ترامب يصعّد الحرب الجمركية مستهدفا واردات الألمنيوم والصلب
١١ فبراير ٢٠٢٥اجتاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته بتوقيعه الإثنين أوامر تنفيذية فرض بموجبها رسوما جمركية بنسبة 25% على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم "بدون استثناءات". وقال ترامب لدى توقيعه هذه المراسيم في البيت الأبيض "أنا اليوم أبسّط رسومنا الجمركية على الصلب والألمنيوم حتى يفهم الجميع ما تعنيه: إنها تعني 25% بدون استثناءات ولا إعفاءات، وهذا ينطبق على كل الدول".
غير أنّ سيّد البيت الأبيض أكّد أنّه يدرس إعفاء أستراليا من الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب، وذلك بعد تصريحات بهذا المعنى أدلى بها رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي.
وفي معرض توضيحه السبب الذي يدفعه لدرس إعفاء أستراليا، قال ترامب "لدينا فائض (في الميزان التجاري) مع أستراليا، وهو واحد من القلائل. السبب هو أنّهم يشترون الكثير من الطائرات"، مشيرا إلى أنّ البُعد الجغرافي لأستراليا يفرض عليها شراء الكثير من الطائرات.
وتابع "لا نريد بذلك إلحاق أذى بدول أخرى"، مستدركا "لكنّها تستغلنا منذ سنوات وسنوات".
وستنعكس هذه التدابير سلبا بصورة خاصة على كندا، أكبر مزوّد بالصلب والألمنيوم للولايات المتحدة، بحسب الأرقام الرسمية. وإثر توقيع ترامب الأوامر التنفيذية، قال وزير الصناعة الكندي فرانسوا-فيليب شامبانْي إنّ هذه الرسوم الجمركية "غير مبرّرة على الإطلاق"، متعهّدا ردا "واضحا ومدروسا" من جانب بلاده، دون مزيد من التفاصيل.
كذلك، تعتبر البرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية من كبار مزوّدي الولايات المتحدة بالصلب.
وقال كيفن هاسيت أحد مستشاري الرئيس الأميركي الاقتصاديين الرئيسيين، على قناة سي ان بي سي الإثنين، إنّ "إنتاج الصلب يشكّل عنصرا مهما في العصر الذهبي" الذي وعد به ترامب. وأكد رئيس المجلس الاقتصادي الوطني، وهي هيئة تابعة للبيت الأبيض، أنّ الصناعة الأميركية لم تعان عندما اتخذ الرئيس الأميركي قرارات مماثلة في العام 2018.
وسبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021 رسوما جمركية مشددة على الصلب والألمنيوم بهدف حماية الصناعة الأميركية، منددا بمنافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية.
وقال ترامب الأحد أيضا إنه سيعلن "الثلاثاء أو الأربعاء" عن "رسوم جمركية متبادلة" حتى تكون الرسوم المفروضة على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة مماثلة لتلك المفروضة على الصادرات الأميركية. وأضاف "إذا فرضوا علينا رسوما بنسبة 130% ولم نفرض من جانبنا رسوما، فلن يبقى الوضع كما هو عليه".
وقال ترامب الجمعة خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا "يفرضون علينا رسوما جمركية، نفرض عليهم رسوما جمركية".
وتقع هذه الرسوم في صلب سياسة ترامب الاقتصادية والدبلوماسية منذ تنصيبه في 20 كانون الثاني/يناير، وهو يعتبرها وسيلة لخفض العجز في الميزان التجاري الأميركي ولانتزاع تنازلات من الدول المستهدفة في آن. وأثارت هذه التدابير ردود فعل مختلفة من شركات الولايات المتحدة التجاريين، ما بين التعهد بالرد ومحاولة المهادنة.
وفي فرنسا أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الإثنين أنّ الاتحاد الأوروبي "سيرد" على الرسوم الجمركية الأميركية مثلما فعل خلال ولاية ترامب الأولى. قال متحدثا لشبكة تي إف 1 التلفزيونية "ليس هناك أي تردد حين يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالحنا"، مضيفا أن المفوضية الأوروبية مخولة التحرك بهذا الصدد.
فيما قال مارك فيراسي وزير الصناعة الفرنسي في مقابلة مع قناة تي.إف1 التلفزيونية إنه يتعين على أوروبا أن ترد بشكل حازم وموحد على الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأضاف أنه يأمل أن يأتي هذا الرد قريبا.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد والمناخ الألمانية كوربينيان فاغنر إنّ بلاده، أكبر قوة اقتصادية في أوروبا، "تراقب بقلق الإعلان عن الرسوم الجمركية الجديدة" و"تريد تجنب هذه الإجراءات قدر الإمكان".
وفي بيان منفصل، دعا وزير الاقتصاد والمناخ روبرت هابيك إلى "مواصلة مسار التعاون مع الولايات المتحدة، مما يعود بالفائدة على الطرفين".
ويعلم الاتحاد الأوروبي أنه هدف لترامب الذي أعلن أنه سيتخذ قرارا "قريبا جدا" بشأنه. وقالت المفوضية الأوروبية الإثنين أنها لم تتلق "أي تبليغ" برسوم جمركية جديدة حتى الآن.
ع.خ/ ( أ ف ب)