "أنصار الله الأوفياء". واشترط هؤلاء عدم نشرهويتهم لطبيعة الملف البالغ الحساسية.
وقال قيادي نسب إلى كتائب حزب الله العراقية، متحدثا وهو يرتدي كمامة سوداء ونظارة شمسية إنّ "ترامب مستعد لتصعيد الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، نحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيئ".
كما أكد القادة أن الحرس الثوري الإيراني ، منحهم موافقة لاتخاذ أي قرارات تراها الفصائل ضرورية لتجنب الانجرار إلى صراع قد يكون مدمّرا مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وذكرت رويترز عن مصادرها، أن بعض الفصائل "أخلت بالفعل" مقراتها الرئيسية إلى حدٍّ كبير وقلصت وجودها في المدن الكبرى، بما في ذلك الموصل ومحافظة الأنبار، منذ منتصف يناير/ كانون الثاني. عطفا عن اتخاذها لتعزيزات أمنية شملت تغيير الهواتف المحمولة ومركباتها القادة بشكل متكرر، خشية من التعرض لغارات جوية.
وتشير تقديرات أمنية إلى أن تحالف "المقاومة الإسلامية" في العراق، يضم حوالي 50 ألف مقاتل منضوين تحت لواء عشرة فصائل شيعية مسلحة، بحوزتها ترسانات تشمل صواريخ بعيدة المدى وأسلحة مضادة للطائرات. ويعد هذا التحالف ركيزة أساسية فيما يسمى بـ"محور المقاومة" الذي يضم شبكة من الجماعات والفصائل المدعومة من إيران أو المتحالفة معها بالمنطقة. وقد أعلن التحالف مسؤوليته عن عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل والقوات الأمريكية في العراق وسوريا منذ اندلاع حرب غزة قبل حوالي 18 شهرا.
تأتي هذه الخطوة لتهدئة التوتر في أعقاب تحذيرات متكررة وجهها مسؤولون أمريكيون بشكل غير رسمي للحكومة العراقية منذ تولي دونالد ترامب ولاية رئاسية في يناير/ كانون الثاني. ونقلت رويترز كذلك عن عزت الشابندر، السياسي الشيعي المقرب من الائتلاف الحاكم في العراق، قوله بأن المناقشات بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من قادة الفصائل المسلحة وصلت إلى مرحلة "متقدمة للغاية"، وإن الجماعات تميل إلى الامتثال لدعوات الولايات المتحدة لنزع سلاحها. وأضاف أن "الفصائل لاتتصرف بعناد او تصر على الاستمرار بصيغتها الحالية"، وتابع بأنها "تدرك تماما" أنها قد تكون هدفا للولايات المتحدة.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية للوكالة مواصلتها حثّ بغداد على كبح جماح الفصائل المسلحة. وأضافت "يجب على هذه القوات أن تستجيب للقائد العام للقوات المسلحة العراقية، لا لإيران"، بينما وحسب الوكالة، أحجم الحرس الثوري الإيراني عن التعليق على الأمر، كذلك الشأن بالنسبة لوزارتي الخارجية الإيرانية والإسرائيلية.
و.ب/ع.ج.م (رويترز)