تحذير لقسد؟.. توقيع مذكرة تفاهم دفاعية بين أنقرة ودمشق
١٣ أغسطس ٢٠٢٥أعلنت وزارة الدفاع التركية أن وزيري الدفاع التركي والسوري وقعا مذكرة تفاهم بشأن التدريب والمشورة العسكرية بعد محادثات في أنقرة اليوم الأربعاء. وكان البلدان يتفاوضان على اتفاق تعاون عسكري شامل منذ شهور، بعد الإطاحة ببشار الأسد.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن على مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الجماعة الرئيسية في قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، التوقف عن المماطلة وأن يلتزموا باتفاق الاندماج مع الحكومة السورية.
وصارت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أحد الحلفاء الرئيسيين لسوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد العام الماضي. ووقعت قوات سوريا الديمقراطية اتفاقا في آذار/مارس مع الحكومة الجديدة التي يقودها الإسلاميون في دمشق للانضمام إلى مؤسسات الدولة السورية.
وتعتبر أنقرة قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية منظمتين إرهابيتين.
وقال فيدان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري أسعد الشيباني في أنقرة "لن تكون تركيا مرتاحة ما لم تتم معالجة مخاوفها الأمنية في سوريا". وأضاف "همنا الوحيد هو أن يستمر وجود كل الجماعات العرقية والدينية في سوريا دون أن تشكل تهديداً لأي دولة، ودون وجود عناصر إرهابية مسلحة على أراضيها، وذلك في إطار وحدة وسلامة الأراضي السورية".
وفي إشارة إلى قرار حزب العمال الكردستاني المحظور حل نفسه وإلقاء سلاحه، قال فيدان "لقد بدأ عهد جديد في المنطقة، وهناك عملية جديدة في تركيا. ينبغي أن يستفيدوا من هذه التطورات الإيجابية".
وتخوض قوات سوريا الديمقراطية صراعاً في شمال سوريا منذ سنوات مع جماعات مسلحة مدعومة من أنقرة.
واعتبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن هناك مساع إسرائيلية من أجل إضعاف سوريا وخلق الفوضى فيها، مؤكداً أن وجهة النظر التركية واضحة وهي انتشار السلام في سوريا ووحدة أراضيها. وأكد فيدان أن سوريا فتحت صفحة جديدة منذ الثامن يناير / كانون الثاني الماضي، وبذلك أغلقت صفحة سيلان الدم، مع بدء عودة اللاجئين إلى سوريا. وقال فيدان خلال المؤتمر: "حققنا قفزات نوعية في المرحلة الجديدة ولكن هناك بعض المنزعجين من تطوير وتنمية سوريا"، مضيفاً إنهم "يسعون من أجل تمرير بعض المؤامرات التي بدأت بالساحل و من ثم في السويداء".
الشيباني: ما حدث في السويداء وراءه إسرائيل
ومن جهته، أكد وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني في المؤتمر الصحفي المشترك مع هاكان فيدان أن سوريا تواجه تدخلات خارجية تسعى لإضعاف الدولة ودفع البلاد نحو فتن طائفية، معتبراً أن "ما حدث في السويداء أمراً مفتعلاً من قبل إسرائيل لبث الفتنة الطائفية في تلك المنطقة".
ونقلت الوكالة السورية للأنباء (سانا) عن الشيباني قوله إن "السويداء جزء أصيل من سوريا وأبناؤها جزء من النسيج الاجتماعي للشعب السوري، ولا نقبل إقصاءهم أو تهميشهم، وما حدث كان مفتعلاً من إسرائيل لبث الفتنة الطائفية في المنطقة". وأضاف: "ملتزمون بمحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات في السويداء وغيرها، والدولة السورية هي التي تضمن حماية جميع مواطنيها وعلينا تغليب لغة الحكمة لتجاوز هذه المحنة"، مشيراً إلى أن سوريا تواجه تحديات خارجية تسعى لفرض واقع تقسيم سوريا وإثارة الفوضى فيها.
ولفت إلى أن المؤتمر الذي عقد في الحسكة مؤخراً لا يمثل الشعب السوري، وحاول استغلال أحداث السويداء، إضافة لأنه انتهاك لاتفاق اندماج قوات سوريا الديمقراطية في مؤسسات الدولة.
وأكد أن "سوريا تواجه تحديات جديدة لا تقل خطورة عن تحديات سنوات الحرب، التي أرهقت البلاد ولا يمكن التحدث عن المستقبل دون الوقوف على وضع البلاد". وأضاف: "عملنا على إرساء الاستقرار في جميع مواضع الدولة وأطلقنا خدمات كبيرة رغم الصعوبات، ونؤكد أننا نمد يدنا لكل شراكة تحترم وحدة سوريا وسلامة أراضيها".
وأشار الشيباني إلي بحث سبل التعاون السياسي والتنسيق الأمني مع تركيا، مرحباً بالعودة التدريجية للمهجرين السوريين إلى بلداتهم.
وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية التركي إلى دمشق ولقائه الرئيس أحمد الشرع ووزير الخارجية.
تحرير: ف.ي