الأمم المتحدة تدعو واشنطن والحوثيين إلى وقف الهجمات
١٦ مارس ٢٠٢٥طالبت الأمم المتحدة الأحد (16 مارس/ آذار 2025) الولايات المتحدة والمتمردين الحوثيين في اليمن بوقف هجماتهما بعد تصعيد عسكري "يهدد بمفاقمة التوترات الإقليمية" بين واشنطن والحركة المدعومة من إيران.
وأعلنت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، مساء الأحد تنفيذ عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة طائرات أمريكية والقطع البحرية التابعة لها، شمالي البحر الأحمر، بـ 18 صاروخا بالستيا ومجنحا وطائرة مسيرة.
وقال العميد يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان "لن نتردد في استهداف كافة القطع الحربية الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي ردا على العدوان على بلدنا.." وأوضح سريع أن هذه العملية "تأتي ردا على العدوان الأمريكي الذي استهدف عددا من المحافظات اليمنية بأكثر من 47 غارة جوية".ومن جهته، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان "ندعو إلى أقصى درجات ضبط النفس ووقف جميع الأنشطة العسكرية".
وأضاف أن "أي تصعيد إضافي قد يفاقم التوترات الإقليمية، ويؤجج دورات الانتقام التي قد تؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتشكل مخاطر جدية على الوضع الإنساني المتردي أصلا في البلاد".
عبدالملك الحوثي يتوعد بخيارات تصعيدية
وتوعد زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، مساء اليوم الأحد، الولايات المتحدة الأمريكية بخيارات تصعيدية إضافية وقال في كلمة مصورة: "اليمن سيواجه التصعيد بالتصعيد وسيرد على العدو الأمريكي باستهداف حاملات طائراته وبوارجه والحظر لسفنه".
وتوعد زعيم الحوثيين قائلا "إذا استمر العدوان الأمريكي على بلدنا سننتقل إلى خيارات تصعيدية إضافية". وهدد بأن"حاملات الطائرات والقطع الحربية الأمريكية ستكون هدفا لليمن وأن قرار حظر الملاحة سيشمل الأمريكي طالما استمر في عدوانه".
وأعلن أنيس الأصبحي المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين في اليمن اليوم الأحد ارتفاع عدد قتلى الهجمات الأمريكية على اليمن إلى 53.
وأضاف على منصة إكس أن من بين القتلى خمسة أطفال وامرأتين، بينما ارتفع عدد الإصابات إلى 98.
مسؤول: أمريكا تسقط 11 مسيرة تابعة للحوثيين
أبلغ مسؤول أمريكي رويترز بأن طائرات مقاتلة أمريكية إف-16 وإف-18 أسقطت 11 طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون اليوم الأحد، وذلك بعد أن قالت الجماعة اليمنية إنها حاولت مهاجمة حاملة طائرات أمريكية قبالة سواحل اليمن.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الطائرات المسيرة لم تقترب من حاملة الطائرات هاري ترومان، التي تلعب دورا رئيسيا في الضربات الأمريكية على اليمن منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة.
وذكر المسؤول الأمريكي أن الجيش رصد أيضا محاولة فاشلة لإطلاق الحوثيين صاروخا ليسقط في المياه قبالة سواحل اليمن. وقال المسؤول إن الجيش الأمريكي لم يتخذ أي إجراء لأنه لم يعتبر ذلك تهديدا
أمريكا: قتلنا العديد من قادة الحوثيين
وأكدت الولايات المتحدة اليوم الأحد أن ضرباتها قتلت "العديد" من قادة الحوثيين في اليمن، والذين أعلنوا بدروهم عن مقتل 31 شخصا بينهم أطفال.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز الأحد إن الضربات أسفرت عن مقتل عدد من قادة الحوثيين الرئيسيين، وحذّر إيران قائلا إن "الكيل قد طفح".
وأوضح والتز أن الولايات المتحدة قد تقصف أهدافا إيرانية في اليمن كجزء من حملتها العسكرية ضد الحوثيين وقال إن الضربات "استهدفت عدة قادة حوثيين وأدت إلى قتلهم". ونقل موقع إكسيوس الإخباري الأمريكي عن والتز قوله إن الولايات المتحدة مستعدة لاستهداف ليس فقط الحوثيين المدعومين من إيران، بل أيضا ضرب أهداف مرتبطة بإيران بشكل أكثر مباشرة.
والتز: لن نحاسب الحوثيين فقط
وأضاف والتز أن الأهداف التي "ستكون على الطاولة" تشمل السفن الإيرانية بالقرب من السواحل اليمنية التي تساعد الحوثيين في جمع المعلومات الاستخبارية، والمدربين العسكريين الإيرانيين، و"أشياء أخرى قاموا بنشرها لمساعدة الحوثيين في مهاجمة الاقتصاد العالمي." وقال والتز في مقابلة مع قناة "أيه بي سي" الأمريكية إن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي. وتابع والتز قائلا إن الضربات في اليمن أمس السبت كانت أيضا رسالة إلى إيران. واختتم والتز قائلا: "لن نحاسب الحوثيين فقط، بل أيضا داعميهم الإيرانيين".
وأمس السبت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منشور على منصته تروث سوشال عن شن الضربات، وقال "إلى كل الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءا من اليوم. إذا لم تفعلوا ذلك، فسينهمر عليكم الجحيم مثلما لم تروا من ذي قبل!".
ووجه ترامب تحذيرا لإيران أيضا، داعم الحوثيين الرئيسي، بأنه يتعين عليها وقف دعمها للحركة فورا. وقال إنه إذا هددت إيران الولايات المتحدة، "فسوف تحملكم أمريكا المسؤولية كاملة، ولن نتهاون في هذا الأمر".
وردا على ذلك، قال القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن الحوثيين يتخذون قراراتهم الاستراتيجية والعملياتية بأنفسهم وإن طهران سترد بحزم على أي تحرك ضدها. وقال سلامي لوسائل الإعلام الرسمية "نحذر أعداءنا من أن إيران ستتصدى لأي تهديد بحزم وسيكون ردها مدمرا إذا نفذوا تهديداتهم".
واعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة إكس أن الولايات المتحدة "ليس لها الحق في إملاء" سياسة إيران الخارجية. وكتب "الحكومة الأمريكية ليس لديها سلطة ولا حق في إملاء سياسة إيران الخارجية.
واليوم قال مستشار الأمن القومي الأمريكي مايكل والتز إن الضربات الأمريكية قتلت "العديد" من قادة الحوثيين في اليمن، مشيرا إلى "تحذير" لإيران بوجوب التوقف عن دعم المتمردين وهجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
تهديد باستخدام "القوة المميتة الساحقة"
بدورهم توعد الحوثيون الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من اليمن وخصوصا العاصمة صنعاء، بالرد على الضربات.
ونقلت قناة "المسيرة" عن المكتب السياسي لحركة "أنصار الله"، الاسم الرسمي للحوثيين، أن "العدوان لن يمر من دون رد، وقواتنا المسلحة اليمنية على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد".
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي اليوم الأحد بأن الحصيلة غير النهائية بلغت "31 شهيدا و101 جريح معظمهم من الأطفال والنساء"، مشيرا الى أن الضربات استهدفت "مناطق مدنية وسكنية في صنعاء ومحافظة صعدة والبيضاء ورداع".
ولدى إعلانه تنفيذ الضربات أشارترامب إلى شن "عمل عسكري حاسم" ضد المتمردين المدعومين من ايران. وجاء في منشور له على منصته تروث سوشال "سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، متهما الحوثيين بتهديد حركة الشحن في البحر الأحمر. وكتب ترامب أن "دعم الارهابيين الحوثيين ينبغي أن يتوقف فورا. لا تهددوا الشعب الأمريكي ورئيسه (...) وطرق الملاحة البحرية العالمية. وإذا فعلتم ذلك، حذار، لأن أمريكا ستحملكم كامل المسؤولية ولن نقدم إليكم هدايا".
وأشارت القيادة المركزية الأمريكية التي نشرت لقطات فيديو لإقلاع مقاتلات ولإلقاء قنبلة على مجمع، إلى توجيه "ضربات دقيقة" تم شنها "للدفاع عن المصالح الأمريكية وردع الأعداء واستعادة حرية الملاحة".
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث اليوم الأحد إن الولايات المتحدة ستواصل مهاجمة الحوثيين في اليمن حتى يوقفوا هجماتهم على حركة الشحن، وقال هيغسيث لقناة فوكس نيوز "في اللحظة التي يقول فيها الحوثيون: سنتوقف عن قصف سفنكم وطائراتكم المسيرة، ستنتهي هذه الحملة، ولكن حتى ذلك الحين، ستستمر (الحملة) بلا هوادة".
نهج أشد وأكثر قوة
وأضاف "يتعلق الأمر بوقف استهداف الأصول... في ذلك الممر المائي الحيوي، لعودة حركة الملاحة إلى طبيعتها، وهي مصلحة وطنية جوهرية للولايات المتحدة. إيران تساعد الحوثيين منذ فترة طويلة جدا... من الأفضل لهم أن يتراجعوا".
وعقب اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، شن الحوثيون عشرات الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على سفن تعبر البحر الأحمر وخليج عدن، قائلين إنها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين. وبعد وقف هجماتهم إثر دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ في كانون الثاني/يناير، أعلن الحوثيون في 11 آذار/مارس "استئناف حظر عبور" السفن الإسرائيلية بعدما منعت إسرائيل إدخال المساعدات إلى غزة.
ووفقا للمتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل، فإن الحوثيين "هاجموا سفنا حربية أمريكية 174 مرة وسفنا تجارية 145 مرة منذ عام 2023". وقد سعت الإدارة الأمريكية السابقة، برئاسة جو بايدن، إلى إضعاف قدرة الحوثيين على مهاجمة السفن قبالة سواحلها، لكنها حدت من الإجراءات الأمريكية.
ويقول مسؤولون أمريكيون، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، إن ترامب أجاز اتباع نهج أكثر قوة. ووصفت القيادة المركزية في الجيش الأمريكي ضربات أمس السبت بأنها بداية عملية واسعة النطاق في أنحاء اليمن.
ع.ج/ ص.ش (رويترز، أ ف ب، د ب أ)