تعليقات الصحف العربية على نتائج الانتخابات الألمانية
استلهمت جريدة السفير اللبنانية الحركة المصرية من أجل التغيير وأعطت موضوعها حول نتائج الانتخابات الألمانية عنوانا لا يخلو من طرافة: "ألمانيا في دائرة الشلل في مواجهة التحديات: "كفاية" ألمانية لشرودر لكنها "غير كافية" لميركل". وكتبت:
"تكشف التحليلات الأولية للنتائج الانتخابية التي جرت أمس أن ألمانيا على عتبة مرحلة من الاهتزاز السياسي والتردد والبطء في اتخاذ القرارات، نتيجة توزع أصوات الناخبين بشكل يكاد يكون متوازيا بين الأحزاب ومعرقلا لقيام أي تحالف سياسي منسجم في الخط والتوجه والموقع، يمنح القدرات المطلوبة للرد على الصعوبات والتحديات التي تواجه البلاد داخليا وخارجيا. الناخبون الألمان قالوا أمس "كفاية" للمستشار الألماني غيرهارد شرودر وعهده القائم على تحالف الإشتراكيين الديموقراطيين وحزب الخضر، لكنهم في المقابل لم يمنحوا الحزب المسيحي الديموقراطي المعارض "كفاية" من الأصوات تسمح له بقيادة مريحة للبلاد، وهذا يعني في المحصلة النهائية أن ألمانيا هي على عتبة جمود قد يترجم في لغة التحالفات السياسية بصيغة "التحالف الكبير"، وهو تحالف يجمع الحزب المسيحي الديموقراطي المعارض والحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم في جبهة واحدة تؤدي حتما إلى المنافسة الحزبية الضيقة وبالتالي إلى شلل المشاريع وجمود القرارات، في مرحلة تتطلب سرعة القرار وسرعة التنفيذ."
إما صحيفة الحياة اللندنية فكتبت:
"أجمع المراقبون والمحللون هنا على أن ألمانيا لم تشهد في تاريخها الحديث حملة انتخابية استمرت حتى اللحظة الأخيرة وشابتها محاولات واضحة ومحمومة لغسل عقول الناخبين.(..) وأدى تقارب النتائج غير النهائية للانتخابات الألمانية أمس، إلى تنازع كل من المستشار الاشتراكي الديموقراطي غيرهارد شرودر ومنافسته الديموقراطية المسيحية انغيلا مركل على إعلان الفوز، رغم أن الاستطلاعات التي أجريت على الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أعطت المرشحة المحافظة تفوقاً بفارق بسيط لا يتجاوز 1,2 في المئة من الأصوات. لكن أياً يكن الفائز الفعلي فانه لن يستطيع تشكيل حكومة ائتلافية وحده، وقد يضطر إلى الدخول في ائتلاف موسع مع خصومه".
صحيفة النهار البيروتية كتبت:
"حرم الناخبون الالمان أيا من الحزبين الكبيرين تفويضا صريحا لحكم البلاد في الفترة المقبلة، الامر الذي ينذر باحتمال مواجهة المانيا أزمة يمكن ان تمتد أشهرا. فالنسبة التي حصل عليها الاتحاد الديموقراطي المسيحي بزعامة انجيلا ميركل وتلك التي حصل عليها الحزب الديموقراطي الاشتراكي بزعامة المستشار غيرهارد شرودر، أتاحت لكليهما ادعاء الفوز وعدم تسليم اي منهما بالهزيمة، بينما لوحظ ان أداء الاحزاب الصغيرة كان أفضل نسبيا من أداء الحزبين الكبيرين. وعزا مراقبون تردد الناخبين الالمان في منح الاتحاد الديموقراطي المسيحي التفويض الواضح، الى الخوف من برنامج الاصلاحات الاقتصادية الجذرية الذي وعدت به ميركل. وربما تعمق المأزق الحكومي في ضوء "ائتلاف كبير" تتزعمه ميركل، في حين لم تستبعد هي خيارا كهذا، نظرا الى عدم تحقيقها النتائج التي كانت تتوقعها."
صحيفة البيان الاماراتية كتبت تحت عنوان"ميركل تتقدم شرودر ومنصب المستشار تحسمه التحالفات":
"خيبت النتائج الأولية للانتخابات التي جرت في ألمانيا أمس آمال الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة أنجيلا ميركل باحتمال تشكيله حكومة في ألمانيا رغم تقدمها في الانتخابات وذلك خلافا للاستطلاعات التي أشارت حتى يوم الجمعة الماضي إلى احتمال الحصول على 42 في المئة من أصوات الناخبين. كما استطاعت هذه النتائج إعطاء التفاؤل للحزب الديمقراطي الاشتراكي بإمكانية تشكيله حكومة مع أحزاب صغيرة واستمرار المستشار الألماني جيرهارد شرودر في منصبه."