بيكنباور يبلغ الـ 70ـ القيصر يحتفل بعيد ميلاده بقلب حزين
١٠ سبتمبر ٢٠١٥"إنه رجل محظوظ"، كثيرا ما سمع فرانز بيكنباور هذه العبارة في حياته. ولم ينف قيصر الكرة الألمانية ذلك أبدا، بل وأكده بالقول "نعم أنا محظوظ"، وذلك في الفيلم الوثائقي الذي أنتجته القناة الأولى في التلفزيون الألماني "ARD" مؤخرا. ولكن هل فعلا بيكنباور شخص محظوظ؟
لحظات السعادة التي عاشها بيكنباور وتحدث عنها في الفيلم الوثائقي بإسهاب باتت عبئا على القيصر وتمنى أن تمحى من الشريط السينمائي. فبعد الانتهاء من تصوير الفيلم الوثائقي، توفي ابنه شتيفان في الـ 31 من تموز/يوليو الماضي عن عمر ناهز الـ 46 عاما، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
ودفعت وفاة شتيفان القيصر للاعتزال عن العالم الخارجي، لكن ذكرى ميلاده ستكون الدافع لخروجه من قوقعته. إذ يحتفل بيكنباور بعيد ميلاده يوم الجمعة (11سبتمبر/أيلول) على نطاق ضيق جدا. ربما تكون الذكرى الـ 70 لميلاده هي الأكثر حزنا في حياته. بيد أن بيكنباور يعزي نفسه بالقول: "علينا أن ندرك أن الميت هو صديق يرافقنا، ولكن في حياة أخرى".
ينجح في كل المهام
وعندما يتحدث بيكنباور عن السعادة في حياته، فهو يقصد بالطبع مسيرته الناجحة في عالم الكرة. وهذا النجاح لم يأتِ من فراغ، وأكبر دليل على ذلك الإنجازات الرائعة التي قدمها على جميع المستويات. فبيكنباور هو شخص ينجح في كل المهام التي يتولاها. وهو ما أثبته عندما كان لاعبا ومدربا وحتى عندما عمل في المراكز الإدارية.
فبيكنباور كان لاعبا محترفا في صفوف البايرن وحصل على الكثير من الألقاب معه. وكلاعب في المنتخب الألماني فاز بيكنباور مع المانشافت ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1972، وبطولة كأس العالم عام 1974.
وبعد اعتزاله اللعب عام 1985، تولى تدريب المنتخب الألماني، وحالف بيكنباور "الحظ" أيضا وهو مدرب. فقد نجح في إحراز اللقب العالمي الثالث لألمانيا وكان ذلك عام 1990، ليعتزل بعدها تدريب المنتخب الألماني. وتولى بيكينباور تدريب فريق نادي أوليمبيك مارسيليا الفرنسي، وقاده إلى الفوز ببطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكرة القدم عام 1991 .
كما قاده إلى التأهل للمباراة النهائية في بطولة دوري أبطال أوروبا التي خسرها أمام فريق النجم الأحمر بلغراد اليوغوسلافي. وعاد بيكينباور بعد ذلك إلى بايرن ميونيخ مدربا ، ثم رئيسا للنادي حتى عام 2009، ورئيسا فخريا له إلى يومنا هذا.
"الحظ وحده لا يكفي"
ربما يرى بعض المهتمين بشؤون الكرة أن النجاحات التي حققها بيكنباور في حياته الكروية تعود إلى "حسن حظه". بيد أن قيصر الكرة يرى أن الحظ وحده لا يكفي، وهو أكده في إحدى مقابلاتها مضيفا بالقول "يحتاج الحظ إلى الكثير من العمل والجهد".
وعلى الرغم من أن بيكنباور كان "محظوظا" في حياته الكروية، لكن حياته الخاصة كانت مختلفة تماما، إذ فشل في علاقاته الزوجية مرتين، وتزوج للمرة الثالثة عندما كان في الخمسين، وأنجب من زوجته هايدي طفلين.
قرارات في موضع تساؤل!
كانت وجهات نظر وقرارات بيكنباور موضع تساؤل في بعض الأحيان، إذ صوت لصالح روسيا لاستضافة بطولة لكأس العالم 2018، وبعد ذلك وقع عقدا مع شركة روسية منتجة للغاز. وهو من أشد المخلصين لرئيس الفيفا المستقيل جوزيف بلاتر، فضلا عن موقفه من استضافة قطر لنهائيات كاس العالم 2022 ودفاعه عنها ضد الاتهامات التي وجهت إليها بسبب ما قيل عن سوء معاملة الدولة الخليجية الصغيرة للعمال.
وهناك جملة للقيصر باتت معروفة وتكر بسخرية حين قال رد على سؤال حول "استعباد العمال" في قطر: "من خلال زياراتي المتعددة لقطر لم أر عبيدا، فهم يتجولون بكل حرية".
ورغم الانتقادات التي طالت بيكنباور بشأن تأييده استضافة روسيا وقطر لكأس العالم، فإن الطابع الهادئ الذي يتميز به ولكنته المميزة، يجعلان من قيصر الكرة الألمانية أسطورة نادرة في عالم الكرة. وجاء التأكيد على ذلك على لسان فولفغانغ نيزرباخ رئيس الاتحاد الألماني عندما وصفه بالقول: "إنه إنسان رائع".