تعيين ميليباند وزيراً للخارجية ينبئ بمواقف بريطانية جديدة إزاء قضايا الشرق الأوسط
٣٠ يونيو ٢٠٠٧يعتبر ديفيد ميليباند (41 عاماً) أصغر شخص يتولى منصب وزير الخارجية في بريطانيا منذ ثلاثين عاماً، وقد رشحه البعض في السابق لمنافسة جوردون براون على رئاسة حزب العمال الحاكم في بريطانيا. وحتى يومنا هذا لا يزال الكثيرون ينظرون إلى ميليباند على أنه أحد الرؤساء المحتملين لحزب العمال في المستقبل.
مواقف مختلفة
من ناحية أخرى يعتقد بعض الخبراء أن تعيين ميليباند في هذا المنصب يدل على رغبة براون بأن ينأى بحكومته عن مواقف سلفه إزاء قضايا الشرق الأوسط، فميليباند الذي عين في حكومة رئيس الوزراء الجديد كان متحفظاً على قرار توني بلير بإرسال قوات بريطانية إلى العراق عام 2003. كما أن ميليباند كان قد أبدى قلقه إزاء إحجام رئيس الوزراء السابق عن الدعوة إلى هدنة فورية خلال المواجهات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل العام الماضي.
"تأثير إيجابي لموقف ميليباند من حرب العراق"
ومن جانبه يصف ديفيد ميفام، رئيس الوحدة الدولية في معهد أبحاث السياسة العامة، حصول ميليباند على حقيبة الخارجية بأنه "إشارة واضحة على أن براون يريد تغيير بعض جوانب السياسة الخارجية التي تبناها بلير". مليلباند لم يشترك في اتخاذ قرارات حرب العراق، الأمر الذي سيكون له تأثير إيجابي بالنسبة له، عندما يلتقي بوزراء خارجية دول أخرى من أجل مناقشة كيفية إحراز تقدم على الساحة العراقية، على حد قول الخبير البريطاني. وإن كان لم يتضح بعد مدى الاستقلال الذي سيتمتع به لميليباند فيما يتعلق بملف العراق وعملية السلام في الشرق الأوسط على ضوء أهمية هذين الملفين بالنسبة للسياسة الخارجية لبريطانيا.
مكافأة غير معلنة؟
كان ميليباند يشغل من قبل منصب وزير البيئة في حكومة بلير واكتسب أيضا خبرة كوزير للحكم المحلي ولشؤون مجلس الوزراء. وخلال عمله السياسي صعد ميليباند عبر صفوف حزب العمال وتنقل بسرعة من منصب إلى آخر. من ناحية أخرى يعتقد البعض أن قرار براون بتسليم هذه المهمة لميليباند قد يكون بمثابة مكافأة له على عدم خوض المنافسة ضده على زعامة الحزب.