ترامب وماكرون يرسمان الخطوط العريضة لجهود إنهاء حرب أوكرانيا
٢٤ فبراير ٢٠٢٥خلال لقاء مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تأييده لمبادرة ترامب التواصل مع روسيا بشأن أوكرانيا، لكنه دعا إلى أن تدعم الولايات المتحدة نشر أي قوات أوروبية كشكل من أشكال الضمانات الأمنية. وقال ماكرون في مؤتمر صحافي مشترك مع اليوم الاثنين (24 فبراير/ شباط 2025): "نريد اتفاقا سريعا وليس هشا".
وكان ماكرون قد زار موسكو قبل أسابيع من غزو القوات الروسية لأوكرانيا في محاولة يائسة لثني بوتين عن قراره، وبعد ذلك قطع أي تواصل مع الرئيس الروسي تماما كما فعل الرئيس الأمريكي آنذاك جو بايدن. وأضاف ماكرون أن هناك "فرصة كبيرة" تتمثل في وجود إدارة أمريكية جديدة. وأكد ماكرون أنه "لدى الرئيس ترامب سبب وجيه لتجديد الحوار مع الرئيس بوتين".
لكن ماكرون أشار إلى أنه يتشارك مع أوروبا تجربتها في التفاوض بعد صراع سابق في أوكرانيا قبل عقد. وقال ماكرون "في عام 2014، تفاوض أسلافنا على السلام مع الرئيس بوتين، ولكن بسبب الافتقار إلى الضمانات وخاصة الضمانات الأمنية، انتهك الرئيس بوتين هذا السلام". أضاف "لذلك فإن امتلاك القوة والقدرة على الردع هو السبيل الوحيد للتأكد من احترام ذلك".
وقال ماكرون "هذا السلام لا يمكن أن يعني استسلام أوكرانيا". وأضاف أن أوكرانيا "قاتلت خلال السنوات القليلة الماضية من أجل استقلالها وسيادتها، وأيضا من أجل أمننا الجماعي". وتابع "أعتقد أن لا أحد في هذه القاعة يريد أن يعيش في عالم تسود فيه شريعة الغاب والحدود الدولية يمكن انتهاكها من يوم لآخر".
ولفت ماكرون الذي يفكر في إرسال قوات فرنسية إلى أوكرانيا للحفاظ على أي سلام محتمل، إنه من الضروري أن تقدم الولايات المتحدة الدعم. وقال "إن العديد من زملائي الأوروبيين مستعدون للمشاركة، ولكننا نحتاج إلى هذه الدعم الأمريكي، لأن هذا جزء من مصداقية الضمانات الأمنية". واستبعد ترامب وبايدن إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا، في حين يضغط ترامب على كييف لتوقيع اتفاق يتيح للولايات المتحدة استثمار ثرواتها المعدنية. وقال ماكرون "أعتقد أنه لا ينبغي لنا أن نقول إننا لن نرسل أبدا قوات برية، لأنه بذلك تعطي شيكا على بياض لانتهاك أي نوع من الالتزامات".
بوتين منفتح على مشاركة الأوروبيين في المباحثات
وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انفتاحا على مشاركة أوروبية في المفاوضات. وقال إن الأوروبيين يمكن أن "يشاركوا" في عملية حل الصراع في أوكرانيا، في وقت يخشى الاتحاد الأوروبي من تهميشه منذ بدء المحادثات المباشرة بين موسكو وواشنطن. وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية "يمكن للأوروبيين، وأيضا لدول أخرى، المشاركة ولديهم الحق في ذلك".
لكن بوتين أوضح في المقابلة اليوم الاثنين أنه لم يبحث حل الصراع في أوكرانيا بالتفصيل مع الرئيس ترامب ، وكذلك فريقا التفاوض الروسي والأمريكي عندما اجتمعوا الأسبوع الماضي في المملكة العربية السعودية.
ترامب: بوتين سيقبل قوات حفظ سلام أوروبية
وصرح الرئيس الأمريكي ترامب بأن نظيره الروسي بوتين سوف يقبل بوجود قوات حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا، في إطار صفقة محتملة لإنهاء الحرب الدائرة هناك. وجاءت تصريحات ترامب للصحفيين في بداية اجتماع في البيت الأبيض اليوم الاثنين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وذلك في الذكرى السنوية الثالثة لغزو روسيا لأوكرانيا.
وجدير بالذكر أن بوتين وكبار المسؤولين الروس قد أشاروا في وقت سابق إلى أنهم لن يقبلوا بوجود للقوات الغربية في أوكرانيا.
وانضم ماكرون إلى ترامب في البيت الأبيض لإجراء محادثات ثنائية حول الوضع في أوكرانيا. وتأتي المحادثات في لحظة من عدم اليقين العميق بشأن مستقبل العلاقات عبر الأطلسي ، حيث يغير ترامب السياسة الخارجية الأمريكية دون مراعاة القيادة الأوروبية في ظل سعيه إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة.
وقال ماكرون في بداية الاجتماع الثنائي: "هناك ضرورة للحصول على ضمانات لسلام قوي... هذه لحظة مهمة للغاية بالنسبة لأوروبا أيضا". وقال ترامب "نعم سيقبلها... لقد سألته هذا السؤال. انظر، إذا أبرمنا هذه الصفقة، إنه لا يتطلع لشن حرب عالمية".
ولم يرد الكرملين على الفور على طلب من رويترز للتعليق.
ومن ناحية أخرى، أعرب ترامب عن رغبته في لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع أو الذي يليه، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. ونقلت (د ب أ) عن ترامب قوله ، إنهما سيتحدثان عن حصول الولايات المتحدة على المواد الخام الأوكرانية.
وأعرب ترامب عن تفاؤله من أن البيت الأبيض والرئيس زيلينسكي يقتربان من إبرام صفقة ستمكن الولايات المتحدة من الحصول على المعادن الحيوية في أوكرانيا للمساعدة في سداد أكثر من 180 مليار دولار أمريكي تم تسليمها إلى كييف منذ بداية الحرب في عام 2022.
وتبحث أوكرانيا أيضا عن ضمانات أمنية مستقبلية كجزء من أي اتفاق. وتأتي الذكرى السنوية الثالثة للغزو الروسي والمحادثات الفرنسية الأمريكية في لحظة مهمة بالنسبة لمعظم أوروبا التي تشهد تحولا كبيرا في السياسة الخارجية الأمريكية مع عودة ترامب إلى السلطة.
مجلس الأمن يصوت لصالح قرار أمريكي لا يذكر العدوان الروسي
وفي سياق متصل، وافق مجلس الأمن الدولي الاثنين على قرار أمريكي يدعو إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا دون ذكر العدوان الروسي. جاءت نتيجة التصويت في المجلس المكون من 15 عضوا بـ 10 أصوات مؤيدة دون معارضة، مع امتناع خمس دول عن التصويت. وفي وقت سابق من يوم الاثنين، رفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار الذي صاغته الولايات المتحدة، والذي لم يعتمد إلا بعد تعديله ليؤكد أن النزاع كان نتيجة "غزو شامل لأوكرانيا من قبل الاتحاد الروسي."
ف.ي/ص.ش (د ب ا، ا ف ب، رويترز، ا ب)